الوداع للدولة الفلسطينية المستقلة - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 8:37 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الوداع للدولة الفلسطينية المستقلة

نشر فى : الأحد 14 يونيو 2015 - 9:15 ص | آخر تحديث : الأحد 14 يونيو 2015 - 9:15 ص

قد يكون من أهم المآسى الناتجة من تفكك الأنظمة العربية فى المنطقة، وتأجج الصراع الشيعى ــ السنى، موت حل الدولتين لشعبين الذى يدعو إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل فى مستقبل منظور.

فقد عجّلت الاضطرابات التى تعصف بالمنطقة منذ أربعة اعوام إلى حد كبير فى دينامية العرقلة الإسرائيلية لهذه الفكرة التى كانت موضع محاربة من اليمين الإسرائيلى منذ وصول بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية عام 2009، وذلك على رغم خطابه الشهير فى جامعة بار إيلان عامذاك والذى تعهد فيه التزام حل الدولتين ملاقيا بذلك الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى كان قد انتخب حديثا وكانت القاهرة زيارته الأولى للمنطقة حيث اعلن دعمه لحل الدولتين والتزامه تحقيقه خلال ولايته.

لكن أحداثا كثيرة توالت مذذاك، بينها ثلاث عمليات عسكرية إسرائيلية ضد قطاع غزة هى «الرصاص المصبوب» و«عمود السحاب» و«الجرف الصامد» صيف 2014 التى حولت قطاع غزة منطقة منكوبة، وتسببت بمقتل أو جرح الآلاف وتشريد عشرات الآلاف وتدمير أحياء باكملها، وجعلت قطاع غزة سجنا حقيقيا يخضع لحصارين إسرائيلى ومصرى.

وخلال هذه الفترة ازداد ضعف السلطة الفلسطينية وهزالها، وتراجعت المكانة السياسية لرئيسها محمود عباس. وفى رأى شخصية فلسطينية تعيش فى رام الله ان آليات السيطرة والتحكم التى تطبقها إسرائيل فى الضفة تجعلها قادرة على التحكم بالحياة اليومية للفلسطينيين وتجعلهم تابعين لها اقتصاديا بصورة كاملة، بحيث نشهد اليوم نشوء جيل فلسطينى جديد يُطلق عليه بتهكم اسم «الجيل المصلحجى» بالمقارنة مع«جيل النكبة» و«جيل الثورة».

فى السنوات الأخيرة باتت إسرائيل أكثر يمينية وتطرفا وعداء للفلسطينين، وأكثر تمسكا بالوعد الإلهى لليهود بأرض إسرائيل الكاملة، ورفضا لأى انسحاب محتمل من الأراضى الفلسطينية. وهى تضخم خطر الإرهاب الجهادى وتبالغ فى تصوير وجود تنظيمات تابعة لـ«داعش» بين الفصائل الفلسطينية لتستبعد أى طرح للدولة الفلسطينية المستقلة التى ستتحول على حدّ زعمها قاعدة للإرهاب الجهادى.

لكن المشكلة اليوم لا تنحصر فقط بما تفعله الحكومة اليمينية فى إسرائيل فحسب، بل بالضائقة التى يعانيها الفلسطينيون جراء تحول الاهتمام العربى والدولى عن قضيتهم التى كانت فى الماضى قضية العرب الأولى.

موت حل الدولتين يطرح تحديا على الفلسطينيين فى الضفة وغزة وفى الشتات الذين هم فى حاجة اليوم إلى رؤية جديدة ومشروع وطنى يعيد بلورة تطلعاتهم إلى وطن مستقل ويحفظ حقوقهم. ومن دون ذلك قد يضيع النضال الطويل الذى خاضه الفلسطينيون سدى كما ضاعت فلسطين.

التعليقات