صمتٌ لافت من الأشقاء العرب فى الفضاء الافتراضى (هناك استثناءات قليلة) إزاء المظاهرات فى العراق. هذه المظاهرات التى يفترض أن تبعث الأمل على أقل تقدير، وتستدعى حدا أدنى من التضامن (الافتراضى) الذى لا يكلّف الكثير. قد يقول قائل إن الخوف من مآلات الحراك والتظاهرات فى المنطقة واختطافها وتحويلها إلى حروب أهلية أو انقلابات عسكرية هو سبب من أسباب الصمت والتردد. وهناك أيضا إرهاق وإنهاك جمعى من كل ما حدث فى المنطقة. نعم ولكن.. هناك أسباب أخرى بلا شك.
لعل الصحون الطائفية التى تم تركيبها وترسيخها فى عقول الغالبية تجعل التقاط الصور التى لا يمكن تحليلها طائفيا (وبالتالى، إيرانيا أو سعوديا) صعبا للغاية.
لعل وحشية داعش واستعراضيتها ووحشية الأنظمة الباطشة ومجانية العنف الكلّى الحضور فى كل مكان وعلى الشاشات أصابت مفهوم التظاهر (السلمى) بالتقادم وكادت تحبسه فى الأرشيف.
وصار غياب العنف والوحشية هو غياب للإثارة الضرورية! لا داعش ولا ميليشيات فى ساحة التحرير والساحات الأخرى!
مواطنون وشباب يحلمون بإنقاذ ما تبقى من الوطن ويحملونه فى حناجرهم ومحاجرهم.
ولعل العراق، بالنسبة للكثيرين، محض استعارة أو مسرح للأوهام والأساطير الجمعية العربية... للاحتفال بالقائد المخلّص وللدفاع عن البوابة الشرقيّة، أو لهجاء الاحتلال أو إيران أو السعودية، أو... يحبّون العراق كفكرة! هناك بشر يعيشون فى العراق ولا يريدون أن يكونوا حطبا لهذه النار أو تلك أو هذا الجار أو ذاك! بإمكانكم أن تروهم فحاولوا أن تحاولوا!
سنان أنطون
كاتب ومؤلف عراقى