من إشراقات النبوة - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من إشراقات النبوة

نشر فى : السبت 18 يناير 2014 - 9:00 ص | آخر تحديث : السبت 18 يناير 2014 - 9:00 ص

ليس لى من خصال الخير ما أتقرب به إلى الله أعظم من حبى الجارف لرسول الله الذى ورثته عن أبى وأسرتى.. ثم ازداد عمقا فى المعتقل الذى حفر فى قلبى حب ذكر الله والصلاة على رسول الله.. واليوم تتجدد الذكرى مع رسولنا الكريم بهذه الكلمات التى أكتبها بقلبى ومشاعرى قبل قلمى:

يا سيدى يا رسول الله إراقة الدماء اليوم أسهل وأكثر من إراقة الماء.. وكأن أمتك نسيت قولك العظيم وأنت تشير إلى الكعبة:

«ما أعظمك وما أعظم حرمتك فوالله إن حرمة دم المسلم أعظم عند الله من حرمتك».

ونسيت تحذير تلميذك ابن عمر: «لايزال المؤمن فى فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما».

يا سيدى يا رسول الله ألا ترى أن أمتك اليوم لا تهتم بالدعوة إلى الله.. بقدر ما تهتم بالدعوة إلى الحزب أو الفصيل أو النصرة على السلطة أو الدعوة إلى الدنيا.

لقد نسينا يا سيدى يا رسول الله أنه أسلم على يديك فى حياتك الدعوية القصيرة التى لم تجاوز 23 عاما قرابة 5/1 مليون مسلم.

أما الصفوة والقيادات الذين ربيتهم يا سيدى فهم قرابة ثمانية آلاف بينهم ألف امرأة.. وهؤلاء سادوا خلال 30 عاما فقط مشارق الأرض ومغاربها.. وورثوا ملك الفرس والروم وغيرهما بالحق والعدل والقسط والرفق والرحمة.

يا سيدى: آلاف الشباب من أمتك يلحدون فى بلد الأزهر الشريف.. لأنهم فقدوا الداعية المتجرد عن الغرض والهوى الذى يحببهم فى الدين.. فالدعوة إلى الله فى انحدار رغم عظم إمكانياتها التكنولوجية.. فالداعية الحقيقى لا يهمه أن تكون ضمن أتباعه وحزبه.. لأنه يريد أن يضمك إلى ربك.. إنه لا يريد مالك أو صوتك فى الانتخابات أو وجودك إلى جواره فى الحزب أو التنظيم أو أن تعضده فى موقفه السياسى أو أن تنصره حتى يقفز إلى كرسى السلطة.

ولكن بعض الدعاة اليوم يريدك لنفسه أو لحزبه أو تنظيمه أو موقفه السياسى.. لا يهمه أن تكون صالحا أو عفيفا أو رحيما مادمت لست معه.. لذلك تجد ملايين المساجد وعشرات القنوات ومئات الكتاب والصحف الإسلامية ثم فى النهاية لا شىء.. فالأخلاق تسوء.. والرشوة والكذب والكبائر تزداد.. والإلحاد يزيد.. والدماء تنهمر.

يا سيدى يا رسول الله أكثر أمتك اليوم يريد توريث ابنه.. هذا يورثه الحكم.. وآخر يورثه فى القضاء أو النيابة أو الشرطة أو الجيش أو التدريس أو البنوك أو البترول.

وأنت يا سيدى لم تترك ولدا بعدك حتى لا يطمع أحد فى وراثة دعوتك ورسالتك ممن ليسوا أهلا لها.. وحتى تغلق الباب على من يظن أنك ورثت شيئا من الدنيا أو الحكم.

يا سيدى يا رسول لقد مت وفاضت روحك الشريفة ودرعك مرهونة عند يهودى فى صاع أو صاعين من تمر أو شعير.

إنك لم تورث دينارا ولا درهما ولكن ورثت دعوة تبلغ.. وعلما ينشر.. وهداية تبعث فى الآفاق.. فزهد الناس فى وراثة دعوتك وعشقوا المناصب والكراسى فتقاتلوا وتباغضوا.

لقد رعيت الغنم يا سيدى فى بداية حياتك.. وكأن ربك يريد أن يعلمك الرفق برعيتك.. فراعى الغنم لا يضربها أبدا.. ولكن يضرب الأرض ليسوسها ويزجرها ثم يحدوها ويتعلم السكينة والحلم منها.

يا سيدى يا رسول الله أنت الوحيد الذى يقول فى الآخرة «أمتى.. أمتى» فى الوقت الذى يهتف فيه الجميع اليوم «نفسى نفسى.. الكرسى الكرسى».

التعليقات