اليوم ينقذ الوفد نفسه - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:58 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اليوم ينقذ الوفد نفسه

نشر فى : الجمعة 15 مايو 2015 - 8:35 ص | آخر تحديث : الجمعة 15 مايو 2015 - 8:35 ص

مساء الثلاثاء الماضى كان الصريون على موعد ٍمع فصل سخيف من فصول التراشق الإعلامى بين فرقاء الوفد المتناحرين.. ثم تفاقم الأمر بتسريب هاتفى جديد لرئيس الحزب بنفس الطريقة الأمنية المقززة المتبعة فى مثل هذه المواقف كلما أرادوا التخلص من أحدهم.. ارتفعت الوتيرة جدا والناس بين متحسر وشامت.. لكن لا يختلف منهم اثنان على أن الوفد قد دخل مرحلة اللارجعة بالفعل وأخلى الساحة لمنافسيه.

مساء الثلاثاء الماضى شعر كثير من البسطاء أن صراعا هائلا قد نشب بين أباطرة المال فى مصر، استخدمت فيه الأسلحة كلها غير المشروع منها قبل المشروع.. قنوات فضائية وصحف وتسريبات ودعاوى قضائية متبادلة تابعها المواطن المصرى البسيط فاغر الفاه يخبط كفا بكف وكأنه يشاهد تناحرا أحد طرفيه المافيا الإيطالية أو الروسية.. لا يصدق أنه فى الوقت الذى تطحنه الأزمات الاقتصادية ويتبارى على وطنه الإرهابيون لا يستطيع المتخمون بالثروات على الأقل تأجيل صراعاتهم!

ثم وبدون مقدمات يتطور الأمر فى اليوم التالى مباشرة التطور الذى لم يتخيله أشد الناس تفاؤلا، ولم يتوقعه أوسع المحللين خيالا، رئيس الجمهورية يتدخل بنفسه ويدعو الفرقاء للم الشمل ولإنهاء الأزمة.. السيسى قطع الطريق على (رجال مبارك).. قطع الطريق على رجل الأعمال الطائفى.. قطع الطريق على الدولة العميقة نفسها بإعلامها وأمنها.. ووو.

المدهش أن مبادرة الرئيس لاقت قبولا فوريا عند طرفى النزاع وكأنها طوق نجاة يستحيل الإعراض عنه فى وقت تتلاعب فيه الأمواج بالسفينة.. المبادرة كانت رسالة قوية للداخل، كانت رسالة قوية لكل من مهد شعبيا لقتل الحياة الحزبية ومن ثم السياسية فى مصر.. كانت رسالة قوية لمن يعبث من أبناء عقلية الستينيات أن عهد الستينيات قد انقضى.. ورسالة قوية لمن يعبث من رجال المال ويمنى نفسه بالسطوة المطلقة أن عهد أحمد عز قد انتهى!

أتمنى أن يعبر الوفديون أزمتهم اليوم بانتخاب هيئة عليا جديدة، صحيح أن كثيرا من المشكلات لن تنتهى بين يوم وليلة، لكن اجتماعكم على ضرورة الحفاظ على هذا الكيان من نهش الإعلام وتخريب المنتفعين هو الأهم.

فقط من المنظور الحزبى الضيق يمكن اعتبار أعضاء (الوفد) هم أحق من يتكلم عنه...لكن حينما يكون (الوفد) أمام أزمة مصيرية سيتضرر من جرائها الوطن كله، فلا يمكن وقتها أن يقف الجميع موقف متفرج أو متربص.