البيت لنا والقدس لنا - محمد مكى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:45 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البيت لنا والقدس لنا

نشر فى : السبت 19 مايو 2018 - 9:35 م | آخر تحديث : السبت 19 مايو 2018 - 9:35 م

كل ما غير الحق والعدل عابر مهما ارتفع واستمر، يؤمن العرب والمسلمون بعروبة القدس وأن القدس لهم حتى لو طال وقت الاحتلال والظلم، أنها سوف تعود إليهم، وما حدث على يد الخليفة عمر بن الخطاب، والناصر صلاح الدين الأيوبى قابل للتكرار طالما تحققت الأسباب.. وأن حطين وعين جالوت وسيناء أماكن شهدت انتصارات بعد نكسات؛ لكن السؤال الأهم: هل الأجيال الموجودة تستحق النصر وتسعى إلى تحقيق أسبابه؟ ما يحدث على أرض الواقع يقول إن الهيمنة الصهيوينة والأمريكية استغلت حالة الضعف غير المسبوقة وفعلت ما أرادت دون أدنى رد فعل عربى وإسلامى، تمثل أقصاه فى صورة لسفير دولة الاحتلال وهو يخضع للتفتيش فى مطار إسطنبول بعد المغادرة بناء على طلب تركى.. فى مشهد استعراضى مكرر لتحريك مشاعر العامة.

الأيام الماضية أظهرت أننا ــ كعرب ــ مشغلون بشأننا الداخلى الملىء بالكوارث، وأن الفلسطينيين وحدهم هم من يدافعون عن القدس، التى رفضت حكومات عربية متتالية ما يحدث لها الآن، ليس خوفا من الشارع، والرأى العام كان متعافيا بعض الشىء ومفعما بالحيوية لكل ما هو عربى ودينى، لكن قناعة بأنه فى صالح الأمن القومى العربى وحفظا لعروشهم من محتل لن يجد أى غضاضة فى إزاحتهم فى أى وقت، وبعضهم الآن لا يستغرق خروجه من الحكم أكثر من أسبوع فى حالة رفع الحماية والحصانة الأمريكية عنهم، مثلما قال المقامر الواضح «ترامب» الذى استفاد وما زال من المال العربى ويشارك فى سفك دماء أبنائه، وأعطى لعدوهم ما لم يسبقه اليه غيره.

ما حدث فى الأسبوع الماضى أكد زيف كثير من الحركات والأحزاب السياسية ودعاة القومية وعروبة فلسطين وخطاب شيوخ السلفية من إيهام الناس بأنهم ينشئون ما سموه «جيل الصحوة». وشهدت عيونهم نكسة أكبر من مهزلة 48 و67، وأكدت أن فساد النخب التى احتفلت بسبعين عاما على دولة الكيان الغاصب بالقرب من ميدان التحرير هى التى انتصرت فى حقبة حكام تلك الفترة.

ومن المفارقات التى تدهش تاريخ الجيل الحالى أن الجيوش العربية هى الاكثر استيرادا وتنوعا للسلاح، ومصانع امريكا وبعض الدول الأوروبية التى كان بعضها أوشك على الغلق حققت فوائض وارباحا من عملياته مع زعماء يرفعون أسلحتهم فى وجه شعوبهم، أملًا فى إطالة فترات حكمهم التى يقول التاريخ إنها إلى زوال، وإن عدوهم اصبح يتلاعب بهم واحدا تلو الآخر، ويخلق لهم اعداء، ويؤكد على صداقته، فى حين يقتل فى يوم واحد اكثر من ستين شخصا فلسطينيا لا جريمة لهم إلا تمسكهم بأرضهم وحماية بيت المقدس.

من فوازير رمضان

●● الإفراج عن نخنوخ، وحبس شادى الغزالى حرب، وتهديد وزير النقل بالاستقالة فى حالة التراجع عن زيادة أسعار المترو المرفق الخدمى، ولم يستَقِل عقب وقائع موت الناس فى حوادث القطارات، وهزيمة الأهلى وفوز الزمالك بالكأس، كلها من فوازير رمضان التى أصبحنا نعايشها طوال العام.

●● دعم المرافق الخدمية خاصة لمحدوى الدخل، يعد توازنا اجتماعيا وسياسيا حافظ عليه رؤساء مصر السابقين بدرجات مختلفة، وهو أمر ليس ترفا، فلابد أن نعطى الناس شيئا يشعرهم أننا نقدِّر حجم المعاناة.. من الممكن تأجيل مشروعات القصور إلى فترة أخرى، وليس معنى أن المرفق يخسر أن نحمله على محدوى الدخل من رواد المترو.. هناك مصادر أخرى لوقف النزيف.

●● معظم المصريين ليسوا طالبى السلطة ولكنهم يسألون كيف نعيش، ولن يصدقوا أن غدا أفضل طالما استمر الواقع مريرا.

كل عام أنتم بخير.. والعام المقبل الآمال محققة.

التعليقات