ما تبقى من ثورة سوريا بعد 6 سنوات - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما تبقى من ثورة سوريا بعد 6 سنوات

نشر فى : الثلاثاء 14 فبراير 2017 - 10:10 م | آخر تحديث : الثلاثاء 14 فبراير 2017 - 10:10 م
نشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية مقالا لـ«إياد أبو شقرا» ــ الكاتب الصحفى والمحلل السياسى ــ حول الثورة السورية وما تبقى منها أثناء مرور 6 سنوات على اندلاعها، وعدد من بلدان الشرق الأوسط والعالم فى الصدد ذاته. حيث يقول إنه يكفى الاستماع إلى تصريحات ستيفان دى ميستورا المبعوث الأممى لسوريا، ومتابعة قتال الفصائل «الإسلامية» فى ريف محافظات إدلب وحماه وحلب، لاكتشاف حجم المؤامرة التى يبدو أنها نجحت فى إخماد الثورة السورية قبل أن تكمل 6 سنوات من عمرها.

يستطرد «أبو شقرا» بأنه يكفى متابعة تنامى «المنصات» وهى تنمو هنا وهناك كالفطر السام، إن لم يكن فى عواصم مهادنة ومؤيدة علنا لنظام بشار الأسد وملالى إيران، ففى قاعدة حميميم العسكرية الروسية بمحافظة اللاذقية التى منها يقصف الطيران الحربى الروسى مدن سوريا وأريافها، وعلى رأسها «درتها» الشهباء… حلب.

يكفى تذكر الشخصيات العاقلة الرصينة التى كانت تتكلم باسم الثورة، قبل بضع سنوات، ومزايدات الانتهازيين ومشتهى السلطة والتسلط. يكفى رؤية تآمر مجتمع دولى لم يعدم وسيلة لاستغلال كل ثغرة فى الثقافة السياسية لشعب مقهور عانى من الديكتاتورية و«الدولة الأمنية» لأكثر من نصف قرن. بل يكفى النظر إلى صداقات كاذبة دأبت على لعب لعبة الوقت لمساعدة نظام قاتل على الصمود مقابل إحباط معارضيه وتفتيتهم.

يضيف الكاتب بأنه خلال السنوات الـ15 الماضية، لم تتغير سوريا فقط، بل تغير العراق وتغير العرب. إيران، بمباركة أمريكية معلنة تجسدت فى الاتفاق النووى مع باراك أوباما، باتت تأمر وتنهى فى عدد من العواصم العربية التى نسيت أنها عربية على رأسها دمشق بنى أمية وبغداد بنى العباس. و«الربيع العربى» اقتلع الجذوع اليابسة قبل أن تزهر البراعم الواعدة. وتركيا الحالمة بأمجاد تجمع نقيضى «الخلافة» ومصطفى كمال «أتاتورك» أعادها إلى أرض الواقع العداء التاريخى والخذلان الأمريكى المستجد. وإسرائيل أراحها الوهن العربى فتفرغت لإكمال تهويد فلسطين.

على هذا الأساس، كانت الظروف والاعتبارات عام 2002 كافية لتكبيل النظام العراقى السابق بـ«مناطق حظر طيران» و«مناطق آمنة». فى حين أن الدور الذى لعبه ويلعبه نظام دمشق منذ 1970 كان مقبولا ــ بل ومطلوبا ــ إقليميا ودوليا.

لقد كان «صندوق بريد» ممتازا، وقطاعا منزوع السلاح فعالا على حدود إسرائيل الشمالية، وفخا ثمينا فى خدمة القوى الكبرى للراديكالية العربية المغشوشة به أو المراهنة عليه أو المضطرة للصمت على تواطئة عليها والمتاجرة بها.

يختتم الكاتب بأن نظام الأسد، كما اكتشف السوريون أخيرا كان حاجة للجميع باستثنائهم.

كان ضرورة لمن أبقوا عليه رغم جرائمه، لأن جرائمه تخدم مصالحهم.

الشرق الأوسط ــ السعودية

إياد أبو شقرا
التعليقات