المناهج وتطوير أداء الدماغ - قضايا تعليمية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 6:10 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المناهج وتطوير أداء الدماغ

نشر فى : الثلاثاء 19 سبتمبر 2017 - 10:25 م | آخر تحديث : الثلاثاء 19 سبتمبر 2017 - 10:25 م
نشرت جريدة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب «عبداللطيف الزبيدى» ذكر فيه أن القلم قال: سوف أقول كلاما لأهل المناهج العربية قد يبدو لهم غريبا. قلت: هم قوم مشيهم وئيد، يحملون مسئولية أثقل من الحديد، لذلك هم متريثون قعود، إحساسهم بالزمن فريد، فالقرن عندهم كلمح البصر غير معدود. ألا ترى ثمار تربيتهم وتعليمهم فى التغريد، كأننا فى عاد وثمود؟ قال: مشكلات المناهج العربية تتلخص فى عدم فهم قدرات الدماغ. مستقبل الدماغ البشرى هو الذى يجب أن توضع على أساسه المناهج.

لتربية الموروثة توهمنا بأن إنسان الماضى والحاضر نسخة نهائية، بينما نحن فى مسيرة تطور نحو الأفضل. الإحساس بالزمن غائب فى المقرر وأساليب التدريس. قلت: أنت تتجنى، وتسرف فى ما تتمنى. صحيح أن الحفظ والتجميع وحشو الأدمغة، لا تزال القاعدة، لكن الطالب لم يعد يتجرع ألفية ابن مالك وشرحها والحواشى على الشروح والهوامش على الحواشى، أليس هذا تحديثا؟ قال: إن وضع المناهج قائم على مفهوم قديم، وهو أن الدماغ جهاز عصبى ثابت، فلا يحتاج إلى تأهيل مستمر. لم يدركوا أن كل أشكال التخلف العربى مردها إلى أن الأدمغة لم تتغير فى طريقة تفكيرها، لم تواكب عصرها إلا فى امتلاك وسائل حديثة، ولكنها ظلت فى سلوكياتها الذهنية خارج العصر. التربية والتعليم متسمران فى الماضى.

من المسئول عن عدم القدرة على الاندماج فى العصر؟ الدماغ ولا شك. للعرب عشرات الألوف من خريجى العلوم فى كل التخصصات، ولكن التحول لم يحدث، لا لأن الأمر يتوقف على القرار السياسى، يقينا لا، فالدماغ الذى سيطور المفاهيم السياسية، وبالتالى القرار، هو نفسه صنيعة تلك التربية وذلك التعليم. تلك هى الحلقة المفرغة.

قلت: كيف يمكن إحداث التغيير فى التعامل مع كتلة الجمجمة؟ قال: أن يضع واضعو المناهج نصب أعينهم أن تطوير طرائق التفكير والعقلية، وتأهيل الدماغ للبحث العلمي، وبناء العقل الناقد وحرية السؤال والتحقيق، وإزالة القيود والموانع من أمام الاستقصاء والتحليل والاختبار، وإعادة النظر بموضوعية فى المسلمات، ذلك أعظم إنجاز يمكن تحقيقه فى المناهج كخطوة أولى. الخطوة التالية أصعب قليلا، وهى إعداد الدماغ لعالم مستقبلى غير بعيد سيغير أداء الدماغ. إن الذكاء الاصطناعى سيدغم قطعا فى الدماغ البشرى على مراحل، مع تطور العلوم العصبية وتقدمها. ستبلغ القدرات الحسابية للمخ مستوى خياليا، بفضل الرقائق النانوية وما بعدها. سيصبح استيعاب «الداتا» نجوميا، ومعه القدرات التحليلية والإبداعية. هذا هو التطور الذى يجب أن يكون حادى قافلة المناهج إلى الغد.

لزوم ما يلزم: النتيجة اللغوية: إذا تحقق التغيير والتطوير، فسوف تصبح المناهج مباهج.

الخليج ــ الإمارات

 

التعليقات