أعلى درجات الرضا تلك التى يحققها حوار بين كاتب: الكلمة وسيلته الصادقة للتعبير عن فكرة تنضج فى رأسه وقارئ يعى مدى الصدق فيها فيتجاوب معها بل ويستقطع من قوته ما يمكنه من مناقشتها والتواصل مع كاتبها.

كان تعليقى فى الأسبوع الماضى عالى النبرة تختلط فيه الدهشة بالغضب حينما طالعت على كورنيش الإسكندرية إعلانات مضيئة مسيئة للمهنة ومن يمتهنونها. مهنة الطب والأطباء قصدت.

جاءنى تعليق فى نفس اليوم من قارئ أعتز كثيرا به كونه ليس قارئا عاديا انما هو أيضا أحد الأسماء التى تشى بتاريخ بالغ الاحترام فى مجال جراحة القلب. الأستاذ الدكتور أحمد نصر جراح القلب المعروف.

يوافقنى د. نصر فى أننا نعانى من فوضى «غير خلاقة» فى الإعلان عن أنشطة المراكز الطبية وأساليب تجافى أخلاق المهنة فى الدعاية للأطباء وان كان أبعد منى نظرا. جاءت غضبتى محدودة تشير إلى ما فى الإعلانات من تورية تعرض بمراكز أخرى بينما جاء تعليقه هادفا يشير إلى مسئولية نقابة الأطباء التى انشغل من فيها بمعارك جانبية تلونها أهداف سياسية بعيدة تماما عن الغرض من إنشائها.

«أين نقابة الأطباء: الله يرحمها. عندما تذكرت ما حدث فى الأسبوع الماضى من ضرب وسحل وكذب وتضليل علشان مجلس النقابة عايز يلف على القانون وما يجددش لنصف الأعضاء حتى لا يتغير الطاقم والعصابة ايقنت أن النقابة واللى فيها مش فاضيين للكلام الفارغ بتاع الأطباء والإعلانات. المهم السلطة والسلطان حتى لو بالبلطجة». هكذا ختم د. أحمد نصر حديثه فى أسى. هل بالفعل انشغلت نقابة الأطباء بتلك الصراعات التى تعكس واقعا سياسيا ملتبسا فى بلادنا هذه الأيام؟ تابعت بالفعل على الشبكة الإلكترونية فى أيام سابقة تفاصيل وقائع حدثت أثناء انعقاد الجمعية العمومية لنقابة الأطباء. لم أكن بين الحضور لكن شهادات الزملاء التى سجلوها على Facebook كانت تشير إلى مظاهر العنف التى استخدمها البعض تجاه البعض الآخر. الواقع اننى توقفت كثيرا قبل ان أستخدم هذا التعبير «البعض» و«الآخر». انشئت النقابة لتوحد جهود زملاء المهنة لخدمة أنفسهم والمجتمع من حولهم على فرض انهم زملاء نسيجهم واحد وأهدافهم مشتركة رسالتهم سامية ومشروعهم أخلاقى.

ما الذى يحدث الآن فى نقابة الأطباء؟

إذا كان هذا هو واقع النقابة الآن فاسمح لى يا د. نصر أن أخالفك الرأى حينما طلبت لها الرحمة. أظن الرحمة فى تلك الأحوال لا تجوز عليها.. والله أعلم.