نزهة جنسية على الدراجات! - حسام السكرى - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 7:05 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نزهة جنسية على الدراجات!

نشر فى : السبت 15 سبتمبر 2018 - 10:00 ص | آخر تحديث : السبت 15 سبتمبر 2018 - 10:05 م

منذ بضع سنوات أجرى الكنديون استطلاعا لمعرفة نسبة من يعتقدون بأهمية التراضي الجنسي بين الطرفين. أي الإقرار بأن أية ممارسة لابد أن تسبقها موافقة واضحة حتى ولو ضمنية. كانت النتيجة أن مئة بالمئة من الأشخاص أكدوا على أهمية التراضي في حين أن باقي الاستطلاع كشف أن نحو ثلثي العينة لم يعرفوا ما هو التراضي وحدوده على وجه القطع! .. هذا في كندا فما بالك لو أجرى هذا الاستطلاع هنا!

الكنديون قرروا أن الأمر يستحق حملة للتوعية فأنتجوا فيلما كارتونيا قصيرا يشرح الموضوع بمثال بسيط مفاده أن ممارسة الجنس لا تختلف عن دعوة صديق لمرافقتك في نزهة بالدراجات.

(اضغط هنا لمشاهدة الفيلم )

باختصار:
- لا تستطيع أن تغافل صديقك بدعوة لركوب الدراجة، فتدفعه عليها دون أن يكون مهيأ لذلك.
- لا تستطيع أن ترغمه على الذهاب معك في نزهة دون أن يوافق.
- يمكن لصديقك أن يوافق مبدئيا ثم يعتذر عن ذلك في آخر لحظة.
- من حقه أن يبدأ في مشاركتك النزهة ثم يعتذر عن المواصلة بعد بضعة أمتار أو كيلومترات.
- من الطبيعي أن يعتذر عن استكمال النزهة بعد أن بدءها معك لأنه اكتشف أنك تقود الدراجة بشكل نزق أو لأنك تدخل به في مناطق جبلية أو وعرة لا يحبها في حين يفضل هو الطرق السهلة المستوية.
- يحق لصديقك أن يتوقف عن مواصلة الرحلة ويعود أدراجه حتى قبل خط النهاية.
- من الممكن أن تخطر ببالك فكرة النزهة بالدراجات بينما تحتسيان أن وصديقك بعض الشراب. لو كان السكر باديا عليه ينبغى لك ألا تعرض الفكرة من الأساس، إذ ينصح بعدم ركوب الدراجة في حالة السكر.

الفيلم يستحق المشاهدة والمناقشة وهو بالمناسبة مشابه لفيلم بريطاني يستخدم شرب الشاي كمثال لتقريب المفهوم (يمكن مشاهدته بالضغط هنا) وإن كنت أفضل مثال الدراجة لأنه يغطي عددا أكبر من الاحتمالات ومنها التنزه في الطرق الوعرة على سبيل المثال.

عرضت الفيلمين عندما قدمت "ندوة تثقيفية" عن الموضوع في القاهرة منذ شهور. وقد ظهرت بين عدد من الحاضرين الذكور وقتها فكرة تتمحور حول مفهوم أسموه "نقطة اللا عودة". وهي شبيهة بـ "إيه اللي وداها هناك؟" أو "إيه اللي جابها هنا من الأصل؟".

بعبارة أخرى يجد رجال صعوبة في إدراك أن من الممكن للمرأة أن تقبل الذهاب لرجل في منزله، أو تدخل غرفة نومه، أو فراشه، أو حتى تبدأ في ممارسة الجنس ثم تتراجع.

والواقع أن هذا الحق مكفول في أي وقت ولأي سبب ولا توجد ضرورة لإبداء أسباب. إما لأن المشاعر تغيرت، أو أن المرأة في حالة دعوة عشاء منزلة مثلا قبلتها دون أن تفكر في أن هناك أمرا آخر متضمنا في الدعوة. أو لأن الممارسة لم يرق لها لسبب أو لآخر (معلش بتحصل.. والمسألة لا تمس برجولتك).

عد إلى مثال الدراجة لتعرف أن التراجع وارد في أي لحظة من اللحظات. وما ينطبق على رغبة في المشاركة في نشاط في بساطة ركوب الدراجة ينسحب بالتأكيد على أمر في أهمية أو حساسية ممارسة الجنس.

نقطة مهمة تجدر الإشارة إليها وهي أن مفهوم التراضي الجنسي أو "الرضائية" كما يطلق عليه أحيانا، لا علاقة له بإطار العلاقة أو توصيفها. التراضي مفهوم أساسي لأي علاقة جنسية بين طرفين وعلاقة الزواج ليست استثناء.

توقيع عقد زواج ليس إقرارا من الزوجة بحق استخدام جسدها من قبل الذكر بشكل غير مشروط. كما أنه ليس "شيكا على بياض" أو إقرارا بالتراضي من لحظة التوقيع وحتى الموت أو حتى انتهاء العلاقة بالطلاق. هذا بصرف النظر عن آراء المشايخ أو افتراض بعضهم أن الله يلعن الزوجة التي تتمنع على "الوطء" أو أن حق ضرب المرأة (وتكريمها في رأي بعضهم) مقصور على رفض الفراش.

التراضي مطلوب في كل مرة يلتقى فيها طرفان لممارسة الجنس. وحق رفض الممارسة أو الإحجام عن استكمالها مكفول في أي لحظة حتى لو كانت رغبة أحد الطرفين تخالف ذلك.

مهم أيضا أن نذكر بأن الرضائية ليست حقا للمرأة فحسب. من الغريب أن المجتمعات الشرقية كثيرا ما تفترض أن الذكر متاح للمعاشرة في أي وقت، وأن الثقافة الشعبية تبدو أكثر قبولا لامتناع الزوجة عن ممارسة الجنس بسبب الإرهاق مثلا. أما الرجل فقد يصبح مثارا للسخرية أو الوصم من قبل الزوجة ذاتها لو أعرض عن ممارسة الجنس للأسباب نفسها، ، ربما كنوع من الانتقام أو تخليص الحق، خاصة إن حدث ذلك في يوم الخميس!

التعليقات