دليل الشاب المجتهد 5: الحل ليس الهدف.. استمتع بالرحلة - حسام السكرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:33 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دليل الشاب المجتهد 5: الحل ليس الهدف.. استمتع بالرحلة

نشر فى : السبت 16 يونيو 2018 - 9:40 م | آخر تحديث : السبت 16 يونيو 2018 - 9:40 م

دليل الشاب المجتهد 5: الحل ليس الهدف.. استمتع بالرحلة

كثيرة هي المرات التي جلست فيها أمام متقدمين لوظائف يعتقدون أن الأسئلة المطروحة عليهم في لجان الاختيار لها إجابات قاطعة. وأن المطلوب منهم هو العثور على ما يفترض أنه إجابة صحيحة ووحيدة ونهائية.
والحقيقة أن في أغلب الأحيان تكون الإجابة أقل أهمية من عملية البحث ذاتها.

قد يبدو الكلام غامضا لذا دعني أشرح لك ما أقصده بهدوء.

في سياق العمل اليومي لا نصادف كثيرا حسابات رياضة أو مسائل نبحث لها عن إجابة من عينة: ما هو حاصل جمع ٣+٢ = ؟

نحن في الأغلب أمام مواقف وتحديات تحتاج إلى تفكير منهجي للتعامل معها ومعضلات لها أبعاد مختلفة يكون منهج الحل فيها أهم من إيجاد حل بدون منهج هذا هو ما حاولت بعض الشركات المعروفة دفع المتقدمين لها، للتعامل معه عن طريق طرح أسئلة تبدو شديدة الغرابة.

على سبيل المثال:

كم كرة جولف يمكن استخدامها لملء باص (حافلة) نقل تلاميذ مدارس؟

هذا النوع من الأسئلة، لا يقصد به تقديم رقم أو حتى الاقتراب من العدد الصحيح للكريات التي يمكن أن تملأ باصا. هذا النوع من الأسئلة هدفه حث المتقدم على التفكير ووضع خطة للإجابة مبنية على نسق منطقي يحاول بشكل منهجي أن يحسب حجم الفراغ المتاح داخل الحافلة. ويتم هذا عن طريق تقدير حجم الحافلة والفراغ الذي يمكن أن تشغله الأجسام الموجودة بداخلها. أي تقدير الأحجام التي تحتلها الكراسي والركاب إلخ، ثم قسمة المتبقى على حجم الكرة وربما أخذ الفراغات بين الكريات في الاعتبار.. مثلا..

لا توجد هنا إجابة قاطعة أو محددة. لجان الاختيار هنا لا تتوقع منك رقما بقدر ما ترغب في التعرف على طريقتك في التفكير وما إذا كنت تتحلى بالمنهجية التي يحتاجها التعامل مع مشكلات العمل.

أسوأ السيناريوهات هو أن يطرق المتقدم قليلا قبل أن يجيب: ٢٤ ألف كرة.

وعندما يشعر أن اللجنة لم تحبذ الإجابة يعدلها قليلا: ٣٠ ألف؟ ٤٠ ألف؟ .. وهكذا..

من الجائز أن يكون أي عدد من هذه الأعداد صحيحا، ولكن ليس هذا هو المطلوب حتى لو قال إن الرقم 73388 وكان هذا الرقم بالصدفة هو عدد الكريات المطلوبة لملء الباص بالضبط!

في اللجان التي كنت مسؤولا عنها والتي كانت تعنى في المقام الأول باختيار صحفيين، أو معدين يعملون في إنتاج المحتوى المكتوب أو المصور، كنا كثيرا ما نطرح أسئلة عن مواقف وتحديات تقابل من يعملون في تغطية الأخبار أو ينتجون برامجها. لم يكن المطلوب معرفة التفاصيل الدقيقة للتعامل مع المشكلة بقدر ما كان المطلوب هو أن نسمع المتقدم للوظيفة وهو يفكر بصوت مرتفع لنفهم كيف يرى أولوياته ولنعرف إلى أي حد يستطيع أن يحافظ على نسق ومنهج في التفكير.

البحث عن الحل هو الهدف هنا وليس الحل ذاته. وكلما استمتعت برحلة البحث وبعرض منطقك وكيفية تعاملك مع المعضلة، كلما كنت أقرب لما تتوقعه منك لجنة الاختيار في الوظيفة التي تتقدم لها.

اقرأ:

-دليل الشاب المجتهد الذكي

-دليل الشاب المجتهد 2: سر الرسالة المشؤومة

-دليل الشاب المجتهد 3: عليك ببيع الزيتون

-دليل الشاب المجتهد -4: أكذوبة الثواني السحرية السبعة

التعليقات