أهمية وسائل الإعلام الاجتماعى لأقسام الكليات - قضايا تعليمية - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 2:47 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أهمية وسائل الإعلام الاجتماعى لأقسام الكليات

نشر فى : الأحد 18 أكتوبر 2015 - 8:10 ص | آخر تحديث : الأحد 18 أكتوبر 2015 - 8:10 ص

نشرت مجلة الكرونوكيل للتعليم العالى، مقالا للكاتبة راشيل هيرمان، محاضرة دكتوراه فى التاريخ الأمريكى الحديث، بكلية العلوم الإنسانية فى جامعة ساوث هامبتون، الذى يسلط الضوء على ضرورة اهتمام أقسام الكليات واستغلالها لوسائل التواصل الاجتماعى فى التواصل مع الطلاب منذ الدراسة حتى بعد التخرج، وتطرح فى ذلك تجربتها بجامعة ساوث هامبتون. فعندما بدأت هيرمان تشغيل حساب القسم الذى تعمل به على «الفيس بوك» لم يكن لديها سبب واضح لذلك. مجرد شعور غامض بأن من الضرورى ان يكون لكل قسم فى القرن الحادى والعشرين صفحة على «الفيس بوك». وبعد إضافة حساب تويتر الصيف الماضى، وسلسلة بودكاست أخيرا، وجدت بعض الوقت للتفكير فى أهمية صفحات وسائل الإعلام الاجتماعية للأقسام.

 وقد استنتجت أن وسائل الإعلام الاجتماعية أمر بالغ الأهمية ليس فقط لأنها توفر وسيلة سريعة لتبادل المعلومات، ولكن أيضا لأنها تجعل عمل هيئة التدريس أكثر شفافية.
ولعل أبرز أسباب أهمية وسائل الإعلام الاجتماعية، أنها تعنى إمكانية متابعة إنجازات أعضاء هيئة التدريس والطلاب بسرعة. خصوصا عندما تم تجديد موقع جامعتى على شبكة الإنترنت، حيث كان الوصول إلى نافذة بديلة ضروريا لنشر المعلومات حول التخرج وتوجهات السنة الأولى ــ وكذلك أى منشورات للزملاء، أو ورش العمل، أو المعارض.
 ومع ذلك، يظل «الفيس بوك» و«تويتر» أسرع الخيارات حتى عندما يكون كل شىء على ما يرام. ففى جامعة ساوث هامبتون إذا كنت تريد تحديث بياناتك الشخصية على موقع أعضاء هيئة التدريس، يجب عليك ملء النموذج الذى يحصل على الموافقة من قبل الزميل المسئول عن التسويق، وبعد ذلك تنتقل إلى موافقة إدارية إضافية. وفى بعض الأحيان تكون العملية سريعة، ولكن فى بعض الأحيان قد تستغرق أسبوعا لتغيير أى بيانات. لكنك لا تحتاج إلى ملء استمارة قبل تبادل المعلومات فى «الفيس بوك» أو «تويتر»، إلا إذا كنت تنشر مقابلة مع طالب.

***
وتؤكد هيرمان إمكانية استخدام «الفيس بوك» و«تويتر» بطرق مختلفة، لكن بالنسبة للحسابين حاولت خلق مساحات رقمية تتيح للطلاب والموظفين والخريجين والأساتذة الاستمتاع بها معا. وعلى كل منها، أنشر معلومات حول الأحداث القادمة، ومشاركة الصور المتعلقة بأمور مختلفة مثل المحاضرات لأعضاء هيئة التدريس ومباريات الكريكيت للطلاب. ولدى «فيس بوك» و«تويتر» صفحات التحليلية، أتيحت لمعرفة أى أنواع الموضوعات أكثر جذبا للقراء.
 كما يمكن استخدام «تويتر» للتفاعل مع الطلاب الحاليين والسابقين عندما يكتبون عن إنجازاتهم، وتبادل الأخبار عن الكلية التى تعمل بها، وإعادة نشر الموضوعات التاريخية التى تلقى اهتماما عاما. وكان من المفيد النقل الحى للمحاضرات الرئيسية التى لا يستطيع الجميع حضورها، فضلا عن المعلومات عن جلسات يوم القبول بالأقسام. حيث يتقدم الطلاب فى إنجلترا للتخصص قبل دخول الجامعة، ولدى معظم الأقسام ضوابط للقبول، لذلك تُنظم أيام القبول المختلفة على مدى السنة.

وتقوم هيرمان بنشر الصور ذات الصلة، وإجراء مقابلات مع أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وإعلانات الحدث تفصيلا، والأخبار عن المنشورات والمنح، بمساعدة العديد من الزملاء، كما تنظم «دردشة» حية لطلاب السنة الثالثة الذين يعدون الرسائل النهائية. حيث كان لديهم العديد من الخريجين المستعدين للإجابة على الأسئلة التى يطرحها زملاؤها حول كتابة الأطروحة وعملية البحث.
***
 وتبين هيرمان أن «الفيس بوك» و«تويتر» يوضحان حقيقة أن أعباء هيئة التدريس تتجاوز التدريس. فإعلانات المحادثات التى ننشرها والمواد التى نكتبها، والمعارض التى ننظمها، والزمالات التى كسبناها، وظهور وسائل إعلامنا تؤكد أن البعض يعمل وفق تعاقدات يخصص نحو نصف الوقت فيها للبحث.

 وتشير هيرمان إلى ما كتبته فى هذا الصيف على «تويتر» عن الزملاء الذين يحضرون المؤتمرات، أو يتحدثون فى الإذاعة أو ينشرون مقالات رأى فى المطبوعات الرئيسية. ففى زمن يتزايد فيه الرسوم التى يدفعها الطلاب، من المهم التأكيد على أن التعليم جزء من كونك مؤرخا، ولكن الأمر له أبعاد أخرى. وينبغى أن يدرك الطلاب «والجمهور» أن هناك مجموعة من المسئوليات الأخرى على عاتق أعضاء هيئة التدريس، ليس لها فى بعض الأحيان علاقة بالفصول الدراسية.

وبطبيعة الحال يصاحب حماس هيرمان لوسائل الإعلام الاجتماعية بعض المحاذير:
هناك حاجة إلى نظام لإدارة وسائل الإعلام الاجتماعية الخاصة بالقسم الذى تعمل فيه. فهيرمان تستخدم عدة حسابات على تويتر، وتستخدم تويت دك لتتبعها. ويتيح لها تويت دك أن ترى التغريدات على تويتر أو العبارات التى تحتوى على «ساوثامبتون» أو «التاريخ». وعندما يكون لدى الطلبة تساؤلات، يمكنها الإجابة عليها أو توصيلهم إلى شخص يمكنه الإجابة. ويمكنها استخدام تويت دك و«الفيس بوك» لجدولة المشاركات فى وقت مبكر، لدرجة لا تضطر معها البقاء دائما على الإنترنت. كما تستخدم تويت دك لإنشاء «قوائم» من أساتذة التاريخ وغيرهم من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة حتى أستطيع أن أتبع الكثير من الناس مع الحفاظ على جدول زمنى أصغر يمكنها من جمع المحتويات التى يمكن إعادة نشرها.

***
وتكشف هيرمان، أن إدارة هذه الحسابات تستغرق وقتا طويلا، وبذلك يجب اعتباره دور الإدارى فى إدارتك. وحتى فى الأيام التى تخلو من أى تخطيط لمشاركات، تمضى نحو نصف ساعة فى تشغيل الحسابات. وفى الأيام التى تكتب فيها تغريدات حية أو تنشر محاورات مع الطلاب، تقضى وقتا أكثر.

ويتعين إعطاء الشخص المكلف بإدارة هذه الحسابات ملفا كاملا به تعليمات مفصلة حول ما يجب نشره بانتظام «معلومات حول المحاضرات وأيام القبول، وحجوزات الفعاليات»، وما يتعين نشره فى أوقات معينة من السنة «رسالة للخريجين والمعلومات ترحيب للطلاب الجدد، روابط لسياسات القبول فى الجامعة»، ومن هو المسئول عن كل ذلك. يجب أن يحتوى الملف أيضا على نصائح، مثل جدولة تغريداتك بحيث تظهر خلال خمس دقائق بعد انتهاء مواعيد الدراسة، عندما يقوم الطلاب بفحص هواتفهم، أو فى فترة ما بعد الظهر، حيث إن معظم الطلاب يتصفحون «الفيس بوك» فى ذلك الوقت.

 ويجب أن يكون الشخص الذى يدير الحساب على علم بأحوال القسم. فيمكن أن تعطى المسئولية عن وسائل الإعلام الاجتماعية لطالب الدراسات العليا، باعتبارها بناء للسيرة الذاتية وتدريب على الاحتراف. ولكن حجم العمل يمكن أن يتراكم إلى درجة أن الطالب لابد أن يتم تعويضه عن وقته. هذا ليس دور إدارى كبير بأى وسيلة، لكنه أيضا ليس بالضرورة أفضل دور للوافدين الجدد إلى القسم، مالم يكونوا يعملون كجزء من فريق وسائل الإعلام الاجتماعية. وقد تصبحت هذه المهمة أسهل مع التعرف على الجامعة والأشخاص المناسبين للاتصال عند مشاركة شىء على نطاق أوسع.
***
 وتؤكد هيرمان احتياج هذا الدور إلى الحماية. حيث يجب وضع احتياطات يمكن اتخاذها فى حالة شعور زميل معين بأن عمله، أو عملها لم يقم الشخص الذى يدير الحسابات على وسائل للإعلام الاجتماعى بإبرازه. ومن الضرورى تلقى الدعم من رئيس القسم. وقد شجعها رئيسها على تقديم برنامج تعليمى عن «كيفية استخدام تويتر». وطلبت من عدة أصدقاء على تويتر الأصدقاء المساعدة أثناء حديثها، فعندما طرحت سؤالا عن سبب استخدامهم تويتر، كانوا على استعداد للتعاون للتأكيد على مدى السرعة التى يمكن أن تعمل بها وسائل الإعلام الاجتماعية.

 ويجب أن تكون القواعد المنظمة قليلة بقدر الإمكان. حيث تكمن ميزة وسائل الإعلام الاجتماعية الخاصة بالأقسام فى خلوها نسبيا من العلامات التجارية، ويتم تسويقها من مواقع الجامعات الرسمية على الإنترنت. وينبغى أن تتميز الصفحات على «الفيس بوك» و«تويتر» ببعض الخصوصية. ففى اللحظة التى تبدأ فيها الجامعة طلب النشر حول أشياء معينة أو عدد معين من مرات فى اليوم، فى حسابات الأقسام، أو أن تقدم تقريرا عن إحصاءات معينة، يبدأ الإحساس بأن هذه الحسابات وهمية. لكن من المفيد أن تجمع الجامعة كل المسئولين عن إدارة حسابات الأقسام على وسائل الإعلام الاجتماعية فى غرفة واحدة، لتبادل الافكار حول ما ينشر على «تويتر»، ومناقشة ما ينشر أو لا ينشر على حساب الجامعة الرئيسى.
***

 وتنهى هيرمان مقالها بنصيحة تقدمها لمن يدرسون إنشاء حساب للأقسام على «تويتر» أو «الفيس بوك»، بأن بدء الفصل الدراسى هو الوقت المناسب للقيام بذلك مع موجة جديدة من الطلبة الجدد تقدم طريقة سهلة لكسبهم. ولا شك أن وسائل الاعلام الاجتماعى تتغير بسرعة، وليس هناك من يتوقع أن يظل «الفيس بوك» أو «تويتر» قائما بعد عشرة أعوام. ولا شك أن عدم وجود حساب على وسائل التواصل الاجتماعى، وينطوى على خطر النظر على قسمك على أن الزمن قد تجاوزه. والأهم من ذلك، وسائل التواصل الاجتماعية ترفع أصوات الطلاب، وتزيل الغموض حول العمل الأكاديمى، وتضع قسمك على الخريطة.

التعليقات