حتى يغيروا ما بأنفسهم: 11- تأسيس الشورى أ: النقابات - جمال قطب - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 8:27 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حتى يغيروا ما بأنفسهم: 11- تأسيس الشورى أ: النقابات

نشر فى : الخميس 15 مارس 2018 - 9:35 م | آخر تحديث : الخميس 15 مارس 2018 - 9:35 م

النقابات المهنية هى الخطوة الأولى فى تأسيس الشورى وبناء صرحها لأن كل نقابة مهنية هى «أهل الذكر» فى مجالها، ومعنى أهل الذكر أنهم أهل الاختصاص العلمى والفنى الذين لا ينافسهم أحد فى حقل تخصصهم احتراما لعلمهم وخبرتهم، واحتراما لمنطق وعقل من تفرغ لعلم أحسنه وأتقنه. وقد تراكمت معوقات كثيرة وتحديات صرفت النقابات وأعضاءها عن واجبهم العلمى فتحولت النقابات المهنية فى غالب الأحوال إلى مؤسسات خدمة اجتماعية لأعضائها لا غير.

ــ1ــ


للنقابات المهنية عمل رئيس وأساسى هو تحمل مسئولية «الاستشارى الأول» للدولة فى تخصصها، وعلى ذلك فهى مطالبة دائما بتطوير وتجديد معلومات أعضائها فى تخصصهم واطلاعهم على كل مستجدات المجال. وإنجاز هذا الدور يقتضى تنظيم دراسات ومؤتمرات وحلقات وورش بحث فى كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالمجال العلمى أو الفنى الذى ترعاه النقابة. فهذا هو الاختصاص الرئيس للنقابات المهنية، ثم تأتى بقية أهداف النقابة كأدوار تابعة أو مساعدة لإنجاز الهدف الرئيس.

ــ2ــ


فالنقابة المهنية تحصر أعضاءها للتأكد من صلاحية الأعضاء للانتماء لهذا التخصص، وكذلك لسهولة قيادتهم فى النهوض بالمهنة ودوام تطوير معلوماتهم. كذلك تتولى النقابات مواصلة الاتصال بالأعضاء لتزويدهم بمستجدات التخصص. كذلك فإن التخصصات الدقيقة لا يسهل تحديدها إلا برؤية غالبية أهل الاختصاص، فلابد أن ينص قانون النقابة على أن يضم هيكل التشكيل النقابى على جميع مستوياته من القاعدة إلى القمة مجلسا يسمى (مجلس الاجتهاد والشورى) على أن تشغل مقاعد هذا المجلس بالانتخاب من بين أعضاء كل مستوى نقابى، وإذا كان لميدان النقابة تخصصات دقيقة يخصص مقعد لكل تخصص دقيق، ويستحسن تفريغ هذا المجلس لمهمته فى إعداد الدراسات الحالية والمستقبلية التى تكفل قيام تلك النقابة بواجبها حيال العلم والأمة والمهنة والأعضاء.

ــ3ــ


والاسم السابق اقتراحه لهذا المجلس «مجلس الاجتهاد والشورى» سواء فى الوحدة النقابية أو النقابة الفرعية أو الإقليمية أو العامة ليس اسما مفروضا ولا ملزما ولا مانع أن يطلق عليه «مجلس علماء المهنة» أو «حكماء المهنة»، فالمقصود هو الوظيفة التى يضطلع بها هذا المجلس وخطة عمله وبرامج اهتماماته ودراساته لأن هذا المجلس من أول مستوى نقابى هو المدخل الوحيد لتنظيم الشورى وإعداد كوادرها التى تتحمل مسئولية تنمية التخصص وتطويره وتمكينه من المشاركة فى التنافس الحضارى مع أبناء المهنة فى الأمم والبلاد الأخرى.

ــ4ــ


بعد أن تنتخب النقابات الفرعية أعضاء مجلس «حكماء المهنة» يتم عقد مؤتمر موسع لأعضاء مجالس الحكماء يتم فيه توثيق التعارف وتداول الأفكار ثم يشكل كل هؤلاء دون غيرهم المؤتمر العام لعلماء المهنة أو الحكماء ويتم انتخاب المجلس العام لحكماء المهنة من بين هؤلاء لا غير، فيصبح الترشيح مقصورا عليهم وكذلك الانتخاب.

ــ5ــ


هكذا تتسلح كل نقابة بمجلس لعلماء أو حكماء المهنة يقودون وظيفة التخطيط والاقتراح والشورى نيابة عن تخصصهم ثم يصبح هذا المجلس دون غيره هو «اللجنة المتخصصة لهذا المجال» فى «مجلس الشورى القومى» مكونا من مجالس حكماء المهن الذين اختارهم أهل التخصص.

ــ6ــ


إما أن يفتح باب الاقتراع العام لمجلس الشورى!!! فذلك عبث لا يحقق نتيجة بل يكرس السلبية والعشوائية، فكيف تختار التخصصات؟ لابد وأن تكون النقابات المهنية هى الأساس الأول والركن الركين فى تشكيل مجلس الشورى القومى.

يتبع

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات