مصطلحات قرآنية 3 ــ ذوو القربى ــ قرابة الدم - جمال قطب - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 7:31 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصطلحات قرآنية 3 ــ ذوو القربى ــ قرابة الدم

نشر فى : الخميس 14 ديسمبر 2017 - 9:10 م | آخر تحديث : الخميس 14 ديسمبر 2017 - 9:10 م

ــ1ــ
استوضح بعض الأحبة ذلك التمييز الذى ذكرناه بين قرابات الدم سواء من ناحية «عمود النسب» الأقارب المباشرين من ناحية العصب، فأقرب القرابات إليك «الوالدان» وفروعها حولك «الإخوة والأخوات» ثم جدك وجدتك لكل من أبيك وأمك فهؤلاء أصول عالية كانت جذورا لك قبل أن تكون، ومن عظيم شرعنا أن «الوالدين» يرثان أولادهما فى كل الحالات، فإن كان للمتوفى فروع (أبناء) كان نصيب والدى المتوفى (أبيه وأمه) لكل واحد منهما السدس، فإن لم يكن للابن المتوفى فروع (أبناء) أصبح نصيب والدى المتوفى (أبيه وأمه) لكل واحد منهما الثلث، وتسرى هذه الأحكام إذا كان والد الشخص المتوفى أو والدته قد سبقاه بالوفاة على الرغم من وجود الجدود والجدات فيحل كل جد أو جدة محل المتوفى ويحصل على نصيب الأب أو الأم. فأقرب القرابات هم الوالدان وإن علوا (وإن كانوا أجدادا) مع العلم بعدم اجتماع الوالدين والجدود فى الميراث. ولهذا فحق الوالدين يسميه الشرع برا ترقية لحق الوالدين على سائر القرابات.
ــ2ــ
القرابة التالية قرابة الإخوة والأخوات الأشقاء (إخوة من الأب والأم) أو الإخوة للأب (إخوة من جهة الوالد) أو إخوة للأم (إخوة من جهة الأم)، فهؤلاء جميعا قرابة قريبة ويوصف الإخوة الأشقاء والإخوة للأب بأنهم من «ذوى القربى» أما الإخوة للأم فهم من «ذوى الأرحام». ولهؤلاء الأول فالأول حق فى ميراث الأخ إذا لم ينجب المتوفى ولدا ذكرا، ويأتى بعد ذلك الأعمام والعمات فكلاهما من ذوى القربى، أما أبناء الأعمام فهم أيضا من ذوى القربى، لكن أبناء العمات من ذوى الأرحام. ونضيف إلى ذلك الأخوال والخالات كلهم من ذوى الأرحام وجميع نسلهم بنين وبناتا من ذوى الأرحام بالنسبة لك.
ــ3ــ
يوسع الشرع الحنيف بنص القرآن الكريم دائرة القرابة فيأتى بـ«أقارب الرضاع»، وتنشأ قرابة الرضاع بسبب قيام إحدى النساء بإرضاع أحد من غير أبنائها رضاعة طبيعية فى سن الرضاع للطفل، ففى هذه الحالة تصير المرأة التى أرضعت أما للرضيع من الرضاعة حيث يقول القرآن ((..وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَاتِى أَرْضَعْنَكُمْ)) كما يصبح زوج المرأة التى أرضعت أبا للطفل من الرضاع، كما يصير لكل من رضع فى سن الرضاع من هذه المرأة أخا أو أختا لكل من رضع. وكانت حليمة السعدية خير أمهات الرضاع وزوجها والد لرسولنا من الرضاع وابنتهما الشيماء أخت حبيبنا ورسولنا محمد من الرضاع رضى الله عنهم جميعا وصلوات الله وسلامه عليك يا رسول الله.
ــ4ــ
والمصاهرة علاقة من علاقات القرابة فما إن يتزوج رجل بامرأة زواجا شرعيا صحيحا إلا وتنشأ روابط شرعية، فبمجرد «العقد الشرعى» على فتاة تحرم أمها على زوج الفتاة تحريما دائما مثل أمه تماما لا يحل له الزواج بها. كما أن مجرد العقد على فتاة يحرم أخواتها جميعهن (أخواتها الأشقاء/ أخواتها للأب/ أخواتها للأم) على زوج الفتاة تحريما مؤقتا طوال مدة الزوجية حيث أورد القرآن الكريم من المحرمات قوله تعالى: ((..وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَا مَا قَدْ سَلَفَ)).
وأضاف الوحى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريم خالة الزوجة وعمتها فتحرمان على الزوج تماما مثل خالته وعمته حرصا على استمرار عاطفة القرابة وعدم تعريضها لعلاقة أدنى.
ــ5ــ
فى ضوء هذا الذى قرأت تحس الرحمة والحكمة فى قوله تعالى: ((حُرِمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَهَاتُكُمُ اللَاتِى أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِنَ الرَضَاعَةِ وَأُمَهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَاتِى فِى حُجُورِكُم مِن نِسَائِكُمُ اللَاتِى دَخَلْتُم بِهِنَ فَإِن لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَ اللَهَ كَانَ غَفُورا رَحِيما)).
ونضيف هنا إلى قاموس القرابة مصطلح الحفيد وهو ابن الابن، ومصطلح السبط وجميع الأسباط وهم أبناء بناتك كما نقول الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهما أبناء بنته فاطمة رضى الله عنها، كما نقول مثلا عن عمر بن عبدالعزيز بن مروان أنه عمر بن عبدالعزيز لكنه حفيد مروان رضى الله عن الجميع.

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات