كيف ننتقد الحكومة ولا نفيد الإخوان؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 7:06 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف ننتقد الحكومة ولا نفيد الإخوان؟

نشر فى : الأحد 15 ديسمبر 2013 - 9:15 ص | آخر تحديث : الأحد 15 ديسمبر 2013 - 9:15 ص

ما هى الطريقة المثلى التى تجعل الإنسان المؤيد لثورة ٣٠ يونيو ينتقد الحكومة وأجهزتها إذا اخطأت ولا يصب هذا النقد فى جيب الاخوان؟

لسوء الحظ فإن هناك مناخا عارما من المكارثية التى تدفع كثيرا من الجهلاء والفاسدين وبعض حسنى النية الى المسارعة بدمغ اى منتقد للحكومة باعتباره إخوانيا او مؤيدا لهم او انه خلايا نائمة. والنتيجة ان كثيرا من العقلاء الذين خرجوا وتظاهروا ضد الاخوان ورفضوا حكمهم شكلا وموضوعا يضطرون الى الصمت والانزواء وعدم انتقاد السلبيات الراهنة حتى لا يتم اتهامهم بأنهم طابور خامس فى ظل موجة التخوين غير المسبوقة.

الطبيعى ان يهلل الإخوان لأى انتقاد من القوى الليبرالية لحكومة ٣٠ يونيو ويسارعون الى مغازلة كل من يفعل ذلك. ورأينا نموذجا حيا لهذه الانتهازية فى محاولة استقطاب الطلاب وبعض القوى السياسية عقب استشهاد طالب الهندسة محمد رضا.

لكن غير الطبيعى ان تعطيهم الحكومة الفرصة عبر انتهاج سياسات لا تصب الا فى مصلحة الاخوان. عندما يبدى شخص محترم مثل الدكتور زياد بهاء الدين بعض الملاحظات على قانون التظاهر وهو نائب رئيس الوزارء ويتم اتهامه بأنه طابور خامس من قبل بعض حسنى النية او الجهلاء، فمن الطبيعى ان يخرج البعض ويطالب بقصف وتصفية بقية المعارضين من خارج الحكومة بالطائرات.

ان تكون ثوريا حقيقيا ومخلصا لهذا البلد فمن الطبيعى ان تنتقد الشرطة إذا أخطأت حتى لا تكرر خطأها، وبالتالى تحرم الاخوان وانصارهم من فرصة للطنطنة. لو ان الذين ارتكبوا مجزرة ابوزعبل بحق معتقلى الاخوان تعرضوا لمحاكمة سريعة وعادلة ما تجرأ الاخوان وغيرهم على الحديث عن حكم فتيات سبعة الصبح الابتدائى.

المدرسة الصحفية والتى تصرخ ليل نهار بضرورة الطرمخة على اى اخطاء للحكومة حتى لا يستفيد منها الاخوان، هى افضل من يخدم الاخوان بل تتكرر نفس الدرس الاخوانى الغبى الذى كان سببا فى انهيار حكمهم.

من مصلحة وزارة الداخلية ان ننتقدها بقسوة لتصلح اخطاءها حتى لا تصل لنفس حالة ٢٨ يناير ٢٠١١. ومن مصلحة حكومة الدكتور الببلاوى ان ننتقدها بعنف ونقول لها إن الشارع بدأ يتخلى عنها حتى تسارع لتصحيح اخطائها قبل فوات الآوان، خصوصا ان صدر الببلاوى يتسع لأى نقد. ومن مصلحة الفريق اول عبدالفتاح السيسى ان ننتقده اذا اتخذ اى قرارات خاطئة فيما يتعلق بدوره كنائب رئيس وزراء له دور فى الامن الداخلى وليس كوزير للدفاع حتى لا نحوله إلى فرعون جديد.

المساعدة الحقيقية للإخوان ان نرى اخطاء ونصمت عليها حتى بحجة انهم سوف يستفيدون منها، لأنه لا يمكن اخفاء اى شىء مثلما كان يحدث فى الماضى.

كلما كانت هناك شفافية وعدالة وتطبيق القانون على الجميع كانت هذه الحكومة قوية.

إذا أخطأ الأمن فى الجامعة يمكن للطلاب والاساتذة غير الإخوان ان يتظاهروا ويحتجوا لكن بعيدا عن الاخوان وهكذا فى كل مجال حتى لا يصب ذلك فى مصلحتهم مثلما فعلت حركة تسعة مارس مؤخرا. باختصار هناك طرق كثيرة لانتقاد نظام ٣٠ يونيو من داخله حتى لا يتحول الى نسخة مشوهة من نظام مبارك أو نظام الإخوان.

ويا أيها الدببة: بعض الهدوء حتى لا تقتلوا أصحابكم بحسن نيتكم أو بغبائكم لا فرق.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي