ارحموا الدين ترحموا الأمة - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:43 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ارحموا الدين ترحموا الأمة

نشر فى : الخميس 19 ديسمبر 2013 - 7:00 ص | آخر تحديث : الخميس 19 ديسمبر 2013 - 7:00 ص

يبدو أن قدر مصر المحتوم هو المعاناة من حكام لا يتعلمون من دروس سابقيهم فيكررون نفس الخطايا ويرتكبون نفس الجرائم ليحصد الشعب المر فى كل مرة. لهذا يخرج علينا نظام 30 يونيو ومن والاه ليجعل من معركة الاستفتاء على تعديلات الدستور معركة دينية يدخل أحد أطرافها الجنة ويلقى بالآخر فى قعر جهنم.

كيف يخرج مفتى الجمهورية السابق ومعه الكثير من المحسوبين على الدين ليقول إن الموافقة على التعديلات واجب دينى وأن الله يأمر بكلمة نعم ليكرر نفس خطيئة نظام حكم الإخوان المسلمين البائد عندما كان يرفع نفس الشعارات فكنا نهاجمه وننتقده.

إن تعديلات الدستور اجتهاد بشرى فى شئون الدنيا نتفق أو نختلف عليها دون أن يقودنا ذلك إلى الجنة أو النار. كان الأولى برجال الدين دعوة الناس إلى قراءة التعديلات والتجرد من الأهواء والتصويت بما يمليه عليهم ضميرهم سواء بالموافقة أو بالرفض.

أما إذا أراد رجال الدين دخول معترك السياسة والانحياز إلى طرف ضد آخر فعليهم خلع العمة والجبة والقفطان والعودة إلى «اللباس المدنى» حتى لا يحمل الدين أوزارهم ويصبح ورقة فى نزال سياسى يخسر فيه الدين أكثر مما يربح.

المفارقة أن هذه الخطيئة التى يقع فيها نظام 30 يونيو كانت أحد أسباب نفور الشعب من نظام الإخوان لأن المصريين الذين تربوا على الدين وأعلوا من شأنه منذ فجر البشرية ينفرون ممن يتاجر بالدين ويحاول استخدامه فى غير ما أمر به الله.

لكن للأسف الشديد فالنخبة المغيبة فى مصر لا تعرف هذه الحقيقة وتتصور أنه يمكن تطويع البسطاء باستخدام الدين مع أن الواقع أكد غير ذلك. فالمصريون بعد ثورة 25 يناير انحازوا إلى التيار الدينى لأن هذا التيار كان الأكثر تنظيما ووجودا وبدا الأطهر يدا والأجهز لإدارة شئون البلاد. ولذلك ما إن اكتشف الشعب أن هذا التيار غير ذلك انتفض ضده ولم يعبأ بالرسائل الدينية التى روجها أنصار التيار.

عندما رفع قطاع من المسلمين المصاحف على أسنة الرماح لأول مرة فى الصراع بين على بن أبى طالب كرم الله وجهه ومعاوية بن أبى سفيان، انفتحت على المسلمين أبواب جهنم ولم تغلق حتى الآن. وخرج من هذه الأبواب مذاهب وشيع وتفرقت السبل بالمسلمين فلم يتجمعوا بعدها أبدا.

ومرت القرون ومازال نفر من رجال الدين يصرون على جعل الدين مطية للسياسيين فيخسر الدين كثيرا ولا يكسب السياسيون إلا شيئا هزيلا.

لا يمكن أبدا أن يقبل من أيد حركة 30 يونيو من أجل التخلص من مشروع نظام حكم دينى بالعودة إلى استخدام الخطاب الدينى المنحرف من أجل تحقيق أهداف سياسية. هذا القول ينطبق على المفتى السابق ومن لف لفه من رجال الدين الإسلامى كما ينطبق على الأنبا بولا ورجال الكنيسة الذين يروجون للتعديلات الدستورية بخطاب دينى يفخخ مستقبل الأمة ويحول الصراع السياسى المؤقت إلى احتراب على خلفية دينية لا ينتهى إلا بنهاية المتحاربين.

يا رجال الدين ارحموه من تجارتكم الفاسدة ترحموا الأمة من المهالك ويرحمكم ويرحمنا الله.

التعليقات