عمرو موسى ودار الشروق.. والقوة الناعمة لمصر - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:52 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عمرو موسى ودار الشروق.. والقوة الناعمة لمصر

نشر فى : الإثنين 18 سبتمبر 2017 - 9:50 م | آخر تحديث : الإثنين 18 سبتمبر 2017 - 9:50 م
على منصة حفل توقيع مذكرات السياسى الكبير عمرو موسى مساء الأربعاء الماضى فى إحدى القاعات الكبرى بالفندق التاريخى ماريوت، كان هناك مشهد يستحق التسجيل.
عمرو موسى ــ الذى شغل منصب أمين عام الجامعة العربية بعد خروجه من وزارة الخارجية ــ كان يتوسط أمينين عامين للجامعة العربية هما السابق الدكتور نبيل العربى، والحالى السفير أحمد أبوالغيط.. وبجوارهم المفكر السياسى الكبير مصطفى الفقى الذى شغل منصب مدير مكتب الرئيس الأسبق مبارك للمعلومات، وكان أحد المرشحين الأساسيين لتولى منصب أمين عام الجامعة العربية بعد خروج عمرو موسى ونبيل العربى، إضافة للسياسى الفلسطينى الكبير ووزير الخارجية السابق الدكتور نبيل شعث.
على هذه المنصة كان يجلس المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة الشروق ودار الشروق، الذى تحدث عن موسى والمذكرات وقدم الضيوف ايضا، وبجواره السياسى الكبير «دولة الرئيس» فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق، الذى تحدث مطولا ليس فقط عن عمرو موسى ولكن عن الوضع العربى الشامل، والأمل فى دولة عربية ديمقراطية مدينة تخرج العرب من أزمتهم الوجودية.
كان هناك فى الاحتفال ستة وزراء خارجية هم موسى وأبوالغيط والعربى ونبيل فهمى ومحمد كامل عمرو ومحمد العرابى. وكان يفترض وجود الوزير الحالى سامح شكرى لولا سفره للخارج.
فى هذه الليلة كان هناك تجسيد حقيقى لفكرة القوة الناعمة لمصر. كان هناك قياديان وفديان هما رئيس الحزب الحالى الدكتور السيد البدوى ورئيس الحزب السابق محمود أباظة، ومعهما القيادى الوفدى وابن العائلة الوفدية العريقة الوزير السابق منير فخرى عبدالنور.
كان هناك الرئيس السابق لمكتبة الإسكندرية د. إسماعيل سراج الدين والرئيس الحالى الدكتور مصطفى الفقى.
كان هناك العديد من السياسيين والكتاب والصحفيين والادباء ورجال الاعمال والفنانين والسفراء البارزين، مثل الدكتور أحمد هيكل ومحمد أبوالغار وحمدين صباحى وحسن يونس وعماد ابوغازى وصلاح منتصر وزاهى حواس وعبدالله السناوى وعبدالعظيم حماد وصلاح دياب وشكرى فؤاد وشريف عامر ومحمود مسلم وجلال مصطفى السعيد وعزت العلايلى وعلى الدين هلال وسليمان وهدان وعمرو الشوبكى ومحمد المخزنجى وياسر رزق ويحيى قلاش وجمال فهمى وابراهيم منصور وعمار على حسن وسليمان جودة ومفيد فوزى.
الذين تحدثوا فى هذه الليلة أوفوا عمرو موسى بعضا من حقه، فالرجل ــ تتفق معه أو تختلف، تحبه أو لا ــ فهو علامة مميزة وبارزة فى مسيرة الدبلوماسية المصرية والعربية.
عمرو موسى قيمة دبلوماسية كبيرة، وكنت أتمنى أن يتم الاستفادة من خبراته وكفاءته وآرائه وأفكاره. ليس بالضرورة فى منصب تنفيذى، ولكن بأى صورة من الصور. لانه نموذج حقيقى للقوة الناعمة. ولذلك أعجبنى ما قاله، فرغم عروبته الواضحة، فهو مصرى حتى النخاع، وتجلى ذلك حينما راح يعدد رموز مصر الكبار من أحمد شوقى وطه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ إلى أم كلثوم وطلعت حرب وعبدالوهاب وعشرات القامات الفنية والفكرية والاقتصادية.
وهنا تحديدا أتمنى أن نفرق بين احترامنا للقامات فى مجتمعنا وخلافنا معها. من حق الجميع أن يختلف مع عمرو موسى السياسى ومع آرائه. لكن شرط ألا يصل ذلك إلى حد التجريح وإهالة التراب على مجمل دوره وتاريخه. لا أحد منزها عن الخطأ. لكن علينا أيضا أن نتعود على الاحترام فى إدارة الخلافات والاختلافات.
نحن فى أمس الحاجة إلى تعظيم رموزنا والمحافظة عليها. 
شكرا للسياسى الكبير عمرو موسى على هذه المذكرات الثرية والغنية بالمعلومات والآراء والأفكار والرؤى.
شكرا للصديق والزميل خالد أبوبكر مدير تحرير الشروق على جهده الدءوب فى تحرير وتوثيق وتحقيق هذه المذكرات.
شكرا للمهندس إبراهيم المعلم ولدار الشروق على تميزها وريادتها فى أن تقدم للقراء المصريين والعرب هذا النهر المتدفق من الاعمال المميزة خصوصا السلسلة الطويلة من السير والمذكرات الشخصية والتاريخية من نوبار باشا أول رئيس وزراء لمصر ونهاية بحازم الببلاوى آخر رئيس وزراء مصرى سابق مرورا بكمال حسن على وكمال الجنزورى وإسماعيل فهمى وبطرس بطرس غالى وعصمت عبدالمجيد ونبيل العربى وفرح ديبا وجيهان السادات وكورت فالدياهم وفاتن حمامة، وعشرات آخرين.

 

عماد الدين حسين  كاتب صحفي