معركة مستمرة!! - نجاد البرعي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:06 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

معركة مستمرة!!

نشر فى : الأحد 20 مارس 2016 - 10:50 م | آخر تحديث : الأحد 20 مارس 2016 - 10:52 م
اللذين يتصورون ان هناك قوة «ما» يمكن ان تردع من يريدون اعلان مصر دولة «خالية» من حقوق الانسان واهمون.

تسيطر الدولة – عبر العصا والجزرة – على قنوات اعلامية مهمة وإعلاميين مرموقين. عن طريق التشريع وغيره تستطيع ان تتحكم فى «سير العدالة». يوفر التحالف التابع لها فى البرلمان الغطاء التشريعى الذى تريد. القضاء فى مصر يطبق التشريع ولا يخلقه، حتى السوابق القضائية ليس لها فى مصر قوة الإلزام. لازال لوزير العدل سلطة التفتيش على عمل القضاة واحالتهم إلى الصلاحية.عبر الاستحواذ على «كل ما يصل من مساعدات خارجية» تستطيع الاجهزة خلق ظهير لها حتى داخل المجتمع المدنى. تدفع لهم من «جيوب المانحين» وتتحكم فى الانشطة التى يقومون بها ومداها وجدواها.
  
الدول التى تقيم الدنيا وتقعدها فى «مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان» هى فى النهاية اسيرة مصالحها. لا يمكن ان تضحى ايطاليا بمصالح بترولية مهمة مع مصر من اجل «شاب ايطالى» جرى اختطافه وتعذيبه.
  
هل يمكن لحكومة فرنسا ان تضحى بعلاقتها مع بلد من اكبر «مشترى الاسلحة» لان حقوق التعبير فى مصر ليست مصانة؟. هل تضحى امريكا بعلاقة «استراتيجية راسخة مع بلد تجمعه بإسرائيل علاقات صداقة نشطة» لان اوضاع السجون فيه ليست على ما يرام!!. دعاة الحرية فقط هم القادرون على ردع منتهكى حقوق الانسان عبر الاستعداد للتضحية بأنفسهم وأموالهم من اجل قضيتهم العادلة. ناشط حقوق الانسان الصينى «ليو شياوبو» اعتقل عام ٢٠٠٨. حكموا عليه بالسجن ١١ سنة، عندما فاز بجائزة نوبل للسلام عام ٢٠١٠ لم يسمحوا له بالخروج لاستلامها.
  
من قبل امضى «نيلسون مانديلا» ٢٦ عاما فى سجون نظام الفصل العنصرى دون ان يساوم. قائمة طويلة من هؤلاء الذين قرروا ان يكافحوا من داخل بلادهم دفاعا عن هؤلاء الذين اختاروا الجلوس فى صمت وانكسار يشهدون حقوقهم تتسرب من بين ايديهم. الخبر السيئ ان المعركة التى تخوضها الحركة الحقوقية المصرية ستلحق بها خسائر قد لا تستطيع تعويضها بسرعة.
  
الخبر الجيد ان كل من دخلوا معارك مع تلك الحركة كانت نهايتهم مأساوية. من الرئيس مبارك وحتى وزير العدل المقال أحمد الزند مرورا باللواء زكى بدر واللواء حسن الالفى واللواء حبيب العدلى، جميعهم انتهوا مطرودين من مناصبهم بفضائح مدوية، وبعضهم دخل السجن لجرائم مخلة بالشرف والاعتبار. فى مذكراته «رحلتى الطويلة من أجل الحرية» يقول نيلسون مانديلا إن «آلاف الاستخفافات والإهانات تجمعت لتثير فى نفسى الغضب وروح التمرد والرغبة فى مناهضة النظام الذى عزل قومى واستعبدهم». انتهاك الحقوق والحريات يؤدى إلى خلق أجيال متتابعة من المدافعين عن الدستور والقانون والداعين إلى احترام حقوق الانسان. يتسلم هؤلاء الراية قبل ان تسقط من يد اسلافهم .ذرية بعضها من بعض، معركة مستمرة.
  


نجاد البرعى
negad2@msn.com
التعليقات