نشرت صحيفة الإمارات اليوم مقالا للكاتب «علاء جراد» يتحدث فيه عن أهمية إنترنت «الأشياء»، فيقول إنه على الرغم من عدم استيعاب هذه التقنية بعد أو حتى فهم أبجدياتها، فقد ظهرت تقنية أحدث وأعقد، هى إنترنت «كل الأشياء» أو Internet of Everything، وهى أشمل من سابقتها، حيث سينتج نوع جديد من المعرفة والحكمة الرقمية، سيتولد من خلال الشبكة فائقة الضخامة، التى ستضم عشرات المليارات من الأجهزة والأشخاص والبرامج والأشياء على اختلافها، ولنأخذ مثالا بسيطا، وليكن شركة تأجير دراجات، وهى منتشرة جدا فى أوروبا، ففى هولندا مثلا يزيد عدد الدراجات على عدد السكان.
وفقا لمفهوم وتقنية إنترنت الأشياء، فإن وجود شريحة على الدراجة سيسهل تتبعها من الشركة، وسيخبر العميل (مؤجر الدراجة) بأقرب دراجة متاحة له، وسيوفر ذلك الوقت عليه، ووجود بث من قبل موقف الدراجات سيخبر أيضا العميل أين يمكنه إعادة دراجته، وربط ذلك بالبطاقة الإلكترونية سيتيح اقتطاع المبلغ المطلوب وفقا للساعات والدقائق التى استخدمها. أما وفقا لمفهوم إنترنت «كل الأشياء»، فسيتم احتواء كل المكونات فى النظام الأكبر، حيث سيتم التواصل بين نظام تأجير الدراجات ونظام القطارات وسيارات الأجرة ونظام الحافلات، وبالتالى ستتحدث تلك الأنظمة مع بعضها بعض، وتتبادل المعلومات، ففى حال تعطل أحد الأنظمة سيجد كل نظام طريقة للتكيف مع العطل، والاستفادة به لمصلحة العميل، ومصلحة الشركة أيضا، ليس هذا فقط، بل سيربط ذلك بنظام التنبؤ بحالة الطقس. وبالتالى فى الطقس المشمس يمكن رفع سعر تأجير الدراجات، لأن العملاء سيزداد عددهم، بعكس الطقس الممطر، حيث سيعدل السعر مباشرة وأوتوماتيكيا بناء على حالة الطقس.
ستتمكن الشبكة العملاقة، ليس فقط من تحليل البيانات، بل من إعطاء بيانات تنبؤية عن المستقبل، وبالتالى سيتم اتخاذ قرارات مرتبطة بمعطيات مستقبلية. الحقيقة أن هناك أمثلة كثيرة يمكن اعتبارها ضمن أفلام الخيال العلمى، ولكن ما سيحدث فعلا يفوق بمراحل أفلام الخيال العلمى، وقد بدأت المنظمات المعنية فى سن التشريعات، وعمل الدراسات اللازمة، فمثلا شكل الاتحاد الدولى للاتصالات ITU لجنة متخصصة (sg20) لوضع المعايير والقواعد المنظمة لإنترنت الأشياء والمدن والمجتمعات الذكية. وتقوم هذه اللجنة بدراسة سبعة مجالات محددة، منها مجال أمن المعلومات، الذى سيكون الهاجس الأكبر، فلنا أن نتخيل أن تتم السيطرة على تلك الشبكة وتوجيهها، أو فى مراحل متطورة أن تقوم الشبكة نفسها بالسيطرة والتحكم فى الإنسان، مثلما حدث فى فيلم The Eagle Eye أو عين النسر!

الإمارات اليوم ــ الإمارات