عشم والعياذ بالله فى الدورى - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:16 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عشم والعياذ بالله فى الدورى

نشر فى : الأحد 20 أبريل 2014 - 9:35 ص | آخر تحديث : الأحد 20 أبريل 2014 - 9:35 ص

•• أجد بعض العذر وليس كل العذر لضعف برودة أداء الأهلى والزمالك بصفة عامة هذا الموسم. فغياب الجمهور من أهم أسباب تلك البرودة، فاللاعب مثل الممثل على المسرح، يحتاج إلى آهات الإعجاب والتحفيز، مع فارق ليس بسيطا وهو ان اللاعب قد يتعرض لأهات الغضب والنقد وأحيانا أناشيد السباب الشهيرة حين يخسر أو حين يهدر أو حين يتبلد..

•• شخصية الأهلى والزمالك وتاريخهما وشعبية الفريقين وراء عودتهما واقتراب دخولهما دائرة الأربعة الأخيرة.. لكنهما لم يقدما المتعة الحقيقية فى كرة القدم. وكان الخبراء والمحللون والنقاد يقولون قديما (قبل ثلاث سنوات) أن الأهلى والزمالك يتعرضان لضغط عصبى من الجمهور فيهبط الأداء. واليوم يغيب الجمهور فنقول إن الأهلى والزمالك هبط مستواهما بسبب غياب الجمهور.. والمهم أن المتعة هى الغائبة لأسباب كثيرة منها أن أداء الموظفين هى السائدة فى مجتمع البلد ومنه مجتمع كرة القدم، فيكفى أن تذهب للعمل لتطلب مكافأة أو «أوفر تايم» فوق المرتب. ولا يهم هل أبدعت؟ هل عملت؟ هل قدمت شيئا جديدا وإضافيا؟ هل أنهيت العمل الذى أنت مكلف به أصلا؟

••أداء الموظفين أو لعب الموظفين تعريفه هو: أن تذهب إلى الملعب بحثا عن الثلاث نقاط فى المباراة والتى تساوى مرتب الشهر المضمون دون أى إبداع أو جديد. لأن صناعة المتعة فى اللعب تعنى بذل أقصى طاقة فى كل مباراة وفى كل تدريب. والطاقة المبذولة تعنى الحركة المستمرة بدون الكرة أو بالكرة. الجرى المستمر للمساندة الهجومية أو الدفاعية. اللعب حتى آخر حبة عرق.. وهذا لا تجده فى كل مباراة. وقد كانت لحظة المتعة الوحيدة فى مباراة الأهلى والمقاولون جملة هدف رامى ربيعة مثلا مع السيد حمدى أو السيد إنيتسا (فى تلك اللعبة فقط).. بينما حقق الزمالك انتصارا كبيرا على المنيا (4/صفر) وكاد يخسر من المنيا فى الشوط بثلاثة اهداف نظيفة. فالزمالك بدأ اللقاء باعتباره فائزا لا محال، وكاد المحال يتحقق بفوز المنيا فاستيقظ الزمالك فى الشوط الثانى.. هذه ليست كرة قدم جادة، تلك التى تمضى مباريات أكبر فريقين فيها بطريقة: «أنا عندى شعرة ساعة تورح وساعة تيجى».

•• يقابل ذلك مباريات حافلة بالصراع للفرق الأخرى، وتشهد العديد من الأهداف الجميلة الملعوبة. وترى فيها أداء هجوميا بلا ضغوط، لأنه دورى تجريبى فى مرحلة انتقالية، ولأنه دورى بدون جمهور يحاسب ويفرح ويغضب. ولأن عشم كل فريق فى درع الدورى يساوى عشم اسمه إيه ده والعياذ بالله فى الجنة..

•• هدف جاريث بيل فى ريال مدريد مازال يثير ضجة عالمية.. نشرت ديلى ميل رسما توضيحيا للهدف وقالت إن بيل جرى مسافة 65 ياردة بسرعة 7,2 ثانية وبسرعة 18,5 ميل فى الساعة.. وقالت صحيفة ماركا الإسبانية: «بيل كان نجما فى أعظم الأفلام وسجل هدفا إسطوريا».. وقالت موندو ديبورتيفو: «بيل مثل النيزك».. وقالت وقالت وقالت كل الصحف والبرامج الكثير..؟

•• الهدف سرعة وقوة وإرادة وتصميم.. هذا جوهر الهدف.. لكنه فى نهايته كان تسجيلا سهلا بمساعدة الحارس الذى لم يحرس.. وهذا الهدف لا يقارن بهدف مارادونا فى إنجلترا، ولا يقارن بهدف ميسى فى خيتافى بكأس الملك قبل عامين.. ولا يقارن بهدف سعيد العويران فى بلجيكا.. لكن قوة الفيلم (كلاسيكو دوس كلاسيكوس) وتوقيت الهدف هو ما صنع كل تلك الضجة والدراما.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.