دور المرأة فى الجماعات المتطرفة فى غرب إفريقيا - العالم يفكر - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 7:16 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دور المرأة فى الجماعات المتطرفة فى غرب إفريقيا

نشر فى : الأحد 14 أكتوبر 2018 - 11:40 م | آخر تحديث : الأحد 14 أكتوبر 2018 - 11:40 م

نشرت مؤسسة Institute for Security Studies مقالا للباحثة Ella Jeannine Abatan تتناول فيه دور المرأة فى الجماعات المتطرفة فى غرب إفريقيا، حيث يختلف هذا الدور من جماعة إلى أخرى فبعض الجماعات تجند الفتيات للقيام بالعمليات الانتحارية، وبعض الجماعات ترفض ذلك وتستخدمهن للمشاركة فى أنشطة أخرى.
لا يخفى على أحد مشاركة المرأة ودورها فى الهجمات الانتحارية التى يشنها تنظيم «بوكو حرام» فى حوض بحيرة تشاد. لكن دورهن فى أنشطة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ــ التى تعمل عبر الساحل ــ يبدو أنه أقل وضوحا أو موجود ولكن بشكل غير مباشر. ومن ثم فالسؤال المطروح هنا هو ما الذى يدفع هذه المجموعات لتضمين النساء فى أنشطتها المختلفة أو استبعادهن من صفوفها بالأساس أو من عملياتهم وهجماتهم الانتحارية.
منذ تأسيسها فى مارس 2017، نفذت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ــ والتى تكونت من اندماج أربع مجموعات إرهابية فى مالى، (أنصار الدين، جبهة تحرير ماسينا، والمرابطون والقاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى)ــ العديد من الهجمات الانتحارية فى مالى، وبوركينا فاسو، والنيجر.
كما أعلنت الجماعة مسئوليتها عن الهجوم الذى وقع فى 14 إبريل 2018 على بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام وتحقيق الاستقرار فى مالى والعملية الفرنسية برخان فى منطقة تمبكتو ــ وهى عملية جارية لمكافحة التمرد فى منطقة الساحل الإفريقى، بدأت عملها فى 1 أغسطس 2014.. وفى أعقاب الهجوم، أعلن قائد عملية برخان الجنرال «برونو جيبرت» عن تورط امرأة ــ مهاجمة انتحارية ــ فى هذه العملية الإرهابية.
بعد أسبوعين من هذه العملية، نشرت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بيانا تنفى فيه هذا الادعاء، وأشار البيان إلى أن النهج العقائدى للجماعة يمنع مشاركة النساء فى العمليات الانتحارية أو فى القتال. وأضاف البيان أن الدول الإسلامية لا زالت لديها ما يكفى من الرجال المستعدين للقيام بأدوار قتالية.
***
وتضيف الباحثة أنه على العكس من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، فى منطقة بحيرة تشاد المجاورة (الكاميرون ونيجيريا والنيجر وتشاد)، لا تزال جماعة «بوكو حرام» تحتل العناوين الرئيسية لتجنيد النساء، سواء للانضمام إلى صفوفها أو كمشاركات ومنفذات لعمليات التفجيرات الانتحارية. وتشير الإحصائيات إلى أنه فى الفترة بين إبريل 2011 ويونيو 2017، نفذت المجموعة ما لا يقل عن 434 هجوم انتحارى منها 244 عملية نفذتها امرأة.
ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى أن تورط النساء فى بوكو حرام يعود إلى أوائل العقد الأول من القرن الحالى. وبالنسبة إلى مؤسس المجموعة، محمد يوسف، فإن حث النساء على الانضمام إلى الجماعة يخدم غرضين رئيسيين: فمن ناحية يفتح الباب أمام توسيع عضوية المجموعة، ومن ناحية أخرى يمكن النساء من أن يصبحن زوجات للمقاتلين، وأمهات للجيل التالى من المقاتلين. وتم تصميم هذه الاستراتيجية ــ أى تجنيد النساء ــ أيضا لتشجيع الرجال على الانضمام إلى الجماعة.
