أربعة أيام فى برلين - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 10:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أربعة أيام فى برلين

نشر فى : السبت 18 أبريل 2015 - 9:00 ص | آخر تحديث : السبت 18 أبريل 2015 - 9:00 ص
  • بدعوة كريمة من الدكتور أشرف منصور، المؤسس الأول ورئيس مجلس الأمناء للجامعة الألمانية بالقاهرة، زرت برلين بصحبة مجموعة متميزة  من الإعلاميين المصريين لمدة أربعة أيام لحضور الملتقى  العربى الألمانى السادس للتعليم والتدريب.

 

على هامش الزيارة قابلت واستمعت إلى مسئولين  عرب وألمان حاليين  وسابقين  وإعلاميين وخبراء، وكانت الحصيلة هى الآتى:

التحول الرئيسى فى الموقف الألمانى من مصر، وقيام المستشارة أنجيلا ميركل  بدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لزيارة برلين تم لأسباب متعددة أهمها أن المانيا أدركت أن النظام فى مصر مستقر وأن إمكانية تغييره الآن شبه مستحيلة، وأن هذا الإدراك بدأ من واشنطن أولا، وهو ما يشير إلى أن ألمانيا لاتزال تنسق بقوة مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالشرق الأوسط.

وفى هذا الصدد قال مراقب لعلاقات البلدين إن ألمانيا سوف تبدأ من الآن فى التعامل المباشر مع السيسى  كرئيس قوى بعد أن ظلت أطراف إقليمية  ودولية تلعب دور الوكيل لهذا الملف  طوال السنوات الخمس الماضية. 

العامل الثانى هو رغبة ألمانيا فى الحصول على جزء من كعكة المشروعات الجديدة، خصوصا فى محور قناة السويس الجديدة، وقال لى خبير مختص بعلاقات البلدين إن شركة سيمنس لعبت دورا مهما فى إقناع المستشارة ميركل بتليين موقفها المتصلب بشأن مصر، لأن استمرار ذلك سيكبد برلين خسائر اقتصادية  فادحة لسنوات طويلة. والخبر السار أن عدد السائحين الألمان اقترب من رقم ٨٥٠ ألف سائح، وفى طريقه ليصبح كما كان فى عام ٢٠١٠. 

خلافا للنظرة الرومانسية الألمانية بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان ضغط لوبى كبير من السياسيين  والاقتصاديين الألمان على المستشارية بشأن إلغاء شرط تشكيل برلمان  مصرى أولا قبل استقبال السيسى، وقال هؤلاء إن المصالح العليا لألمانيا تسمو فوق كل الاعتبارات. 

 واعترف بعض هؤلاء بأن نظرتهم للأوضاع فى مصر كانت شديدة المثالية، حيث اكتشفوا أن الأوضاع على الأرض شديدة التعقيد وأن موقفهم قد يستفيد منه الإرهابيون وليس المؤمنون الحقيقيون بالديمقراطية. وقال دبلوماسى ألمانى سابق خدم فى معظم  المنطقة العربية إنه صار متأكدا أن الديمقراطية على النمط الغربى لن تتحقق فى هذة المنطقة إلا بعد سنوات طويلة لأسباب متعددة، لكن ليس معنى ذلك  أن يتم إعطاء رخصة للمستبدين لكى يستمروا  فى الحكم إلى مالا نهاية.

يضيف هذا الدبلوماسى أن هذا الخبر السيئ يحتم على قادة مصر والمنطقة أن يبدأوا فى تمهيد الطريق لديمقراطية حقيقية حتى لا يعود المتطرفون إلى الحكم بعد سنوات قليلة. 

يضيف المسئول أنه ليس معنى أن السيسى سيزور برلين بعد أسابيع قليلة أن الازمة بين البلدين قد انتهت تماما لكنها ربما بدأت فى الذوبان  والسبب ليس حب ألمانيا للإخوان، كما يعتقد البعض، بقدر إخلاصها للديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات ووجود برلمان قوى ومجتمع مدنى حقيقى، وبالتالى فإن برلين تتمنى أن تكون مصر حائط صد حقيقيا فى وجه التطرف والإرهاب وهذا الأمر لابد أن يتم بأوسع اصطفاف ممكن من القوى المؤمنة بالقانون والدستور والدولة المدنية. 

يقول دبلوماسى ألمانى آخر إن البعض أثار القبض على ومحاكمة بعض الألمان فى قضية منظمات المجتمع المدنى «كونراد اديناور» التى لاتزال موجودة  لكنها فى طريقها للتلاشى. 

سياسى مصرى قال لى إن مفتاح الحل موجود فى القاهرة  فعندما يكون هناك نظام قوى سوف يحترمك الجميع والعكس صحيح تماما. 

عماد الدين حسين  كاتب صحفي