فى زمن الجنون كن عاقلا - مصطفى النجار - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:26 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى زمن الجنون كن عاقلا

نشر فى : الجمعة 19 يوليه 2013 - 9:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 19 يوليه 2013 - 9:10 ص

اتسق مع مبادئك

مبادئك ثابتة لا تتغير مهما تغير الناس حولك، ترجع كل يوم إلى قيمك لأنها مرجعيتك وتخرج أحكامك على كل ما حولك استنادا إلى هذه المبادئ، لا يعنيك أن الحق اليوم مع أصحابك أو مع أعدائك، كن مع الحق دوما أينما كان، وسر معه أينما سار، ستخسر بعضا من هؤلاء ممن يريدونك أن تميل بميلهم أو تخضع لأهوائهم ولكن لا يعنيك هؤلاء، لا تخسر نفسك أبدا واهتف من أعماقك.

فليت الذى بينى وبينك عامر وبينى وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هين وكل ما فوق التراب تراب

اضبط عاطفتك

لا تتطرف فى حبك أو بغضك لشخص أو فكرة، فبغيضك اليوم قد يكون حبيبك غدا وحبيبك اليوم قد يكون بغيضك، أما أفكارك فقد تتغير من النقيض إلى النقيض لأن حياتك رحلة تصطحب فيها أفكارا وتسقط أفكارا أخرى وما تنتقده اليوم قد تتبناه غدا اذا نظرت للأمور من زاوية أخرى، لذا فضع فى داخلك أن رأيك صواب يحتمل الخطأ ولا تدعى امتلاك الحقيقة المطلقة حتى لا تحبس نفسك داخل اطار أفكارك وتنعزل عن العالم بما تعتقده، كلما امتلكت المرونة لتغيير قناعاتك التى يتضح لك خطئها اقتربت من النجاح واكتشاف الذات بشكل حقيقى.

كن موضوعيا

فى لحظات الاستقطاب وانقسام الآراء وتصارعها يفقد الناس الموضوعية ويتركون إعمال العقل فتبدوا أفعالهم وقراراتهم وكلماتهم نزقا وغضبا وحمية وعصبية، يتمترس كل شخص بالمعسكر الذى يقول ما يقوله ويؤمن بما يؤمن به فلا يتحرى الحقيقة ولا يجهد نفسه فى تفنيد الأمور بل قد يبحث عن راحة نفسه وعقله فيصدق كل ما يقال له وينقله دون تروى أو تدقيق، الغضب والعصبية تفقد الموضوعية واذا فقدت القدرة على التفكير السليم فثق أنك ستفقد كل شىء لأن النظارة التى تنظر بها للأمور لا تعطيك الصورة الحقيقية بل تعطيك صورا مزيفة لواقعك ومن هنا ستجد نفسك بعد فترة قد تحولت إلى مسخ لا يعى الواقع ويكرر دون إدراك ما يقوله بعضهم من أصحاب الأهواء ولو كان مجافيا لحدود المنطق.

لا تسامح

لا تسامح من قتل أو خرج على النظام العام ولا تبرر لأحد جريمته، فارق كبير بين أن تسعى لرأب الصدع بين المختلفين من أبناء الشعب الذين تعددت أراؤهم ولم يتلبسوا بجريمة وبين أن تدافع أو تبرر لقاتل أو سارق أو خارج عن القانون، اذا كسرت هيبة القانون ومبادئ العدالة فأنت تحفر قبرا للسلم الاجتماعى لبلدك، ومبدأ الثواب والعقاب أحد المقومات الأساسية التى تحفظ سلامة المجتمع، فلا تكن ساذجا هذا ليس مكان التسامح أو الشفقة، واذا تورطت فى ذلك فأنت تهدم البناء المجتمعى دون أن تدرى.

أرفض الكراهية

خطاب الكراهية والتحريض من أسوأ الآفات التى تصيب المجتمعات البشرية لأنه يفكك المجتمع ويجعله فرقا متناحرة لا تدافع عن انحيازاتها واختياراتها بالكلمة والرأى فقط بل بالسلاح أيضا، فالعنف اللفظى يتحول إلى عنف مادى ولو بعد حين، كلمة منك قد تكون سببا فى ازهاق نفس أو ارتكاب جريمة، أثر الكلمة شديد الضراوة، انظر ماذا تقول وكيف سيؤثر واعلم أن المتلقى ليس شخصا واحدا بل فئات وشرائح مختلفة فى نسق التفكير والترجمة الداخلية والنفسية لما تتلقاه فاحذر أن تكون قاتلا بالكلمات، ارفض خطاب الكراهية ولاحق من يمارسه لأنه مجرم يدمر بلدك مهما اعتقد أنه يؤدى عملا وطنيا.

أحسن الظن

لا تتعجل فى الحكم على المواقف والأشخاص، فى لحظات الفتن وغياب صوت العقل تحتاج إلى التريث والهدوء حتى لا تتسرع فى اتخاذ أحكام قيمية، لا تهيل التراب على شخصيات تقدرها وتحترمها وتثق فيها لمجرد اختلافك معهم فى موقف، من المستحيل أن تتطابق مواقف كل الناس مع مواقفك وأرائك فلا تخسر أحدا لموقف اختلفت معه فيه، وتذكر دوما تاريخ كل شخص ومواقفه التى جعلتك تقدره وتحترمه، لا تهاجمه لأنه رصيد لك أنت الخاسر إذا فقدته أو استعديته ضدك، اذا اختلفت معه فتواصل معه واستبين منه حقيقة الأمور وناقشه فى موقفه ربما يكون قد التبس عليه الأمر ويحتاج إلى ناصح مخلص مثلك يجعله يعيد التفكير أما اذا هاجمت أى انسان وابتدأت بالهجوم القاسى عليه لمجرد الاختلاف فلن يغير آراءه وسيأخذ موقف الدفاع النفسى التلقائى وسيضعك فى خانة الأعداء فلا تفعل ذلك حتى لا تجد نفسك يوما وحدك بلا مقاتلين عن فكرتك.

لا تصدق

لا تصدق كل ما تقوله وسائل الاعلام لا يوجد اعلام محايد ولا ملائكى الكل يسعى لتوجيه أفكارك حيث يريد، لا تصدق أيضا كل ما يقوله الساسة فأغلب الساسة كاذبون ومتجملون ولا يقولون الحقيقة، اسمع من الجميع واربط بين الأمور وبعضها واسمع الآراء المتناقضة حتى تصل إلى تكوين وجهة نظر وسطية تقترب من الحقيقة التى لا يريد كل طرف أن تصل إليها

ابحث عن ذاتك

وسط هذه الأجواء الملتهبة والتراشق المستمر والعداوات المتأججة ابحث عن ذاتك وتفقدها، تذكر أن كل هذا زائل وأن حياتك تخصك وما تفعله سينعكس عليك وعلى قلبك ومشاعرك وعقلك، لن تفرح بعد حين من الزمن اذا وجدت نفسك قد تحولت إلى شخص آخر غيرك، عد إلى نفسك واسألها أين أنا؟

اذا فقدت نفسك لن تربح شيئا من هذه الدنيا وكل ما ستجنيه خسارة فاختر كيف تكون.

مصطفى النجار عضو مجلس الشعب السابق
التعليقات