العدو الحقيقى - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العدو الحقيقى

نشر فى : الأربعاء 16 مارس 2016 - 10:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 16 مارس 2016 - 8:29 م
إعلان دول الخليج والجامعة العربية، تصنيف حزب الله تنظيما إرهابيا، ابتلعهما خلال الأسبوع الماضى، الصدمة والغضب المحقين اللذين ثارا ضد أعضاء الكنيست من «التجمع الوطنى الديمقراطى» الذين أدانوا هذا القرار. لكن فى الوقت الذى يجب إدانة موقفهم، يتعين علينا أن ننظر إلى الصورة الأوسع، كى نفهم التغير الذى طرأ على العالم العربى وأى فرص نشأت، بالإضافة إلى التهديدات.

لقد اتخذت الجامعة العربية قرارا صحيحا ومحقا انضم إلى قرار دول الخليج. حزب الله هو تنظيم إرهابى، ولا يمكن لأى غطاء تغيير ذلك. ويجب الآن منعه من المشاركة فى الانتخابات فى لبنان ومنع تنظيمات إرهابية مثل حزب الله و«حماس» من الاقتراب من السلطة فى سوريا أو فى أى مكان آخر من الشرق الأوسط. لكن كى يحدث ذلك، يتعين على العالم أن يصوغ مدونة «مجموعة قوانين» ديمقراطية عالمية تمنع مثل هذه التنظيمات من الصعود إلى السلطة. وهذه المدونة يجب أن تحدد ما هى الديموقراطية وما هى الشروط الأساسية لقيامها، وإجراء الانتخابات ليس الشرط الوحيد لها. كما يجب على المجتمع الدولى أن يحدد أطرا ديمقراطية تحظى باعتراف دولى. ومن شروط الديمقراطية أن استخدام القوة والسلاح، يجب أن يكون فى يد الحكومة وحدها.

***
هذا ليس كفاحا جديدا. عندما كنت وزيرة للخارجية سعيت إلى أن تكون هذه شروط الانتخابات فى السلطة الفلسطينية فى مواجهة «حماس»، ولو كان جرى حينها وضع مدونة ديموقراطية عالمية لكانت «حماس» مُنعت من الوصول إلى السلطة أو استخدام الإرهاب. كذلك لا يستطيع حزب الله أن يكون الذراع العسكرية لإيران وحزبا سياسيا. ولهذا السبب عندما جرى انتخاب «حماس» فى غزة، بادرنا إلى وضع شروط فى اللجنة الرباعية، تمنع الحركة من الحصول على أى اعتراف أو شرعية دولية. وواصلت هذا الكفاح سنة 2011 عندما حذرت «كما جرى الكشف عنه فى الفترة الأخيرة فى رسائل هيلارى كلينتون الإلكترونية» من مغبة صعود عناصر متطرفة فى مصر، وأيضا فى سنة 2013، عندما عملت على تجنيد الاتحاد الأوروبى، كى يعلن رسميا «حزب الله» تنظيما إرهابيا.

يشير دعم دول الخليج والجامعة العربية حاليا لهذا الإعلان، إلى تغير إيجابى وتحديات جديدة، ويتعين على العالم الحر أن يتجند من أجلها. وانطباعى من مؤتمر ميونيخ الذى حضرته فى الفترة الأخيرة، ومن المنتدى العالمى فى باكو، حيث تحدثت فى نهاية الأسبوع الماضى، هو أن العالم الحر لا يواجه التحديات المطروحة أمامنا، وأنه بدلا من أن يقود مشغول بالرد.

إننا اليوم فى ذروة حرب هى قبل كل شىء حرب دينية، وحرب على القيم. لكن بعكس كلام دونالد ترامب، هذه ليست حربا للإسلام كله ضد اليهودية والمسيحية، إنما هى صراع بين مجموعات متطرفة فى الإسلام تشوه الدين وتحارب كل من لا يشاركها أيديولوجيتها، وبين مسلمين آخرين ودول إسلامية معتدلة.

لا يوجد خيار آخر، إنه صراع على القيم، ومثل هذا الصراع يجب أن يكون فى مصلحة العالم الحر، ومن يهمله سيصله فى النهاية إلى داخل بلاده. لقد أثبتت السنة الأخيرة وموجات اللاجئين الهائلة التى تدفقت إلى أوروبا والولايات المتحدة، أن ما اعتبر فى أوروبا مشكلة بعيدة تخص الشرق الأوسط، يمكن أن يتحول بسهولة إلى مشكلة مركزية داخلية.

***
ممنوع أن يفكر العالم بأن عليه أن يختار بين إرهاب شيعى وإرهاب سنى، وأن تحالفا مع إيران سينقذ الوضع. إيران وحزب الله ليسا حلا لمشكلة داعش، بل هما جزء من المشكلة، لأنهما ينشران أيضا الإرهاب فى المنطقة. ويتعين على العالم الآن الانتقال من الدفاع إلى المبادرة، وأن يتوحد من أجل النضال الكبير، وأن يعقد تحالفات مع الدول الإسلامية المعتدلة، مثل دول الخليج أو مع جزء من الدول الأعضاء فى الجامعة العربية، التى صنفت حزب الله تنظيما إرهابيا، وترى أن المجموعات المتطرفة تدمر الدين. وحده تحديد قيم أساسية ديمقراطية، والتمسك بها فى المستقبل، سيوضح بصورة قاطعة هدف هذا الصراع المشترك، وسيمنع سيطرة تنظيمات إرهابية على المنظومات السياسية بعد انتهاء المعارك.

إن إسرائيل بفضل قيمها وتحالفها مع الولايات المتحدة، تقف إلى جانب العالم الحر فى هذا الصراع. ليس النزاع بيننا وبين الفلسطينيين هو سبب التطرف فى العالم ــ لكن كلما تقدمنا نحو حل متفق عليه، سنتمكن من أن نكون جزءا مهما من التحالفات الإقليمية الناشئة، ومن تغيير وضعنا الاستراتيجى.
  
  تسيبى ليفنى


عضو كنيست فى حزب المعسكر الصهيونى

معاريف

نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية
التعليقات