تطورات المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تطورات المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية

نشر فى : الإثنين 16 ديسمبر 2013 - 9:20 ص | آخر تحديث : الإثنين 16 ديسمبر 2013 - 9:20 ص

• لم يكن فى استطاعة أى كان أن يتصور مسبقا السباق الحالى بين اتفاقين بشأن موضوعين مهمين مطروحين على جدول أعمالنا: المفاوضات على الاتفاق الدائم بين الدول الست وبين إيران بشأن الموضوع النووى؛ والمفاوضات على اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ومن المنتظر أن ينجز الاتفاق الأول فى مطلع الصيف المقبل، والثانى فى مطلع الربيع المقبل.

• ظاهريا، لا يبدو أن هناك صلة بين العمليتين، لكن فى الواقع فإن ما يجمع بينهما ليس تقارب مواعيد انتهاء العمل عليهما فقط، بل أن قسما من اللاعبين اللذين هم فى الصدارة أم فى الخلف هم أنفسهم فى الحالتين. والدليل على ذلك تخصص الرئيس الأمريكى باراك أوباما حديثه فى مركز صبّان لهذين الموضوعين فقط، وتكرار ما قاله فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

• فى رأى الإدارة الأمريكية: بنيامين نتنياهو كرر طوال أعوام الادعاء بأن الخطر الأساسى الذى يهدد إسرائيل هو خطر السلاح النووى الذى قد تمتلكه إيران، أو مجرد حصول هذه الدولة على القدرة على صنع هذا السلاح. وبينما استخفّ الآخرون بهذا الخطر، طالب نتنياهو بفرض العقوبات على إيران وتشديدها. وفى النهاية، وبعد مسار صعب، نجح رئيس الحكومة الإسرائيلية فى إقناع الإدارة الأمريكية وبمساعدتها فى إقناع الدول المعنية، بفرض العقوبات على إيران.

• كما طالب نتنياهو الولايات المتحدة بتهديد إيران بالخيار العسكرى الأمريكى إذا لم تستجب إلى مطالبتها بعدم صنع سلاح دمار شامل. وقداستجابت الولايات المتحدة لذلك على الرغم من رغبتها بالانسحاب من مراكز النزاع فى الشرق الأوسط وعدم التورط فى مواجهة عسكرية جديدة. وفى كل خطاب جديد يلقيه أوباما نراه يحرص على عدم استبعاد الخيار العسكرى عن جدول الأعمال.

• وفى الواقع حولت إسرائيل محادثات الدول الخمس زائد واحد إلى خمس زائد اثنين. فقد كانت على معرفة بجميع التفاصيل، وعندما أعلن نتنياهو معارضته الشديدة للمسودة الأولى للاتفاق، استمع إليه مسئولو الإدارة وأدخلوا تغييرات حقيقة على الاتفاق. لكن على الرغم من ذلك استمر نتنياهو فى إظهار عدم رضاه عن النتيجة لأنه يريد استغلال المناسبة ليبرر عدم إقدامه على المخاطرة فى العملية السياسية مع الفلسطينيين. إنما عمليا فقد أزالت الولايات المتحدة أهم خطر كان يتهدد إسرائيل التى أصبح يتعين عليها فى المقابل التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين ومن هناك السير نحو اتفاق تاريخى.

• يعتقد نتنياهو أن المطالب التى يطرحها لتوقيع الاتفاق الدائم سواء على الصعيد الأمنى أم فى ما يتعلق بالمسائل الجوهرية ــ القدس، اللاجئون، والاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودى ــ تمكنه من أن ى صور إسرائيل وكأنها ترغب بالسلام فى حين ان الفلسطينيين هم الذين يمنعون تحققه.

• يتصرف كيرى كما لو أنه لا يسمع الاصوات المتشائمة بشأن مصير المفاوضات ولا الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، ويشدد على اقتراب الطرفين من اتفاق لم يشهد مثله العالم. ومن الصعب معرفة ما إذا كان يقول هذا الكلام لأنه يعرف أشياء لا يعرفها الآخرون (ربما وجود قناة سرية)، أو أنه يقول ذلك من أجل تشجيع الطرفين المتفاوضين.

• والحقيقة كما يراها كاتب هذه السطور، هى أن الاتفاق الموقت مع إيران يتيح فترة من الزمن «لاستكمال التفاوض»، أما الاتفاق الدائم فمن شأنه أن يزيل إلى حد كبير الخطر الإيرانى. لذا فإن مهمة إسرائيل فى الوقت الحاضر، هى متابعة تطبيق إيران للاتفاق وإجراء محادثات ثنائية مهمة مع الولايات المتحدة، من أجل التأكد من ادخال أغلبية المطالب الإسرائيلية فى إطار الاتفاق الدائم مع إيران.

• فى المقابل، إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين كما يؤكد كيرى، فإن هذا سيكون الأمر الصحيح الذى يجب القيام به. لكن إذا لم تكن الظروف ناضجة لذلك، ثمة ضرورة لبذل جهد كبير من أجل التوصل إلى اتفاق تدريجى فى الطريق إلى الاتفاق الدائم، وذلك لمنع عودة المنطقة إلى الوراء، وكى لا نصل إلى وقت يصبح فيه الفلسطينيون غربى نهر الأردن أكثر من اليهود وذلك من دون حدود معترف بها تفصل بينهما.

يوسى بيلين

التعليقات