من أجلك أنت - وائل قنديل - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:43 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من أجلك أنت

نشر فى : الإثنين 19 ديسمبر 2011 - 9:25 ص | آخر تحديث : الإثنين 19 ديسمبر 2011 - 9:25 ص

من حقك أن تجلس فى بيتك مكتفيا بالفرجة التليفزيونية على سحل فتيات مصر الشريفات وتعرية أجسادهن على الأسفلت على أيدى جنود مصر، لكنى أرجوك أن تستحضر ضميرك وفطرتك السليمة قبل أن تترك عقلك يعبئونه بالأكاذيب.

 

من حقك أن تسأل من هؤلاء الموجودين فى ميدان التحرير وشارع قصر العينى يواجهون الرصاص والهراوات بصدورهم فيتساقطون شهداء عند ربهم ويتقاطرون على المستشفيات مثخنين بالجراح والإصابات.

 

هؤلاء يا سيدى هم الذين انتفضوا دفاعا عن كرامة الجندى المصر الذى قتله الصهاينة على الحدود وحاصروا مبنى سفارة العدو وطردوا السفير ثأرا لكرامة الجيش المصرى، فى وقت وقفت فيه الدولة عاجزة ومرتعشة غير قادرة على رد الإهانة.

 

هؤلاء يا سيدى هم الإمام والشيخ الجليل بدار الإفتاء الذى لقى ربه شهيدا برصاصة اخترقت جسده، فى عملية اغتيال استهدفت واحدا من أطهر ثوار مصر منذ 25 يناير وحتى الآن.

 

هؤلاء يا سيدتى هم عقول مصر وقلوبها النابضة من أساتذة الجامعات والمثقفين والإعلاميين والإعلاميات والأطباء والمهندسين، الذين حملوا أرواحهم على أكفهم ونزلوا من أجلك فى 25 يناير يطالبون لك بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية، فلما اكتشفوا أن الحلم الذى ضحوا فيه بأكثر من ألف شهيد، وآلاف الجرحى، ومئات مما فقدوا عيونهم كى ترى أنت مصر النظيفة الحرة التى حرمت منها عقودا، قرروا أن يواصلوا المشوار، ويبحثوا عن حقوق الشهداء والمصابين، ويصنعوا مصر الجديدة العفية المغتسلة من روث الفساد والاستبداد.

 

هؤلاء يا سيدى هم الذين اقتحموا النيران المشتعلة من الداخل فى المجمع العلمى لإنقاذ تاريخ مصر وثروتها العلمية وانتشلوا الكتب من فوهة الحريق ليسلموها للجيش ويحملوها إلى مكان آمن.

 

من هؤلاء يا سيدى الصحفية المحترمة الطاهرة «أروى» التى رأيتهم يسحلونها على الأرض ويدوسون بأحذيتهم الثقيلة على كرامتها ويعرون جسدها، فى مشهد ينتمى إلى أحط وأحقر عصور بربرية الاحتلال، كل ذلك لأنها سجلت بعدستها الفظائع والجرائم الفاحشة المرتكبة فى حق شباب مصر.

 

أما إذا كنت سيادتك قد قررت إلغاء وجدانك وشطب مشاعرك الإنسانية، وحذف فطرتك السليمة من تكوينك الإنسانى، ولم تر فى مشهد سحل «أروى» وإهدار كرامتها وإهانة إنسانيتها، سوى ذلك الجزء الذى تعرى من جسدها الطاهر، فإننى أستحلفك بكل ما تبقى داخلك من مشاعر البشر أن تضع أختك أو ابنتك مكانها وتسأل نفسك وتفكر: هل هذه هى خلاصة ثورة قامت من أجل الكرامة الإنسانية؟

 

وإذا لم يحرك فيك مشهد الفتك بآدمية أروى أى مشاعر، أرجوك مرة أخرى دقق جيدا فى وقائع استشهاد طالب الطب علاء عبدالهادى الذى نزل من بيته لمداواة الجرحى وإسعافهم فكانت نهايته القتل برصاص الذين اشتعل غضبا من أجلهم حين قتل منهم الصهاينة من قتلوا، واسأل نفسك: هل هؤلاء بلطجية ومخربون؟

 

أرجوك: استفت قلبك واعرض ما يلقى فى جوفك من أكاذيب على ضميرك قبل أن تحكم.

وائل قنديل كاتب صحفي