أشباح: المصلحة العظمى - كمال رمزي - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 7:53 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أشباح: المصلحة العظمى

نشر فى : الأربعاء 17 يونيو 2015 - 11:15 ص | آخر تحديث : الأربعاء 17 يونيو 2015 - 11:15 ص

مكتوب على الأفيش، بالخط الكبير، كلمة «أشباح»، وفى السطر الثانى، بخط صغير، خجول كلمتى «المصلحة العظمى».

قبل المشاهدة، يوحى العنوان بأن العمل ينتمى للأفلام الغرائبية، حيث الكائنات غير المحددة المعالم الغامضة، ذات القدرات الخارقة، المثيرة للفزع.

بعد المشاهدة، ندرك أن الفيلم البريطانى، بتوقيع بهارات براكلى ــ لا أعرف شيئا عنه ــ يتعرض لقضية الإرهاب التى باتت فى الهموم المحمومة، المزمنة، فى إنجلترا، خاصة عقب تفجيرات لندن الانتحارية، المروعة، عام ٢٠٠٥، فى قطارات الأنفاق، وحافلة نقل ركاب فى طابقين، وأدت إلى مقتل «٥٠» شخصا، وإصابة «٧٠٠» آخرين.

الفيلم لا يتعرض لهذه الهجمة مباشرة، لكن، عن طريق «الفلاش باك»، أو العودة للماضى، يورد شذرات منها، ذلك أن الأحداث تدور بعد سنوات، الأمر الذى يؤكد أن ذكراها لا تزال حاضرة فى الأذهان، والمخاوف من تكرارها جاثمة على النفوس.. المشهد الأول يدور داخل المكتب الخامس، التابع للمخابرات البريطانية.. العاملون، يتابعون بقلق، خلال دائرة تليفزيونية، خط سير عربة ترحيلات، مؤمنة تماما، تحمل إرهابيا عتيدا، لتسليمه إلى جهة شرطية.. فجأة، تظهر عدة عجلات بخارية، على أحدث طراز، يقودها رجال على درجة عالية من التدريب، يحيطون بالعربة، فى أحد شوارع لندن المزدحمة، وفى أقل من دقائق، ينجحون فى تهريب الإرهابى، والأدهى أن الطائرة المروحية، المراقبة للموقف، لا تستطيع إطلاق النار، خوفا من إصابة المارة، وتفشل فى متابعة الهارب الخطير، الذى تطالب به وكالة المخابرات الأمريكية.

الإرهابى الطليق، اسمه فى الفيلم «قاسم»، ملامحه عربية ــ يؤدى دوره الممثل الجزائرى الأصل «إلياس جايل» - له زوجة محجبة، جميلة، حامل، لا نرى إلا صورتها الفوتوغرافية مرة، وجثتها مرة ثانية، ذلك أنها ماتت أثناء نقلها من روسيا إلى إنجلترا، فى إطار صفقة بين أجهزة المخابرات.

«قاسم» محور الفيلم وليس بطله، فالبطولة، ذات الطابع الفردى، يحتكرها أحد شباب المكتب الخامس، ويل هو لواى، بأداء صاحب الجسم الرياضى «كيت هارينجتور»، الذى يتصدر «الأفيش»، ممسكا بمسدسه، مهيأ للدخول فى صراع مميت، فورا.. وعلى طول الفيلم، نراه، شأنه شأن الآخرين، يقفز من سطح بناية إلى شرفة، يتسلق سورا ليعدو وراء سيارة، يقتحم، كالنمر، الأماكن المشبوهة «ويل هو لواى»، أحد العاملين فى المكتب الخامس، يجمع بين الشجاعة والفطنة، عليه أن يقبض على قاسم، الإرهابى الداهية، المتعدد المهارات أيضا.. وسواء «ويل» أو «قاسم»، لا نكاد نعرف عنهما شيئا يتسم بالخصوصية، وهذه مشكلة السيناريو المسطح الذى ركز جل اهتمامه على المتابعات، والمطاردات، حتى إن الفيلم يكاد يتحول إلى ما يشبه ألعاب الكمبيوتر، وبالتالى من الصعب التحدث عن أداء تمثيلى، أو لمسات إبداعية فى الإخراج، أو التصوير أو الموسيقى المصاحبة، وهذا ما يفسر الإحساس بأن المرء شاهد الفيلم، أو شبيهه عدة مرات، من قبل.

ما يستحق الالتفات، يكن فى موقف الإهاربيين داخل الفيلم، وموقف الفيلم منهم.. أحدهم، فى تسجيل قديم، عقب انفجارات لندن، يؤكد استمرار الهجمات على الجميع، بمن فيهم من الأبرياء، طالما أن البريطانيين يرسلون أبناءهم لقتل أبناء شعوب أخرى.. قائل هذا الكلام العاجل، المبتسر، له لحية ضخمة، ملاحمه توحى بالقسوة، حوله مجموعة على شاكلته.. الفيلم يقدمهم كمجرد «أشباح» أما «المصلحة العظمى»، فتتمثل فى القضاء عليهم، بتآزر أجهزة الاستخبارات البريطانية، الأمريكية، الروسية.. إنه عمل مسطح، تقليدى، ينتهى بقتل الإرهابى الشبح، لكنه يعبر عن «فوبيا الإرهاب» التى تعبر عنها موجة من الأفلام الحديثة.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات