الغذاء مع 14 رئيس دولة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:09 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الغذاء مع 14 رئيس دولة

نشر فى : الأحد 15 يناير 2017 - 9:00 م | آخر تحديث : الأحد 15 يناير 2017 - 9:00 م
فى الأسبوع الماضى تلقيت دعوة كريمة من مكتبة الإسكندرية لحضور مؤتمر «الأمن الديمقراطى فى زمن التطرف والعنف»، فى أحد فنادق القاهرة.

حينما ذهبت فى الموعد المحدد ظهر يوم السبت الماضى أخبرنى الصديقان خالد عزب رئيس قطاع المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية والكاتب والباحث سامح فوزى بأن المؤتمر سيدأ بعد ساعة، ودعوانى لتناول الغداء أولا، بصحبة الباحث الكبير د. عبدالمنعم سعيد.

صعدنا إلى المطعم، وفجأة وجت نفسى وسط أكثر من 14 رئيسا من دول مختلفة بالعالم، يجمع بينهم صفة «السابق»، إضافة إلى الرئيس الحالى لمقدونيا خورخى ايفانون.

من بين الحضور كان هناك الرئيس النيجيرى أولوسيجون أوباسانجو «1999ــ 2015»، والصربى بوريس تاديتش «1997ــ 2014»، والكرواتى ايفوجوزيبوفيتش «2010ــ 2015»، واللبنانى أمين الجميل «1982ــ 1988»، والبلغارى بيتار ستويانوف «1997ــ 2002»، والإكوادور روزاليا أورتيجا سيرانو 199، والألبانى رجب ميدانى «1997ــ 2002»، والمولدوفى بيترو لوتشينشى «1997ــ 2001»، والرومانى اميل كونستانتنيسكو «1996ــ 2000»، والأوكرانى فيكتور يوشينكو «2005ــ 2010»، ورئيس لاتفيا فالديس زاتليرز «2009ــ 2011» ورئيس وزراء البوسنة والهرسك السابق زلاتكو لاجومديجا «1997ــ 2014»، وطاهر المصرى رئيس الوزراء الأردنى الأسبق «1990ــ 1991» وعبدالعزيز التويجرى مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، اضافة للعديد من أساتذة الجامعات والباحثين والإعلاميين من مصر وبلدان مختلفة.

صافحت بعضهم وتحدثت مع البعض الآخر.

من الملاحظات المبدئية التى خرجت بها من هذا اللقاء، ان الرؤساء عندما يخرجون من السلطة يعودون بشرا عاديين، ويرون الصورة كاملة ومتوازنة وليست من طرف واحد، كما يفعلون وهم بالسلطة، لو انهم طبقوا ما يقولونه الآن اثناء حكمهم فربما كان العالم اكثر امنا واستقرارا!.

على سبيل المثال كلمة أوبا سانجو شديدة الحكمة، فهو يرى أنه لا أمن من دون ديمقراطية، والعكس صحيح تماما، وان التطرف يبدأ فى عقول الناس وبالتالى فالمعركة يجب أن تكون تحصين العقول.

الملاحظة الجوهرية ان غالبية الضيوف من أوروبا الشرقية، والتفسير انها المنطقة التى مرت بتجربة مشابهة لأوضاع عالمنا العربى، حينما انتقلت من الحقبة الشيوعية الفردية إلى الحقبة الديمقراطية التعددية. تجربتهم كانت صعبة جدا، لكنهم فى طريقهم للاستقرار او على الأقل يحاولون بجدية.

الرئيس المقدونى الحالى ايفانون قال انه لا يوجد مفهوم موحد للديمقراطية، بل يختلف بحسب المكان والزمان والظروف، لكنه فى كل الأحوال يجب احترام التنوع الثقافى والاجتماعى وسيادة حكم القانون. أما الرئيس الصربى السابق فقال إن التطرف والإرهاب صارا يهددان الجميع، وعلينا أن نفهم ونقرأ وندرس التاريخ لنواجه هذه الظاهرة بصورة صحيحة.

د. اسماعيل سراج الدين مدير المكتبة افتتح المؤتمر بالتأكيد على ان اللقاء يحظى بدعم كامل من الحكومة والرئيس عبدالفتاح السيسى، وفى ختام الجلسة الأولى تحدثت السفيرة والوزيرة السابقة مشيرة خطاب المرشحة المصرية مديرا لليونسكو. وقدمت ما يمكن وصفه بأنه نقاط سريعة لبرنامجها الانتخابى ،حيث ركزت على ضرورة محاربة التطرف والإرهاب، وخطورة ما يفعله داعش خصوصا فيما يتعلق بتدمير الآثار والمراكز الأثرية فى سوريا والعراق. تحدثت أيضا عن ضرورة الاحترام المتبادل بين الثقافات والشعوب، والمساوراة بين الرجال والنساء، وان تهتم الحكومات بالتشاور مع الشعوب فيما يتعلق بالأمن والديمقراطية.

وأتمنى أن نكون قد تمكنا كدولة من استغلال هذا التجمع الدولى الكبير لدعم مشيرة خطاب انتخابيا.

أكتب هذه الكلمات بعد الجلسة الافتتاحية مباشرة، ولم أكن قد استمعت بعد إلى كلمات ومداخلات كل من عمرو موسى ومصطفى الفقى وعبدالمنعم سعيد وعادل البلتاجى وتهانى الجبالى وخالد عزب ولبنى خطاب وشهيرة أمين ونسيم أحمد شاه وفريدة الشوباشى وفريدة العلاقى ومحمد مهنا ومنير نعمة الله ومحمود حمدى زقزوق والأنبا أرميا وآمنة نصير ومحمد كمال الدين إمام.

مرة أخرى مستوى الحضور كان رفيعا والكلمات جيدة والمناقشات ثرية.. لكن السؤال الأزلى هو: كيف يمكن ترجمة كل ذلك إلى رؤى وأفكار وآليات على أرض الواقع؟!
عماد الدين حسين  كاتب صحفي