بيروت.. باريس.. أنقرة.. من سيدفع الثمن؟ - نادر بكار - بوابة الشروق
الأربعاء 17 أبريل 2024 1:00 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بيروت.. باريس.. أنقرة.. من سيدفع الثمن؟

نشر فى : الثلاثاء 17 نوفمبر 2015 - 8:35 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 17 نوفمبر 2015 - 8:35 ص

هل بإمكاننا اتساقا مع مبادئ شرعنا ونوازع فطرتنا أن نرفض اعتداءات باريس وفى الوقت نفسه نتساءل مجرد تساؤل عن تعاطف العالم مع نفس أعداد الضحايا فى نفس الأسبوع وعلى يد نفس المجرمين فى بيروت وأنقرة ومن قبلهما فى شرم الشيخ؟.. نعم يمكننا رغم كل إرهاب فكرى واقع أو محتمل.. نعم يمكننا أن نحزن على أبرياء غُدروا فى باريس وغدروا أيضا فى غيرها.

ما الفارق بين من روعوا هناك وبين من فزعوا هنا؟ ما الفارق بين من يتموا هناك ومن ترملوا هنا؟ الفارق حاضر فقط فى ذهن وقلب من جرت العنصرية فى عروقهم مجرى الدم، ولم تسعفهم أقلامهم ولا أفلامهم فى هذا الفارق الزمنى الضيق الفاصل بين انفجارات المدن الأربع المختلفة، لم تسعفهم لتغطية عورة العنصرية وستر خطيئة الاحتقار.

الذين قتلوا الأبرياء فى فرنسا لا يمثلون شيئا يُذكر..لا دين ولا فكر ولا رسالة..اللهم إلا رسالة غامضة يستخدمهم فى تحقيقها من يستفيد أكثر وأكثر من إزكاء نار الحرب فى بلادنا ويرهق كاهل أجيالنا الحالية والمستقبلية بالسعى المحموم فى حلقات لا تنتهى من تدمير الذات وهدم الأوطان.

الكراهية لا تصنع إلا كراهية، والتطرف يتصدى له تطرف مضاد.. هكذا فيزياء الحياة للأسف، وحينما يستولى على قيادة العالم المتطرفون من كل جانب فسيبذل كل واحد منهم قصارى جهده ليحرق الأرض بمن فيها على غريمه أولاً.. فنصحو يوما على حريق هائل كبير يلتهم من حولنا الأخضر واليابس ولا يرحم منا صغيرا أو عاجزا أو ضعيفا.

البحث عن شماعة الإسلام أو السنة أو حتى مسمى السلفية ليعلق عليها العجزة وصانعو الكراهية وتجار الدماء نتاج تلاعبهم بمصائر الشعوب المقهورة الكسيرة لن يجدى هذه المرة، ليس حديث العواطف والأمنيات لكنه استقراء واقع فشل صانعوه فى حبك الدور هذه المرة لتضييق الخناق على بلادنا وأوطاننا وأهلنا المشردين فى كل مكان.

حجم ضحايا باريس هائل.. وكذا حجم ضحايا مصر على مدى ثلاث سنوات من نفس الحوادث الإرهابية، ولبنان وتركيا.. أما سوريا فشعب كامل بالملايين يدفع ثمن إرهاب مجنون يقتل صبيحة كل يوم المئات وتسانده عصابات حزب الله وميليشيات إيران التى لا تقل دموية ولا تطرفا عن داعش.
ذكرت من قبل أنه من الظلم ادعاء أن العالم يكيل فى قضايانا بمكيالين.. بل هو مكيال واحد.. لكنهم يطففون الكيل ويُخسرون الميزان.