مدارس النيل بديلا للثانوية - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:18 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مدارس النيل بديلا للثانوية

نشر فى : الخميس 16 فبراير 2017 - 9:30 م | آخر تحديث : الخميس 16 فبراير 2017 - 9:30 م
قبل نحو شهر تقريبا، قابلت د. أشرف العربى وزير التخطيط ــ الذى ترك منصبه قبل أيام ــ فى صالون الصديق أحمد المسلمانى الثقافى بحضور مجموعة من الكتاب والصحفيين. العربى من الشخصيات المحترمة، واجتهد قدر المستطاع، فى ظل ظروف غاية فى الصعوبة.

المهم يومها أن الحديث تطرق إلى موضوعات شتى من بينها التعليم ومستقبله. سوف يسأل البعض وما علاقة العربى بالتعليم؟.

الدكتوراه التى يحملها الوزير من الولايات المتحدة كان موضوعها عن اقتصاديات التعليم. ولذلك كشف عن إن الحكومة قبل ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ بأسابيع قليلة، كانت قد استقرت على أن مدارس النيل ستكون هى البديل للثانوية العامة بشكلها الراهن. وأن تكون النموذج المصرى فى التعليم، وبديلا للمدارس الدولية، بحيث يتم استحداث مدارس نيل جديدة تجريبية فى كل محافظة كبداية، ثم تجمد المشروع بعد اندلاع الثورة.

الحكومة وقعت اتفاقية مع جامعة كمبردج لتطوير هذا النموذج، الذى يتلقى المدرسون فيه تأهيلا على أحدث مستوى، وفوجئنا بأن المدارس الدولية تقوم بخطفهم بعد أن نكون قد أنفقنا عليهم الكثير من الوقت والجهد والمال. فى تقدير د. العربى فإن المدارس التجريبية ستتحول إلى نموذج مدارس النيل فى المستقبل، بحيث يتم تسويق هذا النموذج الرائد عربيا وإفريقيا.

لكن ماذا عن الرسوم التى سيدفعها التلاميذ فى هذه المدارس؟!.لا يوجد تحديد نهائى حتى الآن، لكن علمت أنها قد تصل إلى عشرين ألف جنيه سنويا، فهى موجهة للطبقة المتوسطة وتستهدف تأهيل أبناء هذه الطبقة، باعتبارها رمانة الميزان فى المجتمع بأكمله، والتعليم هو المحرك الرئيسى لتطورها وترقيها مجتمعيا.
سألت د. العربى: ما الذى يضمن ترجمة كل ما تقوله من أفكار وكل ما ورد فى استراتيجية ٢٠٣٠ على أرض الواقع».

الرجل قال إن الترجمة بدأت فعلا، فقد صدر قانون الخدمة المدنية، وقانون الاستثمار سيصدر بعد أسابيع قليلة، وبه حوافز أساسية للصعيد، بل إن مشروع المليون ونصف المليون فدان موجه بالأساس للصعيد، ويتعلق بخلق مجتمع جديد متكامل بعيد عن الوادى والدلتا، وليس فقط مجرد استصلاح أراضى أو زراعة. ومن يراجع خطط الحكومة الراهنة سيلاحظ أننا نشجع المستثمرين فى الصعيد خصوصا عبر شق الطرق الجديدة أو ميناء سفاجا، كما أن برنامج كرامة وتكافل موجهان أساسا للمناطق الأكثر فقرا الموجودة فى الصعيد.

كل ذلك كما يرى العربى هو ترجمة للأفكار والتصورات وبعضها تم بدء العمل فيه فعلا. بل إن تعويم الجنيه هو إظهار لقيمته الحقيقية، وبالتالى فهو دعوة جادة للإنتاج، وعدم انتظار الدعم.

أحد الحاضرين سأل د. العربى: ما الذى يضمن ألا يتحول مشروع المليون ونصف مليون فدان إلى المصير الذى لاقاه توشكى، ورد بقوله إن ذلك صعب جدا لأن مشكلة توشكى أنه لم يكن له صاحب، بل كان دمه موزعا بين أكثر من قبيلة، فى حين أن المشروع الجديد له صاحب واحد هو «شركة الريف المصرى» وبما أن كل تجاربنا تقول إن مشكلتنا كانت هى الإدارة فإن المشروع الجديد يتبنى فكرة فصل الملكية عن الإدارة تماما.

الدكتور العربى تحدث ليلتها بسرعة عن ماسبيرو والمؤسسات الصحفية القومية، مشيرا إلى تجربة راديو النيل التى تحقق أرباحا الآن، مقارنة بالعمالة الضخمة فى التليفزيون المصرى. مما فهمته أن هناك دراسات وتوصيات وخطط جاهزة بالفعل للإصلاح، وسيتم تطبيقها بمجرد تشكيل المجالس الثلاثة التى تم استحداثها بصدور قانون الإعلام المؤسس أخيرا. لأن الوضع المالى الحالى غير قابل للاستمرار قائلا: «أى صندوق هيخلص سوف نعلقه»، أى أنه لا توظيف جديد.

ونحن نتحدث عن هذا الموضوع كان الإعلامى والإدارى الكبير عبدالفتاح الجبالى رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الأسبق ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الوطن الحالى حاضرا بالأرقام الحديثة، عن كل ما يخص المؤسسات الإعلامية الرسمية، وبما أنه أحد المرشحين للمجلس الوطنى للإعلام فالمؤكد أن موعد الاقتراب الحقيقى من إصلاح هذه المؤسسات قد اقترب فعلا، ولم يعد مجرد حديث مكرر.

كل التوفيق للدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط الجديدة وللوزراء الجدد، وللدكتور العربى، وأتمنى أن نكمل الجهد الذى بدأه أو ساهم فيه.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي