القبح الذى يثير الدهشة..! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:53 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

القبح الذى يثير الدهشة..!

نشر فى : الثلاثاء 14 مارس 2017 - 10:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 14 مارس 2017 - 10:00 م
** بعد 40 سنة من الكتابة المتواصلة أصبت بإرهاق ذهنى، وهو ما ترتب عليه تعدد الإجازات لإراحة العقل، وقد باتت الإجازات كثيرة بعدد تعدد الأزمات الرياضية التى تذهب بالعقل.. وكلما فكرت فى التوقف، وأذهب إليه، أشعر بخطر وبخطأ هذا التوقف، لأنه يعنى الجمود. ومنذ أيام كنت أجلس مع رجل أعمال شهير.. وخلال الحديث قال جملة عابرة أصابتنى فى الصميم: «يصبح الإنسان عجوزا حين يتوقف عقله عن الدهشة».. وشرح: «الاندهاش دليل حياة وتفاعل».. وعلى الرغم من مضى قرابة 40 عاما على الكتابة الرياضية، ودخولى شرنقة الراحة، أخرجنى انتصار برشلونة على باريس سان جيرمان من الشرنقة، وكان خروجى مثل طلة الإنسان الأول برأسه من الكهف، لاستكشاف صوت الرعد وزئيره ثم العودة بأسرع ما يمكن داخل الكهف بحثا عن الحماية..!

** ما زلت أندهش وقادرا على الاندهاش والحمد لله.. وتدهشنى للغاية أزماتنا العامة المتكررة، وأزمات الرياضة وكرة القدم المتكررة.. والدهشة بالجمال، غير الدهشة بالقبح. وكلاهما الجمال والقبح يصنعان الاندهاش.. وقد سألنى ابنى قبل أيام: «هو الاتحاد الإنجليزى ممكن يتحل كل شوية كده زى اتحاد الكورة بتاعنا؟!»

** السؤال يعكس دهشة شاب، مثل شباب يضرب كفا بكف لتكرار مشاكلنا وأزماتنا.. ولا أظن أن هناك اتحاد لكرة القدم فى «درب التبانة» وهى المجرة الشمسية التى ينتمى إليها كوكب الأرض، لا أظن أن هناك اتحادا للعبة تعرض للحل بعدد مرات مماثلة لعدد مرات حل اتحادنا الموقر.. وهو تم حله مرات بسبب هزائم منى بها المنتخب، ولو كانت الهزائم سببا لحل الاتحادات، لكان واجبا على الإنجليز حل اتحادهم وإعدام قياداته لأن منتخب الأسود الثلاثة ما زال مجرد ثلاث قطط.. وفى مرات أخرى تم حل الاتحاد بسبب أندية، وتحديدا بسبب فرعى الأسرة الكروية الأهلى والزمالك، فإذا انسحب أحدهما لا تطبق عليه اللائحة، ويمسك من بيده الأمر فى رقبة الاتحاد ويحله.. وفى مرات أخرى يحل الاتحاد بسبب أحكام قضائية.. وهنا تستطيع أن تصاب بالدهشة المدهشة، وتسأل نفسك كيف إذن أجريت الانتخابات، ولماذا أجريت، وهناك عوار فى الترشيحات؟!

** أتساءل لأنه قبل أن تجرى انتخابات اتحاد الكرة، توقع كثيرون حل الاتحاد استنادا على شواهد واضحة.. إلا أن تلك الشواهد بدت مثل أضغاث أحلام عند الجميع.

** منذ بدأت العمل فى الصحافة الرياضية، لم أهتم بقيود اللوائح وبصياغات اللوائح. وقلت ألف مرة أن المشكلة فى الأشخاص وليست فى اللوائح. ولا يعنينى الآن لماذا تم حل اتحاد كرة القدم بحكم قضائى، ولكن ما يعنينى وما يستحق الغضب هو أن اتحاد كرة القدم فى مصر يكاد ينفرد بأنه تعرض للحل كثيرا، وأنه فى مرات كثيرة لم يكن يستحق الحل بسبب هزيمة، لأنه لا توجد دولة تطيح بهيئة رياضية «علشان خسرت ماتش ».. وما يستحق الغضب أيضا لحل الاتحاد وبطلان الانتخابات التى أجريت أن بعض أسباب الحل كانت تسكن الجبلاية وتقيم، ومع ذلك أجريت الانتخابات.

** هذا هو القبح الذى يثير الدهشة، أو يثير الشفقة، أو يشيع اليأس!
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.