تضامنا مع «دار التربية» ضد هيئة المترو - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 3:01 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تضامنا مع «دار التربية» ضد هيئة المترو

نشر فى : الأربعاء 19 يوليه 2017 - 9:30 م | آخر تحديث : الأربعاء 19 يوليه 2017 - 9:30 م
ما هو سر إصرار هيئة مترو الأنفاق على إنشاء محطة الزمالك تحت مدرسة دار التربية رغم وجود بدائل كثيرة بعضها يوفر لميزانية الدولة نحو مليار جنيه؟!

كنت أحد الذين عارضوا رؤية بعض سكان الزمالك الذين عارضوا إنشاء محطة لمترو الأنفاق فى منطقتهم لأسباب «عنصرية شوفينية»، لكن لا أفهم سر عدم الاستماع لمدرسة دار التربية، وهى تطالب بزحزحة المحطة لـ١٠٠ متر فقط، حتى لا يتم تهديد حياة آلاف التلاميذ والطلاب فى مدارس القومية والليسيه وبورسعيد. 

هيئة مترو الأنفاق تصر على الحفر بعمق ٣٠ مترا بجوار وأسفل مدرسة دار التربية فى شارع إسماعيل محمد، وهناك أكثر من خمس مدارس فى الجوار وعشر مدارس فى المربع القريب من المكان المقترح للحفر فى شوارع اسماعيل محمد واحمد حشمت ومحمد مظهر.

السؤال ــ للمسئول الذى يصر على الحفر ــ هل تتحمل مسئولية احتمال ولو واحد فى المائة أن تنهار إحدى المدارس وداخلها التلاميذ ــ لا قدر الله ــ أثناء الحفر، خصوصا أن غالبية أساسات هذه المنطقة ضعيفة لانها حوائط حاملة؟!

سكان المنطقة واصحاب المدارس استغاثوا بالجميع، وطلبوا فى استغاثة مدفوعة الأجر من الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يتدخل ويأمر بإعادة دراسة المسار من شارع إسماعيل محمد وهو شارع فرعى صغير لا يتجاوز عرضه ١٢ مترا وبمنطقة كثيفة العقارات.

السكان قالوا فى استغاثتهم إن دراسات المكاتب الهندسية الكبرى ومركز البحوث والبناء وأكثر من لجنة من جامعة القاهرة ورئاسة الوزراء، قالت ان تربة المنطقة ضعيفة، ولا تصلح لانشاء المحطة فى هذا المكان. هم راهنوا على أن تراجع هيئة الأنفاق قرارها، خصوصا أن الحفر كان يفترض أن يتم بعد شهر ونصف الشهر، لكن مديرة مدرسة دار التربية غادة عبدالله فوجئت هذا الاسبوع بالشركة تحاول منعها من دخول المدرسة، وتغلق أبوابها الأمامية الثلاثة وتقتطع مساحة تصل إلى ٣٠٠ متر منها وتضع سورا حولها.

أولياء الأمور تدفقوا على المدرسة مساء الإثنين الماضى، ليناشدوا المسئولين إعادة النظر فى القرار. ذهبت إلى هناك برفقة زوجتى متضامنا لأن أولادنا الأربعة يدرسون فيها. استمعت إلى كلمات د. نوال الدجوى أو «ماما نوال» والدكتورة منى الدجوى رئيس مجلس الادارة والمشرفة على المدرسة. قالوا كلاما منطقيا وأنهما واثقتان من أن رئيس الجمهورية وكبار المسئولين لو اطلعوا على الحقائق، لأمروا بتغيير مكان المحطة فورا، خصوصا أن الشركة الفرنسية لا تمانع فى إعادة النظر فى المكان، الأمر الذى سيوفر الملايين. 

فى يوم الإثنين قابلت المئات من أولياء الأمور الخائفين على حياة أولادهم ومنهم الفنان محمد رياض والمخرج شكرى أبوعميرة والنائب إيهاب الخولى. أحد أولياء الأمور قال لى هناك بديل يريح جميع الأطراف.. بعد المدرسة بأقل من مائة متر، ولن يضطرها إلى تغيير غالبية خطوط المياه والكهرباء والغاز والتليفونات.

ولى أمر ثان قال لى: الجهة المنفذة لا تدرك ماذا يعنى استمرار إغلاق شارع محمد مظهر وإسماعيل محمد لمدة سنتين أو ثلاث أى طوال مدة الحفر، ولا تدرك ماذا ستفعل حافلات الطلاب وسيارات أولياء الأمور، ومن أين ستدخل أو تخرج؟!
وبالصدفة اطلعت على ورقة رسمية صادرة من معهد التدريب والدراسات الحضرية تقول إن المسار المقترح للمترو يؤثر على السلامة المدنية لقطعتى الأرض رقم ١٦ بشارع البرازيل و٢٤ شارع إسماعيل محمد والتى تشغلها مدارس دار التربية «القسم الأمريكى والقسم الإنجليزى»، وسيعرض حياة التلاميذ لخطر داهم بسبب تعارض المسار مع كود الحريق لعدم وجود مداخل ومخارج، الأمر الذى يؤدى إلى عدم صلاحية المكان للاستخدام كمدرسة.

مرة أخرى لا يعارض أحد إنشاء المحطة، لكنهم يستغربون من الإصرار على إنشائها فى مكان مكتظ بالمدارس، ويسألون
لمصلحة من يتم ذلك، وهل هناك مصالح معينة وراء هذا الأمر؟!

أتمنى أن تصل هذه المشكلة لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير النقل، وكل من يهمه الأمر.. أولياء الأمور وأصحاب المدارس لا يريدون إثارة أى مشاكل، لكنهم يخافون على أولادهم فعندما يتم الحفر تحت مدارس أولادهم، فالمؤكد أنهم لن يشعروا بالأمان أبدا!

 

عماد الدين حسين  كاتب صحفي