الإمام الأعظم يواجه الشتام - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 7:16 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإمام الأعظم يواجه الشتام

نشر فى : السبت 14 مارس 2015 - 12:45 م | آخر تحديث : السبت 14 مارس 2015 - 12:45 م

• صال وجال فى برنامجه سبا وشتما فى علماء الإسلام المشهود لهم بالعلم والفضل لم يترك أحدا منهم إلا شتمه.. نال الأئمة الأربعة مالك والشافعى وأبوحنيفة وأحمد النصيب الأوفر.. وصفهم تارة بالزبالة أو الحثالة أو بالقمامة.. كان يشعر بالسعادة كلما تطاول على رموز الأمة الإسلامية.
• انفرجت أساريره الليلة بعد أن شتم أعظم فقيه أنجبه الإسلام فى قرونه الأولى وصاحب مدرسة الرأى «أبوحنيفة» الذى لقبته الأجيال بـ«الإمام الأعظم»
• نام قرير العين لنجاح غزواته ضد هؤلاء الأموات وسعيدا بموت الأزهر الذى لم يدافع عن رموز الأمة.
• وإذا به يفاجأ بأبى حنيفة يأتيه بسمته الجميل ووقاره وملابسه الأنيقة وعطره المشهور به موبخا ومقرعا لجهله وسواد قلبه: يا هذا ألم تجد إلا الأموات لتتطاول عليهم.. وعلى علماء الإسلام فحسب؟!.. فلم أسمعك تناقش أى علماء أو كتب لأى دين أو ملة أخرى.. أو تناقش أى مشكلة حقيقية يعيشها الناس أو تنقد حتى وكيل وزارة.. تركت كل شىء لتتطاول علىَّ وأمثالى.
• ألم يعجبك أى عالم فى تاريخ الإسلام كله؟.. ألم تنجب هذه الأمة أحدا يروق لك أيها الغبى.
• ارتج عليه قائلا: أنت يا أبا حنيفة إنسان عادى فأى شىء جديد جئت به لتصبح «الإمام الأعظم».
• أبوحنيفة فى هدوء: مشكلة أمثالك أنهم لا يعرفون أننى أصلا من أسرة فارسية من «كابل» التى كانت تابعة لفارس وهى الآن عاصمة لأفغانستان ودخل أجدادى الإسلام وكان العرب يهتمون بالمناصب السياسية والعسكرية فاهتممنا نحن بالعلم والفقه والقرآن والحديث.. ويكفى لأمة العرب التى تشتمها باستمرار أن جعلت من مثلى الفقيه الأول والأهم والأشهر على جميع العرب.. لأنهم كانوا يقدمون الأكفأ فليست لى قرابة ولا نسب ولا مصاهرة مع حاكم أو خليفة.. ولكن علمى وفقهى ونزاهتى وأخلاقى وتقواى هى التى أهلتنى لأن تطلق علىَّ أجيال المسلمين لقب «الإمام الأعظم» لأننى أسست مدرسة فقهية عظيمة اسمها مدرسة الرأى.. وهذه طبعا لا يعرف أمثالك عنها شيئا ولم يقرأوا عنها حرفا.. ورغم أنها كانت مدرسة جديدة نسبيا على الفقه وقتها إلا أن الأمة كلها فى زمنى وبعدى تلقتها بالقبول.. ومازال هناك ملايين الطلاب الذين تعلموا وتتلمذوا على فقهى فى العالم كله.
• اكفهر وجه الإعلامى الشتام وقال: أنتم أيها الفقهاء من صناعة السلاطين؟!
• فزع الإمام: لقد عشت فى آخر عصر الدولة الأموية ثم أدركت بداية الدولة العباسية.. وقد حاول ابن هبيرة والى الكوفة أن يجعلنى فى منصب أشبه برئيس الديوان عندكم فرفضت بشدة حتى لا أقع فى معصية فأمر بضربى وسجنى.. وبعد أن أطلق سراحى هربت إلى مكة وظللت أدرس الفقه فيها حتى زال حكم الأمويين وجاء العباسيون فاستبشرت بهم خيرا وعدت إلى الكوفة.. ولكنهم كانوا مثل الأمويين وأراد الخليفة المنصور أن أتولى منصب قاضى القضاة مرات كثيرة فرفضت بشدة حتى كاد يسجننى.
• يا بنى أنت لا تعرف عنى شيئا أنا رفضت عطايا الخليفة وكنت أرفض أى شىء من بيت المال وكنت أنفق على نفسى وتلاميذى من تجارتى.
• يا بنى نحن لسنا مثلكم نصنع من الإعلام أو الحكومات أو رجال الأعمال.. نحن يا بنى صنعنا العلم والفقه فأساتذتى أنفسهم مثل ابن جريج قال عنى وأنا صغير «سيكون له شأن فى العلم عجيب» ولما كبرت قال «إنه الفقيه.. إنه الفقيه».
• ضاق الشاب ذرعا: ولكنك لم تقدم شيئا يا أبا حنيفة؟
• رد الإمام: حق لمثلك يا جاهل أن تجهل عطاء مثلى.. يا بنى أنا وضعت 83 ألف مسألة جديدة فى الفقه الإسلامى منها 38 ألف مسألة هى أصل فى العبادات و40 ألف مسألة هى أصل فى المعاملات.. يا بنى أنا أسست مدرسة علمية متكاملة.. ألم تسمع ما قاله الفقهاء عنى «كل الناس فى الفقه عيال على أبى حنيفة».
• انتفض الشاب مذعورا فودعه الإمام على أمل العودة .

التعليقات