تورتة بالمسامير - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:56 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تورتة بالمسامير

نشر فى : الإثنين 15 سبتمبر 2014 - 8:25 ص | آخر تحديث : الإثنين 15 سبتمبر 2014 - 8:25 ص

•• طالبت كثيرا بحسم موضوع بث مباريات كرة القدم فى كل مناسبة وفى كل مقال، وفى كل برنامج.. لكن الذين يديرون شئون كرة القدم فى بلدنا يتثاءبون، ويتركون الأمور دائما لليوم الأخير وللحظة الأخيرة.. ورأيى فى موضوع بث المباريات لم يتغير منذ طرح للنقاش وللجدل بدءا من عام 2007 وحين أطلق الأهلى قناته.. وكان وما زال أن البيع الجماعى أفضل من الفردى، وأن بث المباريات وتحليلها على الهواء مباشرة لا يجب أن يكون على خريطة قناة النادى الأهلى، وإلا سيطلق كل نادٍ قناته وتتبنى وجهة نظره، وسوف تتسع دائرة العراك.

•• انتهى الأمر وأصبحت قناة الأهلى واقعا.. وحين باع النادى مبارياته فرديا هاجمه الجميع، ثم عاد هذا الجميع وباع مبارياته فرديا (كنافة).. ووصلنا اليوم إلى مجموعتين للبث. مجموعة السبعة بقيادة الأهلى ومجموعة الـ13 بقيادة الزمالك. وهذا أمر ليس له مثيل فى المجرة الشمسية..

•• إن جزءا من المشكلة هو رؤية الدولة، للإعلام الخاص، فهل هو جزء من إعلام الدولة يكمل دور التليفزيون الحكومى أم أنه إعلام رجال أعمال هدفهم الربح.. (من يعود إلى برامج مودرن قبل سنوات سيرى أنى قلت مائة مرة أن الإعلام الخاص جزء من إعلام الدولة).. والواقع أنه لولا الإعلام الخاص الذى يعرض وجهات نظر مصر السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية وغيرها بإنتاج متميز، لظلت عيون المشاهد المصرى مربوطة بقنوات عربية.. فلماذا تلك الرؤية غير واضحة عند الدولة وغير معلنة أيضا؟

•• فى موضوع الرياضة حسمت مسألة الدورى السعودى فهو يباع ويمنح لمحطات سعودية.. وإلا كانت الجزيرة فازت به.. وهذا الأمر يعالج فى غرف اتخاذ القرار، ولا يطرح لمناقاشات علنية فى وسائل الإعلام منعا للحساسيات.. وهو قرار يستحق الاحترام، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يقيد بث مباريات الدورى المصرى بمحطات مصرية؟!

•• للأمر وجهة نظر أخرى محترمة.. هل نتعامل مع كرة القدم على أنها صناعة؟ لو كانت صناعة ولو كانت الدولة تتحدث عن الاستثمار، وتفتح المجال فعلا على مصراعيه، فإن الباب يجب أن يفتح للمحطات العربية كى تنقل مباريات الدورى المصرى، ويكون ذلك عبر مزايدات شفافة، ونزيهة.. وأمام الفضائيات المصرية فرصة المنافسة تحت مظلة غرفة الإعلام التى اتحدت أمام ديناصورات إقليمية احتكرت عقل المشاهد العربى، وكادت تفعل ذلك مع المشاهد المصرى لولا إعلامه الخاص، الذى يستثمر بدوره ملايين ويتيح فرص عمل بالآلاف داخل البلد، وهو ما يوازى الاستثمار الخارجى.

•• أين يقف التليفزيون من هذا كله.. هل هو جهاز يستثمر فى بث مباريات كرة القدم أم أنه جهاز خدمة؟ وهل سعر الشارة هو تكلفة إنتاج المباراة أم يحدده سعر السوق مثل الطماطم؟ إننى لا اقلل من قيمة تليفزيون الدولة، فهو رائد ودوره وطنى وهدفه المصلحة الوطنية الخالصة، لكنه لم يحافظ على ريادته لأنه كان لسنوات طويلة تليفزيون نظام وليس دولة. ثم إن المشاهد سواء غير محدود الدخل أو محدود الدخل يبحث عن الخدمة الأفضل والإنتاج الأفضل.

•• اختصارا: لقد أصبح بث مباريات كرة القدم عبارة عن قطعة تورتة محشوة بالمسامير.. ونرجوكم افعلوا ما تشاءون.. كلوها بمساميرها أو حددوا موقفكم من كرة القدم، ومن بث مبارياتها، ومن المنافسة العربية، ومن الإعلام الخاص، وافعلوا ذلك مبكرا ولفترة طويلة.. لأن ما يجرى فى كل موسم وفى كل مباراة مهزلة حقيقية، ليس لها مثيل فى زحل؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.