اغتيال البراءة - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 11:57 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اغتيال البراءة

نشر فى : الجمعة 15 أبريل 2016 - 10:20 م | آخر تحديث : الجمعة 15 أبريل 2016 - 10:20 م
.. والمستقبل «المظلم» للغات
  
ليس الحل أن تغلق مدرسة تمت فيها جريمة إنسانية بحق طفل ووقف الجانى عن العمل، إنما لو ترك الأمر لى وكنت قاضى عدل لصادرت هذه المدرسة لصالح الدولة وألحقتها بمدارسها المجانية وأعدمت الجانى فى ميدان عام.

قلبى مع تلك الأم الجريحة التى امتهن جسد طفلها البرىء ودهست روحه عنوة واغتصابا فى لحظة تسلط عليه فيها وحش كاسر لم يرحم ضعف سنوات عمره القليلة وبنيته الهشة وألمه الذى أدمى براءته.

لا تخلو صفحات الجريمة وبرامجها يوميا الآن من ألوان من الجرائم لم يكن يعرفها المجتمع المصرى من قبل يتجاوز حدود احتمالات الإنسان وطاقاته. لا أتعامى عن حالات جرائم الجنس فى مجتمعنا رغم الحدود الواضحة التى يصفها الدين وتؤكد عليها ثقافة التدين والأعراف والتقاليد لكنها ظلت دائما فى حدود الجرائم النادرة. أما الآن فقد انتقلت من مفهوم الجرائم المحرمة إلى مفهوم المرصد الاجتماعى.

لا أشك فى أن هناك الكثير من تلك الحيوانات الطليقة بين الناس وفى كل المجتمعات لا تتمايز بالطبع هيئاتهم عن العاديين من البشر وإن تعلقت بأرواحهم تلك الرغبات الشاذة الشرسة تنتظر لحظة ضعف الفريسة لتنقض عليها.

تلك قضية يتسع للجميع فيها أماكن لتبادل الأدوار وممارستها. الدولة، المجتمع المدنى، الأسرة، المدرسة، النوادى كل وسائل الإعلام المتاحة للأطفال. هذا جهد وطنى لا يذهب هباء إذا ما وضعنا فى الاعتبار حجم الأذى النفسى الذى يلحق بأرواح هؤلاء الصغار من جراء هذا الاعتداء القهرى على أجسادهم. إذا ما وضعنا فى الاعتبار ما قد يتعرضون له مما يعرف باضطراب ما بعد الصدمة. إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن ليس كل الأمهات مثل تلك الشجاعة التى أعلنت عمّا أصابها وأن هناك الكثيرين من الأمهات يعتقدن أن التعتيم والتكتم يضمن السلامة.

إذا ما وضعنا فى الاعتبار أيها السادة أن هناك الآلاف من الأطفال بلا حماية فلا مجتمع ولا أمهات!!

لسنا بحاجة لأن نكون علماء فى علم النفس أو حتى قارئين لكتبه لندرك أن الاعتداء الجنسى على الطفل إذا لم يتم تفسيره للطفل على أنه اعتداء يستوجب عقاب المعتدى. أنه حدث لا يجب أن يتكرر على وجه الإطلاق ويستوجب مقاومة فاعله. وأن يعامل على أن الطفل فى صدمة لا يجب على وجه الإطلاق تعنيفه بسببها أو حتى لومه أو إظهار الانزعاج. إذا لم يتم علاج الأمر بتفهم وحكمة وعلم فإننا بلاشك ننتظر عاهة نفسية تنذر بشر قادم.

من منا لا يذكر حادثة الطفلة الجميلة «زينة» التى دفعت حايتها بلا ذنب جنته، فكانت ضحية إحدى تلك الرغبات البهيمية الشاذة. تظل زينة وغيرها من الضحايا ندبة فى وجه مجتمع تتشوه ملامحه فلا يأبه إلى أن هذا القبح يعلن عن انحسار الكرامة وانكسار الهمة.

التحرش بالأطفال والاعتداء على أجسادهم جريمة كان يجب ألا تحدث فى مجتمع يدين بالإسلام والمسيحية ويتباهى بأخلاق الشرق، فإذا وقعت الواقعة وتفشى الوباء وجب اللجوء لقاض عدل استثنائى يقيم شرع الله فى أيام الحرابة.

يطبق حد الله على الجانى ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن يعاود الجرم ويلزم المجتمع بالدفاع عن اطفاله.
التعليقات