وبعد مقتل محمد يوسف فى عام 2009 جاء أبو بكر شيكاو خليفة له، وتحت قيادته بدأت بوكو حرام باختطاف النساء والفتيات. ولكن لا ينفى ذلك أن بعض النساء انضمت طواعية إلى الجماعة، فى حين تم تجنيد الأخريات بالقوة. وتشير الإحصائيات إلى أنه تم اختطاف ما يزيد على 2000 امرأة وفتاة بين عامى 2014و 2015.
وبدا هذا فى البداية انتقاما لاعتقال الحكومة النيجيرية لأفراد «عائلة المتمردين» فى بوكو حرام، بما فى ذلك زوجات شيكاو فى عام 2012. وقد استخدمت الفتيات والنساء المختطفات، وخاصة «فتيات الشيبوك»، كأدوات للدعاية ولجذب الانتباه والاهتمام العالمى، ولتبادل الفدية والسجناء مع الحكومة النيجيرية.
وعلى الرغم من إنكار الحكومة النيجيرية دفع فدية إلا أن هناك تكهنات بأن الفدية قد دفعت لتحرير الفتيات بالفعل. وينطبق نفس الشىء على أولئك الذين خطفوا فى 19 فبراير 2018 من قبل جماعة بوكو حرام الانفصالية «الدولة الإسلامية غرب إفريقيا» بقيادة أبو مصعب البرناوى.
كما تم استخدام النساء والفتيات المختطفات لاستقطاب المجندين من الذكور عن طريق تزويجهم من الفتيات المختطفات أو المجندات طواعية. كما استخدمت بوكو حرام الفتيات والنساء للقيام بالعمليات الانتحارية لأن من المفترض أن «الطبيعة غير العنيفة» المفترضة لهن تجعل من الصعب اكتشافهن أو أن تثار الشكوك حولهن.
***
بعد أن انقسمت الجماعة فى أغسطس 2016، قام الفصيل التابع لداعش بنشر انتحاريين من الذكور فقط. ومع ذلك، نظرا لتطور الأدوار المسندة إلى النساء من قبل الجماعة التى انشقت عنها، فمن الوارد أن يحدث تحول فى مشاركة المرأة فى المستقبل.
وعلى عكس فصيلة بوكو حرام التابعة لشيكاو ــ التى تعرضت لانتقادات بسبب استهدافها العشوائى للمدنيين ــ لم تستخدم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين النساء بشكل علنى فى الهجمات الانتحارية. قد يكون هذا بسبب رغبة المجموعة فى الحفاظ على دعم السكان المحليين من خلال التوافق مع المعايير والتوقعات الخاصة بالدور الذى يُنسب عموما إلى النساء.
وعلى الرغم من أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين قد نفت استخدام الانتحاريات، إلا أن معهد الدراسات الأمنية وجد أن النساء يقمن بأدوار مختلفة مثل كونهن مخبرات وطهاة للمجموعات المتطرفة العنيفة فى مالى. وفى يوليو الماضى، ألقت أجهزة الاستخبارات فى مالى القبض على امرأة متهمة بتصنيع المتفجرات لكتيبة ماسينا، وهى مجموعة حليفة داخل الجماعة.
يوجد أيضا أسباب عملية أخرى لمشاركة المرأة. وبحسب ما ورد فى الدراسات والإحصائيات شجعت القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى مقاتليها على الزواج من السكان المحليين فى شمال مالى لترسيخ وجودها فى هذه المجتمعات والحصول على دعمهم.
فنجد على سبيل المثال «مختار بلمختار»، زعيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى، تزوج من أربع نساء من عائلات مختلفة من الطوارق والعرب لتوسيع شبكة نفوذه. وكان هذا من شأنه السماح للجماعة بترسيخ وجودها داخل مجتمعات معينة ليس هذا فقط بل ضمنت الحماية والدعم من السكان المحليين أثناء احتلال شمال مالى فى عام 2012 وما بعده.
وختاما تضيف الباحثة أن دور الفتيات والنساء فى «التطرف العنيف» له فوائد استراتيجية مهمة للجماعات الإرهابية المعنية. ومن الضرورى فهم المهام المنسوبة إلى المرأة والأسباب التى يتم تضمينها أو استبعادها من أجلها. وعندئذ فقط يمكن تطوير استراتيجيات مناسبة خاصة بكل سياق لمنع مشاركة المرأة فى تلك الجماعات ومكافحة هذه الظاهرة.

إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى
النص الأصلي

التعليقات