كيف تكون قائدا عظيما؟ - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:48 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف تكون قائدا عظيما؟

نشر فى : الجمعة 16 مارس 2018 - 10:25 م | آخر تحديث : الجمعة 16 مارس 2018 - 10:25 م

ألف ما يزيد على 40 كتابا ترجمت إلى عدة لغات، ابتكر نظام القيادة عن طريق القدوة فى سبعينيات القرن العشرين، والذى يعد فى الغرب والشرق واحدا من أشهر نماذج القيادة على مستوى العالم.

لم يعرف الرجل الإسلام ولا تاريخ عمر بن الخطاب وإلا لأدرك أن أمثال عمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز ابتكروا هذا النموذج قبله ولكن قومهم لم يفهموه أو يطبقوه وينحازوا له لغياب القدوة بينهم.

طبق هذا النظام القيادى بنجاح فى كثير من المؤسسات والشركات والجامعات الغربية كما استخدمته القوات المسلحة البريطانية فى تدريباتها، كما حظى كتابه أعظم 100 فكرة للقيادة الفعالة على رواج هائل، ونشرته مكتبة جرير باللغة العربية فى طبعتين أنيقتين.

إنه «جون آدير» الذى أسس شركة آدير العالمية لبرامج نظام القيادة عن طريق القدوة، وقد وجدت أن الخلل الإدارى فى مصر تتسع رقعته وأن غياب الإدارة الجيدة والحكيمة والعلمية هى سبب من أسباب تخلف المؤسسات المصرية حكومية أو خاصة عن ركب العالمية والتطور.

كما وجدت أن الشباب المصرى يمكن أن يتخرج من الجامعة المصرية ولا يعرف كيف يدير نفسه فضلا عن إدارته وقيادته للآخرين، ولا أن يتولى مسئولية إدارية حقيقة دون أن يستعمل النظرية المصرية البائسة المعروفة بـ«التجربة والخطأ».

ووجدت أن التربية الإدارية والقيادية غائبة عن معظم الشباب فضلا عن كبار السن، كما وجدت خريجى الكليات التى تدرس الإدارة لا يحبونها ولا يفهمونها ولا يرغبون فى دراستها أو تطبيق أفكارها الخلاقة، لذا أحببت فى هذا المقال أن أعرض سريعا لموضوعين اهتم بها المؤلف الأول «أعظم خمس أفكار لفهم أعمال القيادة»
والثانى «أعظم ثلاث أفكار لتحديد الأهداف وإتمامها».

وقد بدأ الكاتب كتابه بمثل صينى رائع «استمع للجميع وانزع ريشة من كل أوزة تمر بك، ولكن لا تتبع إحداها على وجه الخصوص «ومعناه أن تأخذ من كل إنسان شيئا جيدا دون أن تتبعه لتكون لديك كل خبرات الآخرين دون أن تتقيد بسلبياتهم وتحصل على عصارة أعظم وأفضل الأفكار التى اختبرتها فى جميع المناحى لتكون أفضل قائد ومدير.

وينصح آدير كل مدير جديد بأن يسأل نفسه «عندما أتعامل مع مشكلات العمل، وقضاياه ومواقفه، هل أفكر دوما فى المهمة، والفريق والأفراد؟ متى كانت آخر مرة ضحكت فيها مع زميل لى من العمل؟ هل أتعامل مع الآخرين بجدية مبالغ فيها؟ «ويجيب عليها بدقة ويدرك أن أهم مسئوليات القائد والمدير ثلاثة هى: إتمام
المهمة، تكوين فريق العمل والحفاظ عليه، وأخيرا تنمية الفرد.

ويضع سمات القائد الناجح فى عبارات قصيرة: «المبادرة، المثابرة، الكفاءة، الأمانة، الثقة بالنفس، الجرأة، التواضع، وأن يسأل نفسه سؤالا صريحا؟ كم امتلك من هذه السمات؟ وكيف أحصل السمات التى لا امتلكها، وأحسن التى أمتلكها.

أما الصفات التى ينبغى أن تتوفر فى عناصر فريق العمل فيلخصها فى «النزاهة والفكاهة والجرأة والثقة بالنفس والعدل والأمانة والتواضع «وقد استغربت لعنصر الفكاهة ولكنى وجدت تفسيره مقنعا «للتخلص من التوتر والحفاظ على اتزان الأمور.

ويقرر حقيقة مهمه هى «القيادة سلوك وليس منصبا» ولعل هذا ما قرره علماء الإسلام الاوائل من أن «القيادة تكليف لا تشريف» ومسئولية وليست مغنما.

