إدارة القوى الناعمة المصرية - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إدارة القوى الناعمة المصرية

نشر فى : الخميس 16 مارس 2017 - 10:00 م | آخر تحديث : الخميس 16 مارس 2017 - 10:00 م

** هل الأهلى والزمالك من القوى الناعمة المصرية؟
** كان ذلك واحدا من أسئلة طرحها الإعلامى والصحفى الكبير عمرو خفاجى.. فى برنامجه «حوار مستمر» على قناة أون لايف الذى ناقش موضع الرياضة فى القوى الناعمة المصرية. وشرفت بأننى كنت ضيفه فى الحلقة، وهى واحدة من الحلقات التى قدمت درسا فى قيمة المحتوى الإعلامى، ومعنى أن يكون السؤال بطلا، والمقدم بطلا .
** الأهلى والزمالك من أهم القوى الناعمة المصرية.. ولاشك أن الفنون بمختلف أشكالها، سينما، تليفزيون، مسلسلات، مسرح، موسيقى، غناء والثقافة والأدب والآثار والسياحة، قوة ناعمة مؤثرة فى الإقليم وبفضل الفن والموسيقى أصبحت اللهجة العامية المصرية مهضومة، ومحبوبة، على مدى قرابة قرن من الزمان، وهذا يعنى تأثير تلك القوة البالغ.
** الرياضة وتحديدا كرة القدم، وعلى وجه الدقة الأهلى والزمالك كانا فى حقبة الستينيات قوة ناعمة مؤثرة فى محيطها، خاصة أن مصر مارست اللعبة مبكرا، ومن ملامح هذا التأثير أن الوطن العربى عرف العديد من المشجعين للفريقين، وذلك بالطبع قبل أن تؤسس وتكبر وتكسب الأندية العربية المحلية فى بلدانها شعبية كبيرة بنجومها ومواهبهم. وأذكر على سبيل المثال أن محمد بن جالون مؤسس نادى الوداد المغربى قال يوما: «كانت لقاءات الأهلى والزمالك بالنسبة لنا منشورا وطنيا يبث فينا روح العروبة»،
وقال محمد بن قاسى المزاواوى احد المؤسسين لنادى مولودية الجزائرى: «الأهلى والزمالك وراء تأسيس الأندية الجزائرية بشكلها العصرى مثلنا مثل كل البلاد العربية الأخرى».
** والحقيقة أن مصر فى فترة الستينيات كانت قبلة الحضارة والثورة والسياسة والفن والمسرح والأدب والثقافة والرياضة. ومازال الفنان العربى يولد جماهيريا على مستوى الإقليم حين يشدو بفنه أو يقدمه فى القاهرة.. لكن المهم هو: هل نقصد تصدير قوتنا الناعمة إلى إقليمنا ؟.. هل نعنى ذلك؟
** لا.. لا نقصد ولم نقصد، ولا نعرف، ولم نعرف. ولا ندرك ولم ندرك.. وفى كثير من الأحيان، إن لم يكن معظم الأحيان كان الهدف تجاريا أو اقتصاديا، لأن الإنتاج فى شتى صوره وأنواعه فرديا بالدرجة الأولى، وليس عملا جماعيا يعكس فلسفة دولة وقرار دولة وخطة دولة.. وربما بدأنا نفكر فى القوة الناعمة كقوة تستحق أن نصدرها وليس فقط مجرد قوة نملكها ونتحدث عنها، ونفخر بها، ولكن دون أن نديرها..!
** فى الحوار كشف عمرو خفاجى عن دراسات تؤكد أن الإنجليز يعملون على قواهم الناعمة ومنها البريميير ليج، وأن الأرقام تقول إن عدد مشاهدى الدورى الإنجليزى فى العالم يصل إلى 4.7 مليار متفرج. وأضيف أن الحقوق التليفزيونية للمسابقة حققت عائدا فى الفترة من 2016 إلى 2019 مبلغا ضخما ( 3.2 مليار دولار ) وهو ما يساوى ثلاثة أضعاف إيرادات الدورى الإسبانى أو الألمانى عن نفس الفترة.
** لم يعد الكلام عن جمال الأهرامات كافيا. لم يعد مطلوبا أن نسمع نفس النشيد الذى يتغنى بأجدادنا وبآثارهم العظيمة وإنما المطلوب هو إدارة هذا الأثر، وما حول هذا الأثر. ومنطقة هذا الأثر.. لقد زرت الأهرامات عدة مرات قديما، ولم أعد أجرؤ على زياراتها الآن بسبب الباعة الجائلين، والجياد التى تحيط بك، والقبلة المحتملة من حصان أو جمل.
** لم يعد كافيا إذن أن نتحدث عن قوانا الناعمة، وعن دورها وتأثيرها، وإنما كيف ندير تلك القوى، وكيف يكون العمل جماعيا وبفلسفة دولة، بدءا من السينما والفنون بأكلمها وانتهاء بالرياضة وبالأهلى والزمالك؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.