كيف نواجه الإرهاب ولا نخسر المجتمع؟! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 7:49 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف نواجه الإرهاب ولا نخسر المجتمع؟!

نشر فى : الخميس 17 أبريل 2014 - 7:20 ص | آخر تحديث : الخميس 17 أبريل 2014 - 7:20 ص

كيف نحارب الإرهاب ولا نخسر المجتمع بأكمله؟!.

سؤال يشبه إلى حد كبير مقولة الطبيب الذى قتل المريض وحافظ على المستشفى.

صباح الأربعاء الماضى، تشرفت بحضور ورشة عمل مهمة أقامتها «المجموعة المتحدة» التى يترأسها المحامى والقانونى الكبير نجاد البرعى بعنوان «الإرهاب فى مصر.. أسبابه وطرق الانتصار عليه».

الورشة حضرها أكثر من 20 قانونيا وإعلاميا وسياسيا.

السؤال البديهى: هل هناك إرهاب فى مصر؟! الإجابة هى: نعم.. هناك إرهاب وبدرجة خطيرة للغاية أكبر كثيرا مما كان موجودا فى بداية التسعينيات.

فى هذه الفترة كان الإرهابيون رغم كل خطورتهم شبه معزولين محليا واقليميا ودوليا، وكانت الدولة تتمتع بدعم كبير خصوصا إقليميا ودوليا.

اليوم الوضع تغير كثيرا: الإرهابيون ومن يدعمونهم من قوى سياسية صاروا قوة كبيرة، لديها امكانيات مادية، لديهم دعم إقليمى ودولى كبير. فى الداخل ايضا هناك مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية كثيرة لن تصب للأسف فى دعم الإرهابيين, الدولة أيضا ليست قوية، ومؤسساتها تعرضت للانهاك الشديد أيام حسنى مبارك، وطوال الفترة التى اعقبت سقوطه عام 2011.

إذن السؤال الجوهرى الذى ينبغى أن يشغل بال الجميع هو: كيف نواجه الإرهاب؟!.

المؤكد ان هناك حاجة لقوانين حاسمة ورادعة لمحاربة الإرهابيين، لكن كيف نمنع ان تتحول هذه الإجراءات والعقوبات والقوانين إلى اداة لقتل المجتمع بأكمله وليس القضاء على الإرهابيين؟!.

تلك هى المعضلة الحقيقية. وهنا يبدأ دور المجتمع وليس جهاز الأمن فقط فى محاربة الإرهاب.

كل أجهزة الأمن تلعب دورا مهما فى مواجهة الإرهاب وهى تدفع ثمنا كبيرا متمثلا فى سقوط العديد من الشهداء والمصابين والانهاك اليومى والتوتر، وهو جهد مقدر بالطبع، لكن هل حدث أن هراوة الأمن وحدها أوقفت إرهابا يعتمد أساسا على الأفكار المتطرفة؟!.

أغلب الظن أن الإجابة هى لا، وبالتالى فالدور الأساسى الذى يلعبه المجتمع وفى مقدمته مؤسسات الدولة هو عزل الإرهابيين وأنصارهم عن بقية المجتمع.

هذه نقطة جوهرية للغاية وهى التى ستسهل عمل أجهزة الأمن، بل وستسرع من انجاز المهمة, على سبيل المثال من الضرورى إعادة النظر فى التعامل مع مظاهرات الطلاب بحيث لا ندفع المزيد منهم إلى الانضمام لمظاهرات الإخوان سواء داخل أو خارج الجامعات ومفهوم بالطبع انه لا يمكن التسامح مع اى تخريب او عنف داخل او خارج الجامعات.

وفى هذا الصدد لابد من فتح باب السياسة للمخالفين فى الرأى فى إطار النظام السياسى لثورة 30 يونيو وعدم التعامل مع كل المعارضين باعتبارهم جميعا إخوانا أو إرهابيين.

للأسف الشديد نحن تقريبا خسرنا الخارج وصارت صورتنا هناك فى غاية السوء، والحكومة الراهنة تخسر المزيد كل يوم فى الداخل ليس بسبب مواجهتها للعنف والإخوان والإرهابيين فى سيناء، بل بسبب الطريقة التى تواجه بها بقية المخالفين.

جميعنا فوجئنا بأن الإخوان بهذا العنف والتطرف وجمود الفكر، لكن الذى يخشاه كثير من أطراف تحالف 30 يونيو أن هناك اتجاها داخل الدولة يريد تأميم الحكم لصالحه بالكامل واعادة المشهد الى يوم 24 يناير 2011.

إذا استمر هذا الشعور فإن الحكومة تكون قد أهدت جماعة الإخوان أخطر وأفضل هدية منذ 30 يونيو.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي