متى يعود شفيق إلى القاهرة؟ - محمد سعد عبدالحفيظ - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:21 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

متى يعود شفيق إلى القاهرة؟

نشر فى : السبت 18 نوفمبر 2017 - 8:35 م | آخر تحديث : السبت 18 نوفمبر 2017 - 8:35 م

فى منتصف عام 2015، نشرت جريدة «الشروق» تقريرا تصدر الصفحة الأولى تحت عنوان «من النظام إلى الفريق شفيق: لا عودة ولا سياسة.. ولأعوانه: اتلموا»، وفى المتن نقلت زميلتنا الصحفية المخضرمة دينا عزت عن مصادر سياسية رفيعة رسالة من دوائر السلطة فى القاهرة إلى المرشح الرئاسى السابق المقيم فى الإمارات بأن عليه أن يوقف النشاطات التى يقوم بها ويسعى من خلالها للتواجد على الساحة السياسية.
رسالة السلطة إلى شفيق جاءت عقب رصد اجتماعات ولقاءات جمعته مع شخصيات مهمة ورجال أعمال وسياسيين يعملون فى مراكز تابعة لوزارتى الدفاع والخارجية الأمريكية، بحسب التقرير المشار إليه.
ترك شفيق مصر بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية منتصف عام 2012 والتى فاز فيها منافسه الإخوانى محمد مرسى، بدعوى أداء عمرة وصفها البعض على سبيل السخرية بأنها أطول عمرة فى التاريخ.
بعد سقوط الإخوان تخيل البعض أن أبواب القاهرة ستفتح أمام الوصيف الرئاسى السابق، فخصومه الذين سعوا إلى الانتقام منه عبر ملاحقته بالدعاوى القضائية عادوا إلى السجون مرة أخرى، ونظريا لا يوجد بينه وبين السلطة الجديدة فى مصر خلافات تستدعى بقاءه فى منفاه.
مع الوقت اتضح أن من يضع قواعد معادلة الحكم الجديد لا يرغب فى عودة الفريق الغائب، خاصة بعد انتشار تسريب منسوب لشفيق ينتقد فيه الانتخابات الرئاسية الماضية التى حسمها الرئيس السيسى. وتعقدت الأمور أكثر فأكثر عقب ظهور حملة «أنت الرئيس» مطلع 2015 وانتشار بوسترات «عايزين شفيق رئيس» فى شوارع وسط البلد تطالب بتمكينه من رئاسة الجمهورية، بزعم أنه اﻷحق بها لتزوير الانتخابات الرئاسية 2012 لصالح منافسه محمد مرسى.
وبالرغم من إصرار بعض المحسوبين على الطرفين على عدم وجود أى صراعات أو رسائل تحذير، إلا أن شفيق خرج بتصريح إعلامى ألمح فيه إلى حقيقة ما يدور، فعندما سئل عن تخوفه من الرجوع إلى مصر، قال: «المقاتل لا يترك رقبته لأعدائه عشان يطيروها»، حينها كان اسم الفريق على قوائم الترقب والوصول لاتهامه فى عدد من القضايا، إلا أنه فى نهاية العام الماضى صدر قرار برفع اسمه من تلك القوائم بعدما انتهت جميع القضايا المتهم فيها إلى البراءة أو الحفظ.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية عاد اسم شفيق يتردد مرة أخرى فى الدوائر السياسية باعتباره المرشح الأقوى الذى يستطيع أن يخوض المعركة أمام الرئيس الحالى، خاصة بعد زوال العوائق القانونية التى تمنعه من العودة أو الترشح فى الاستحقاق الرئاسى المقبل.
قبل أيام قليلة نقل لى سياسى بارز مقتطفات من مكالمة هاتفية دارت بينه وبين شفيق ناقشا فيها قرار الأخير بالترشح فى الانتخابات من عدمه، وقال شفيق إنه مازال يدرس الأمر ويستشرف ردود الفعل الداخلية والخارجية، مشيرا إلى أنه لو اتخذ القرار فلن يعلنه من مقر إقامته الحالى بالإمارت حتى لا يحرج أحدا، وسيعلنه من إحدى العواصم الأوروبية.
«شفيق يتابع بدقة ما يجرى على الساحة المصرية، ويرى أن السلطة الحالية دخلت فى متوالية من الإخفاقات تستدعى طرح بديل حقيقى يملك برنامجا للإصلاح السياسى والاقتصادى يملك تحقيقه خلال فترة رئاسية واحدة يرحل بعدها ليفتح الباب أمام مرحلة جديدة»، قال السياسى الذى هاتف الفريق أخيرا.
المعادلة الإقليمية المضطربة، والأحوال المعيشية الصعبة التى سببتها القرارات الاقتصادية للحكومة الحالية، قد تغرى الفريق لإعلان خوضه المعركة الرئاسية التى يراها «محسومة لصالحه فى حال أجريت بنزاهة»، لكن هل سيسمح له أصدقاؤه فى الإمارات بالخروج لإعلان قراره؟!، وهل ستسمح السلطة له بالعودة إلى القاهرة ليمارس حقه الدستورى والقانونى؟!

التعليقات