اندفع إلى اليمن يا سيادة المشير - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اندفع إلى اليمن يا سيادة المشير

نشر فى : الإثنين 20 أبريل 2015 - 9:40 ص | آخر تحديث : الإثنين 20 أبريل 2015 - 9:40 ص

دخلت «عاصفة الحزم» يومها الـ26 من القتال الجوى والحصار البحرى الذى فرضته قوات التحالف العربى على السواحل اليمنية؛ لدحر المتمردين الحوثيين ومنع وصول الإمدادات الخارجية إليهم، ويترافق ذلك مع جدل كبير بشأن نزول «العاصفة» للعمل البرى، وما إذا كان ذلك له توقيته فى جداولها الزمنية من عدمه.
وبالرغم من تركيز الضربات الجوية على مواقع الحوثيين ووحدات الجيش اليمنى الموالية للرئيس المخلوع على عبدالله صالح، إلا أنهم ما زالوا يتمسكون بالأرض، وميليشياتهم ما زالت مسيطرة على مدن عديدة منها العاصمة صنعاء، وما زالوا يقاتلون بشراسة للاحتفاظ بموطئ قدم فى عدن لما لها من أهمية استراتيجية كبيرة؛ بحكم موقعها المطل على البحر الأحمر وقربها من باب المندب.
ورغم شراسة المقاومة الشعبية لأبناء عدن لكبح هؤلاء المتمردين إلا أن فارق التدريب والتسليح وتنظيم التعاون يميل بقوة لمصلحة الحوثيين، وهو ما أخّر الحسم فى هذه المدينة التى كان اقتراب المتمردين من السيطرة عليها سببا قويا لهبوب «عاصفة الحزم».
عدن التى انتقل اليها الرئيس عبدربه منصور هادى هاربا من حصار الحوثيين بصنعاء فى 21 فبراير الماضى، واعتبرها عاصمة مؤقتة لليمن، ما زالت قوات التحالف مترددة فى تحريرها، وتحويلها لـ«نقطة ارتكاز» استراتيجية يمارس منها هادى مهامه الدستورية كرئيس شرعى للبلاد، وتمارس منها حكومته الأدوار المنوطة بها فى خدمة شعبها؛ فشتان بين ممارسة الرئيس لمهامه من داخل وطنه وبين الاستجمام فى فنادق الرياض الفارهة!
التدخل العسكرى البرى لقوات التحالف له حساباته وله تكاليفه وله أيضا توقيته الدقيق.. لكن بين التدخل البرى المباشر والصريح بأعداد ضخمة من القوات والمعدات، سواء بريا عبر الحدود السعودية، أو عبر عمليات إبرار بحرى وجوى كبيرة الحجم لإحكام السيطرة على عدن وجوارها الحيوى وتطويقها وعزلها عن خطوط الإمداد الحوثية، وبين الاكتفاء بالجهد الجوى توجد أشياء أخرى كثيرة يمكن القيام بها دون أن نقول إن ما يجرى فيها تدخلا بريا بالمعنى المعروف عسكريا.. يمكن لعمليات نوعية للقوات الخاصة لقوات التحالف تحقيق هذه المهمة.. يمكن أن يتم ذلك بحشد وإعادة تنظيم وتسليح تشكيلات الجيش اليمنى الموالية لهادى للقيام بذلك، مع الاستفادة القصوى من المعاونة الجوية والبحرية لقوات التحالف.
المهم فى نهاية المطاف أن يكون لهادى نقطة ارتكاز على الأراضى اليمنية؛ لأن عودة الرئيس من شأنها إعطاء الشعب فى صنعاء وبقية المدن دفعة معنوية كبيرة للانتفاض دعما لشرعيته، وذلك لن يتحقق مادام هو ينعم برغد العيش فى الخارج، انتظارا للحظة التى يقضى فيها التحالف على أعدائه ثم يعيده إلى اليمن على حصان أبيض ليأخذه الشعب بالأحضان!
ما يثير استغرابك أن الرئيس اليمنى ضابط مدرعات كبير، تلقى تعليمه العسكرى فى بريطانيا ومصر وروسيا، وتولى منصب وزير الدفاع، وكان واحدا من ثلاثة فى بلاده حصلوا على رتبة «المشير الركن» مع عبدالله السلال وعلى عبدالله صالح، ومع ذلك لم يجيد طوال حياته غير الفرار من المعارك وعدم القدرة على المواجهة.. فعلها سنة 1986 عندما قامت الحرب فى اليمن الجنوبى الذى ينتمى إليه، وانحاز للطرف الرابح فى الحرب الأهلية سنة 1994، وفعلها أكثر من مرة فى الأشهر الأخيرة، ويبدو أن حرص الرجل على صفة «التوافقى» التى يحصل عليها طوال حياته جعلته أبعد ما يكون عن الحسم فى مواجهة العواصف.
عد إلى اليمن أيها «المشير الركن».. فإذا كنت قد عجزت عن قمع التمرد بقوة السلاح وخفة المدرعات التى تعرفها.. فحققه عبر المفاوضات من واقع موازين القوى التى باتت تميل لصالحك الآن.
kaboubakr@shorouknews.com

التعليقات