التطهر من الفلول والإخوان - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 6:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التطهر من الفلول والإخوان

نشر فى : الأربعاء 16 أبريل 2014 - 7:35 ص | آخر تحديث : الأربعاء 16 أبريل 2014 - 7:35 ص

حسنا فعل المشير عبدالفتاح السيسى حينما طلب من المنسق التنفيذى والأمنى لحملته الانتخابية اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق، ان يجرى حصرا شاملا للاتجاهات السياسية داخل حملته حتى يتم التأكد من عدم وجود أشخاص ينتمون للفلول أو الإخوان ممن أفسدوا الحياة السياسية. قد يكون مفهوما وجود فلول يندسون فى الحملة بحثا عن مغانم فيما بعد، لكن البعض استغرب امكانية وجود إخوان داخل حملة السيسى، لكن التفسير الذى تسرب من داخل الحملة هو احتمال اندساس متعاطفين مع الجماعة من اجل تشويهها أو تحرير نماذج تأييد مزيفة للطعن عليها فيما بعد.

المنطق الطبيعى ألا يلجأ السيسى لمثل هذا التطهير قبل الانتخابات بأسابيع قليلة بحثا عن كل صوت حتى لو كان من الفلول. لكن ما فعله الرجل هو استثمار فى المستقبل ورسالة مهمة خصوصا للفلول بأن رهانهم على السيسى لن يكن فى محله.

ربما يكون الفلول بالفعل الخطر الحقيقى الأكبر على السيسى ومشروعه أكثر من الإخوان أنفسهم، باعتبار أن الإخوان خطر معروف وظاهر، لكن الفلول يتظاهرون بانهم فى معسكره وهم أكثر من يشوهون صورته لدى الشعب الان، وكل ظهور لهم بجانبه يخصم من رصيد الرجل عند الناس.

يدرك الفلول جيدا ان أى مشروع نهضة حقيقى فى مصر المستقبل سيكون موجها بالأساس ضد الفساد والفاسدين وهؤلاء مايزال بعضهم لديه القدرة على التأثير فى قطاعات عديدة من المجتمع.

هم أنفسهم الذين كانوا يفضلون أى شخص يترشح للرئاسة باستثناء السيسى، ظنا أنهم سيكونون قادرين على صناعته ودعمه والتأثير عليه، فى حين أن السيسى يتمتع بدعم شعبى كبير ربما حتى من قبل 30 يونيو.

هؤلاء الفلول هم المستفيد الأكبر من إشعال فتيل العداوة بين 30 يونيو و25 يناير وهم السبب الرئيسى فى إبعاد الشباب عن المشهد السياسى وحشرهم فى زاوية الخصومة مع 30 يونيو، بل جعل هذا المعسكر فى خصومة كاملة مع 25 يناير.

ثورة 25 يناير ليست هى جماعة الإخوان المسلمين، كما انها ليست بالضرورة قاصرة على مجموعة من الناشطين الشباب، هذه الثورة النبيلة كانت ثورة شعب كامل ثار على الفساد والظلم والجهل والتخلف وكل ما طلبه هو العيش والحرية والكرامة الإنسانية.

إذن محاولة اصطناع خصومة بين ثورتى 25 يناير و30 يونيو لا يستفيد منها سوى الفلول والإخوان، الفريق الأول يسعى بكل السبل للانتقام من ثورة 25 يناير باعتبارها التى أذلته وأقصته عن المشهد، والإخوان يريدون تدمير 30 يونيو بكل الطرق لانها دمرت اسطورتهم وكشفت خواء تجربتهم بل ومجمل مشروعهم.

المشكلة أن الشعب الحقيقى الذى خرج فى 25 يناير ثم فى 30 يونيو هو ضحية الصراع الدامى والمدمر بين الفلول والإخوان. والمطلوب الان هو التنبه لهذه الحقيقة.

لن ينجح أى مشروع حقيقى للمستقبل فى مصر إلا إذا راهن على الشباب والبسطاء وخاصم بكل وضوح الفلول والإخوان.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي