الثورة اليتيمة - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 7:06 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الثورة اليتيمة

نشر فى : الخميس 17 مايو 2012 - 8:25 ص | آخر تحديث : الخميس 17 مايو 2012 - 8:25 ص

لم يسئ للثورة أحد أكثر من المتاجرين باسمها والمتربحين من ورائها الذين قفزوا على جثث الشهداء فقدموا أنفسهم كأصوات إعلامية صاخبة أو نشطاء سياسيين يثيرون الضجيج،

 

فقد ابتليت الثورة بحفنة من مدعى الثورية الذين لم يفعلوا أكثر من صناعة اليأس وترويجه بين الناس من خلال الإصرار المريض على مهاجمة كل شىء يجرى على أرض مصر باستثناء مظاهرات التحرير فأصبحت الثورة بلا أب يدافع عنها ويروج لنجاحاتها وهى كثيرة جدا.

 

حماقة هؤلاء  المتاجرين بدماء الشهداء وأحلام البسطاء أدت إلى شيطنة الثورة عندما تصوروا أنهم عندما يؤكدون كل ساعة على فشل الثورة وضياعها وعدم حدوث أى شىء إيجابى، سوف يدفعون الناس إلى النزول للشارع مرة أخرى.

 

فالثورة التى رفعت أجور صغار العاملين فى الدولة وهم بالملايين وحققت للبلاد برلمانا منتخبا بحرية كاملة وتمضى فى طريق انتخابات رئاسية لا يشكك فى نزاهتها حتى الآن إلا كل مدعٍ أو مريض هى ثورة ناجحة بكل المقاييس.

 

الثورة التى أدت إلى ظهور هذا العدد الكبير من النقابات العمالية المستقلة بما فى ذلك نقابة لرجال الشرطة والتى فتحت الباب واسعا أمام كل صاحب حق لكى يخرج ويطالب بحقه ويحصل عليه فى أغلب الأحيان هى ثورة ناجحة.

 

والثورة التى تسقط أعتى نظام استبدادى بوليسى فى المنطقة ثم تحافظ على الأمن فى البلاد على هذا المستوى رغم انهيار الجهاز الأمنى يوم 28 يناير 2011 هى ثورة ناجحة

 

ولكن الآن مصر ابتليت بحفنة من البشر يجيدون المتاجرة بالشعارات وادعاء الوطنية والثورية، فقد صدق الكثيرون من الناس أن الثورة المصرية فشلت بالفعل وأن المصريين دفعوا ثمنا باهظا لها دون عائد. وبدلا من النزول إلى الشوارع مرة أخرى كما تصور هؤلاء الحمقى من تجار الشعارات وثوار الفضائيات فإن الناس اندفعت إلى الماضى تبحث فيه عن الأمل الكاذب والأمن الموهوم رغم أن الحقيقة تقول إن الثورة ناجحة وأن الأمل فى المستقبل وليس فى الماضى.

 

 إن تزايد حظوظ أحمد شفيق فى المنافسة فى انتخابات الرئاسة ليس نجاحا له ولا حتى فشلا للثورة وإنما هو بكل تأكيد نتيجة لممارسات هؤلاء الذين تاجروا بالثورة وباعوها فى أسواق الفضائيات.

 

فعندما يلتحق خطيب الثورة وشاعر الثورة وكاتب عمود الثورة بقنوات الفلول التليفزيونية وفضائيات الخليج لكى يتفرغوا لإشاعة أجواء اليأس والإحباط بين الناس لن تكون النتيجة أفضل من صعود نجم شفيق الذى لا يتكلم إلا ليؤكد أنه لا يصلح حتى لكى يكون رئيس اتحاد ملاك عمارة.

التعليقات