قميص الأهلى والزمالك - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:09 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قميص الأهلى والزمالك

نشر فى : الخميس 18 سبتمبر 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 18 سبتمبر 2014 - 8:00 ص

•• جرت فى نهر الكرة المصرية عمليات بيع وشراء لاعبين كبيرة، وبدت كأنها عمليات تطوير وتجديد لفرق، وإثراء مادى لفرق أخرى. وعلى الرغم من أن الموسم بدأ منذ أيام قليلة، فإن ظاهرة البيع والشراء لها تاريخ يقترب من ربع قرن على الأقل.. وكثير من صفقات البيع والشراء لم تسفر عن النتائج المرجوة، من حيث رفع كفاءة الفريق أو تعزيز صفوفه.. بينما نجد صفقات شراء لاعبين من الأهلى أو الزمالك ناجحة أو مؤثرة.. وتوصف بأن الناديين يفرطان فى نجومهم.. كيف يحدث ذلك وما هو الفارق بين صفقات الأهلى والزمالك من الأندية وصفقات الأندية من الأهلى والزمالك؟

•• الفارق هو القميص.. فاللاعب الذى ينتقل من نادٍ إلى أحدهما يجد نفسه مقيدا بجمهور يضغط ويحاسبه على كل لعبة وكل خطأ. بينما كان يلعب مع ناديه حرا، كعصفور لا يجد من يحاسبه مهما كان تغريده مزعجا. وهنا يكون قميص الأهلى أو الزمالك عبئا نفسيا، ومسئولية ثقيلة. بينما يتحرر لاعب الأهلى والزمالك عند رحيله من ذلك العبء ومن تلك المسئولية. وعندكم عشرات الأمثلة للاعبين تألقوا مع أندية جديدة عند رحيلهم عن الفريقين الكبيرين.. وعشرات الأمثلة للاعبين لم ينجحوا عند انتقالهم للأهلى أو الزمالك.. لكن هناك بعض الاستثناءات..

•• انتقال أبوتريكة من الترسانة إلى الأهلى من أهم الأمثلة على هذا النجاح، وهو كان هدافا ونجما مع فريقه قبل الرحيل للأهلى. وتم توظيف مهاراته بما يتناسب مع أسلوب لعب الأهلى، وهو الأسلوب الذى تغير بعد اعتزال أبوتريكة. وهو صاحب موهبة مميزة للغاية تضعه مع محمود الخطيب فى صدر المواهب فى تاريخ الكرة المصرية قياسا أيضا بظروف العصر المتطور الذى طرأ على اللعبة لاسيما من جانب السرعات، فكان أبوتريكة صانع ألعاب وهدافا، وهو يصنع تمريراته بسرعة وبمهارة، ويقرر قبل استلامه للكرة إلى أين وإلى من يوجهها.. لذلك كان أبوتريكة من الحالات الخاصة.. وبجواره بعض النماذج الأخرى، لكنها ليست مثله..

•• إن شراء لاعب جديد للأهلى أو للزمالك قياسا على مستواه مع فريقه فإن ذلك المقياس لا يصلح معيارا، لأن هذا اللاعب الجديد قد يلعب مع فريق له أسلوبه لا يتفق مع أسلوب لعب الفريقين الكبيرين. كما أن المهاجم الذى يلعب مع الشرطة أو إنبى أو الجونة لا يجد نفس القدر من الرقابة التى تحاصره وهو يلعب للأهلى والزمالك. والأمر نفسه يسير على المدافعين ولاعبى الوسط فالمهام هناك أوسع واكبر، وأخطر فى مسألة الحساب الجماهيرى.. ثم إن المعيار الأول هو المركز والسرعات فى زمن الكرة الجديدة، وقدرة اللاعب على مواجهة الضغوط. ويبقى هنا تشجيع جماهير الأهلى والزمالك ومساندتها اللاعبين الجدد لرفع العبء النفسى وإزالته من على أكتافهم..

•• أخيرا هناك معيار لا نستخدمه فى تقييم أداء اللاعبين. وهو القياسات الرقمية وتحليلها. وعلى سبيل المثال فى مباراة أرسنال وبروسيا دورتموند الأخيرة بدورى أبطال أوروبا التى انتهت بفوز الفريق الألمانى 2/صفر لعب أوزيل 33 تمريرة واكتمل منها 18 تمريرة فقط. وكانت نسبة نجاح تمريرات رامسى 67.6% أمام دورتموند بينما كانت النسبة 88.2 % أمام مانشستر سيتى.. وهذا فارق مهم بين أداء لاعبى وسط مهمين فى أرسنال وفارق مهم بين مستوى دورتموند وضغط لاعبيه، وبين مستوى سيتى وضغط لاعبيه.. هل يقوم المدربون بمثل تلك القراءات الرقمية ويحللونها؟!

•• الموضوع ليس فقط قميص الأهلى والزمالك..؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.