ثم شدد على أهمية التعليم المستمر للقائد والمدير وذكر بما قاله تشرشل «أنا شخصيا مستعد دوما للتعلم، رغم أننى لا أحب دوما أن أتلقى التعليم على يد أحد».

ويذكر المدير الجديد بأربع قواعد هى «هل أقوم بانتظام بتطوير مهاراتى وقيمى وأولوياتى؟ ويقول له: حدد أهدافك وقس النجاح الذى حققته فى سبيل تحقيقها، وكن مستعدا لمراجعة الأهداف نفسها لتعرف مدى إمكانية استمرارك فى تحقيقها».

ويذكر أن أحدا لم يولد قائدا، ولكن القدر يمهد الطريق للشخص الذى يعرف أين سيتجه.

أما فى تحديد الهدف للمرءوسين فيركز على أن يكون «واضحا، ملموسا، محددا بفترة زمنية، واقعيا ويمثل تحديا قابلا للتقييم.

وأن يردد القائد للمرءوسين «إنها ليست مهمتى، بل مهمتنا جميعا ونحن نتقاسمها «ويحذره من» استخدام اللغة الخاطئة، أو تجاهل القادة الأقل شأنا، أو الاعتماد على الآخرين فى القيام بذلك نيابة عنك».

• ويضع قاعدة ذهبية للتخطيط قالها كبلج «لدى ستة خدم مخلصين» علمونى كل ما أعرفه وهم: ماذا ولماذا ومتى وكيف وأين ومن».
• ويحذرهم من «فشلك فى التخطيط هو مقدمة الفشل» وأن تحديد المهمة للمرءوسين ينبغى أن يكون «واضحا ملموسا محددا بزمن واقعيا، يمثل تحديا، قابلا للتقييم.
• وأن يهتم القائد والمدير بـ«التحدث بطريقة تدفع الفريق للعمل اللازم، وأن معرفة القيام بالعمل سهل أما القيام به فعلا فصعب، وأن يسيطر القائد على العمل ولا يستجيب للمشتتات أو يفقد اتجاهه، وأن يقيم نتائج العمل وأداء الفريق ويثنى عليهم ويدربهم فى الوقت نفسه.
• ويذكر بأن مسئوليات القائد الناجح «الدعم» ويشرحه بمثل يابانى جميل «إذا كان يعمل من أجلك فأنت تعمل من أجله» وبشعار المعهد البريطانى للإدارة «القيادة هى الخدمة» ومنها تحمل القائد عبء الفشل الكامل للمهمة وحده دون غيره، وذكر بكلمة وولف الأول بعد فشله فى الهجوم على كيبك «أنا أتحمل المسئولية كاملة».
• أما عن مسئولية التحفيز المنوطة بالقائد فذكر بالمثل الروسى «لست فى حاجة إلى سوط لتدفع به حصانا مطيعا على العمل».
• أما عن أهمية القدوة فى القيادة فذكر بالمثل اليابانى «يجب أن يتقدم حامل المصباح».
• أما عن القادة الذين ينصتون للنماذج السيئة التى تحدث جلبة وضجيجا دون طحن فقد ذكر بمثل شهير لقبيلة الزولو «لا أستطيع سماع ما تقوله بسبب الزوبعة التى تحدثها حولك».
• واختتم هذا الفصل بكلمات رائعة لخصت ما يريده وتسمى «عبارات جون آدير القصيرة الخاصة بالقيادة:
• أهم ست كلمات: «إننى أعترف أننى قد ارتكبت خطأ».
• أهم خمس كلمات: «إننى غاية فى الفخر بك».
• أهم أربع كلمات: «ما رأيك فى ذلك؟».
• أهم ثلاث كلمات: «إذا سمحت لى».
• أهم كلمتين: «شكرا لك».
• أهم كلمة: «نحن».
• قل الكلمات أهمية: «أنا».
• أما عن أهمية التواضع للقائد فيضعها فى سياق فلسفى رائع «القائد يكون أفضل عندما يعرف الناس بوجوده بالكاد، ولا يكون جيدا بالقدر الكافى عندما يطيعه الناس ويهتفون له، ويصبح أسوأ ما يكون عندما يزدرونه».
• فإذا عجزت عن احترام الناس، سوف يعجز الناس عن احترامك «ولكن القائد الجيد هو الذى لا يكثر من الحديث عندما يتم عمله، ويحقق هدفه، ستجده يقول: «لقد فعلنا ذلك بأنفسنا»، انتهى المقال والمساحة المتاحة ولكن لم تنته روائع جون آدير الإدارية والتى نحتاج إليها جميعا.

التعليقات