«كنت فى سفارة مصر فى الكويت اليوم وانتخبتك، لم أجد ممثلا لكم عند السفارة، فى حين أن الجميع كان لهم مجموعات حول مداخل السفارة».

عبارة رقيقة كتبها شريف بهجت من الكويت لصفحة المرشح الشاب خالد على، الأكثر شبابا والأقل إنفاقا على الدعاية، والثورى الوحيد القادر على تحويل انتفاضة يناير إلى ثورة تغير وجه مصر، رغم أنه رجل مثلنا يمشى فى الأسواق ويركب المواصلات العامة، ويحلم بحج بيت الله الحرام مع زوجته.

برنامجه الانتخابى يحمل عنوان العدالة الاجتماعية ومواجهة الفقر، والحفاظ على مجانية التعليم، والتركيز على التعاونيات للنهوض بمصر، وقارن هذا ببرنامج من يريدون النهوض بمصر عبر برامج رجال الأعمال والمساعدات الأجنبية.

سيرته المهنية كمحامٍ وطنى مذهلة، فهو انتزع أحكاما تاريخية ضد ممارسات مبارك وجرائمه. فى 2009 أنهى الحراسة على نقابة المهندسين، وبعدها حصل على حكم الحد الأدنى للأجور، ثم أول حكم قضائى يحظر على الحكومة المصرية ترحيل اللاجئين، وكان محامى قضيتى أرض مدينتى، وبالم هيلز.

لدى خالد على إجابة حاسمة مدهشة لكل سؤال، بصورة ينفرد بها ابن يناير عن منافسيه. «لا يمكن أحول أى أحد لمحكمة استثنائية، وأنا مع دولة مدنية لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية فى شىء، وسأقيل المشير فى حالة وصولى للحكم».

هل يتحدث أحد مثله بهذه الشجاعة المهولة؟، رغم ذلك يضيف بصدق أنه لا يحتكر الحديث باسم شباب الثورة.

كتب بلال فضل على تويتر أن «المرشح الوحيد اللى متبنى منهج ثورى جذرى هو خالد على». وفى تغريدة أخرى قال «إنه إذا كان فيه حد تاريخه من غير شوائب على الإطلاق فهو خالد على بصراحة، إنما حمدين زى أبوالفتوح ليه أخطاء وتناقضات وكله على عينك يا ثائر»، إنه بلال الذى يجاهر بتأييد أبوالفتوح.

يرى خالد على أنه ليس خارج المنافسة، «نتيجة التصويت لصالحى ستكون مفاجئة مثلما كانت ثورة 25 يناير»، وهو التفكير نفسه الذى قاد أوباما للإيمان بأنه «يستطيع»، وقد كان. هل سمعنا بحملة انتخابات رئاسية فى العالم، تطالب المتعاطفين بالمساهمة عبر «رسالة قصيرة فارغة إلى رقم 95528»؟، لكنه الأمل صانع المعجزات.

«العدالة الاجتماعية هى طريقنا للحرية» شعار سيضعه على مكتبه فى رئاسة الجمهورية، والثورة الثانية قادمة لا محالة فى رأيه، «سواء فزت أنا بالمنصب أو فاز غيرى».

لا أقول كما قال وائل عباس: «سأقاطع التصويت أو أنتخب خالد على»، لكننى أقول إن كل من اقتنع بهذا الشاب، وقرر المقاطعة أو التصويت لغيره بدعوى أن فرصته غير مؤكدة، يساهم فى ذهاب المنصب لغير مستحقيه.