ملاحظتان حول استفتاء ٢٠١٤ - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 1:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ملاحظتان حول استفتاء ٢٠١٤

نشر فى : الأحد 19 يناير 2014 - 8:20 ص | آخر تحديث : الأحد 19 يناير 2014 - 8:20 ص

١ــ حين جاءت نسبة مشاركة الناخبات والناخبين فى استفتاء دستور ٢٠١٢ حول ٣٣ بالمائة، سجلت قولا وكتابة أن مثل هذه النسبة المتدنية لا تعطى الدستور مساحة القبول الشعبى اللازمة لاعتباره وثيقة محل تراضٍ مجتمعى وأن مشاركة لا تتجاوز حدود ثلث الهيئة الناخبة المصرية تنزع عن الدستور الطبيعة التوافقية. ولم أكن حينها الصوت الوحيد الذى سجل ذلك، بل تبنى هذا الرأى أيضا العدد الأكبر من السياسيين والكتاب والإعلاميين الذين كانوا فى مواقع معارضة دستور ٢٠١٢ وتحولوا اليوم إلى مدافعين شرسين عن الوثيقة الدستورية ٢٠١٣ التى شارك فى الاستفتاء عليها نسبة (وفقا للمعلومات المتاحة وقت كتابة هذه الأسطر) لم تتجاوز ٣٨ بالمائة من الناخبات والناخبين.

٢ــ حين أقر دستور ٢٠١٢ فى الاستفتاء الشعبى، سجلت أن موافقة أغلبية الناخبات والناخبين الذين شاركوا فى الاستفتاء على الدستور لا تغير من فساد نص دستورى لا يضمن حقوقنا وحرياتنا ولا يضع للدولة وللمجتمع وللمواطن ولعلاقاتهم بناء ديمقراطيا واضحا ويضع المؤسسة العسكرية كدولة فوق الدولة ويفتح أبواب مصر أمام الفاشية الدينية. ولم أكن بكل تأكيد الصوت الوحيد المدافع عن هذه القناعة، والتى أسست عليها مواصلة رفض دستور ٢٠١٢ بعد الاستفتاء عليه، بل عبر عنها أيضا العدد الأكبر من السياسيين والكتاب والإعلاميين ذوى لافتات الدولة المدنية والليبرالية واليسار الديمقراطى والذين تحولوا إلى المشاركة فى صناعة وتأييد الوثيقة الدستورية ٢٠١٣ التى تنتقص من حقوقنا وحرياتنا ولا تضع بناء ديمقراطيا للدولة ولعلاقاتها بالمجتمع وبالمواطن وتضع المؤسسة العسكرية كدولة فوق الدولة ولم تباعد فقط إلا بيننا وبين خطر تسلط الهيئات الدينية علينا. ليس فقط أن هذا العدد الأكبر من السياسيين والكتاب والإعلاميين ذوى لافتات الدولة المدنية والليبرالية واليسار الديمقراطى شارك فى صناعة الوثيقة الدستورية والترويج لتأييدها، بل إنه يطالبنا اليوم بالصمت وبالكف عن رفض الدستور بعد أن استفتى عليه الشعب.

فسبحان مغير الأحوال!

غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات