إنسان غيرى - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:28 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إنسان غيرى

نشر فى : الإثنين 21 مايو 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 21 مايو 2012 - 8:00 ص

المحررأرجو ألا يخدعكم العنوان فأنا لا علاقة لى بالخبر ولا الشخصية البديعة التى أكتب عنها اليوم. إنما الأمر يتعلق بإنسان غيرى (فتح الغين) وكسر الياء،، وتشديد الياء الأخيرة) بمعنى إنسان » للغير بلا هدف إلا المحبة وهى القاموس عكس أنانى وترجمتها للإنجليزية (ALTRVISTIC).

 

فى عامه الثالث والثمانين أقدم السيد نيكولاس كراس من هامشير ببريطانيا (Nicolas Crace - Hampshire) على التبرع بكليته إلى هيئة تقدم خدماتها بلا مقابل لمرضى الفشل الكلوى. تقدم الرجل لإهداء كليته السليمة لإنسان لن يراه ولا يعرفه ــ وفقا لشروط تلك الهيئة حتى لا تكون هناك على وجه الإطلاق شبهة إتجار فى الأعضاء ــ عن رضا وقناعة.

 

حينما سلطت الصحافة الأضواء على نيكولاس كراس الذى يمضى أيام كهولته الآن فى العناية بحديقة منزله وزهوره وزيارة أصدقائه والقيام بأعمال تطوعية لمعاونة سكان الحى الذى يسكنه كشفت عن تاريخ إنسانى بديع.

 

قبل سن الأربعين تبرع بنخاع عظامه لعلاج مرضى سرطان الدم. ظل حتى سن السبعين يتبرع بانتظام بدمه للحالات الحرجة. المعروف أن المتبرع بالنخاع يجب ألا يتجاوز الأربعين وعند السبعين لا يقبل من المتبرع مد. من البادى أن مشكلة السيد نيكولا الوحيدة كانت السن إلا أنه حينما سأل طبيبه ذكر له أن كليته هى الشىء الوحيد الذى يمكن التبرع به فى سنه الكبيرة إذ إنها تظل تعمل بكفاءة تفوق أى أجهزة إذا ما نقلت لمريض بالفشل الكلوى.

 

لم يتمهل إنما تقدم لمنحها عن طيب خاطر لمريض لا يعرفه ولن يراه! احتمل عددا لا نهائيا من الفحوصات التى كان يجب إجراؤها للتأكد من سلامة كليته كانت تضطره للذهاب للمستشفى بانتظام على مدار ثلاثة أشهر قبل إجراء العملية.

«شعور جميل أن تشعر فى تلك المرحلة من العمر أنك ما زلت مفيدا قادرا على العطاء» كان تعليق السيد نيكولا الأول بعد أن تعافى ما زالت بلادنا تتعثر بين اللوائح والفتاوى فيما يتعلق بنقل وزراعة الأعضاء فى الجنوب بينما بلاد الشمال قد أرست القواعد والقوانين التى تتيح إنقاذ الأرواح وعلاج الأمراض المستعصية فى يسر وكفاءة.

 

شجاعة رجل فى الثالثة والثمانين من عمره فى رأيى تعكس رضا عميقا عن حياة طويلة عاشها محبا للناس والحياة. مثل إنسانى بديع يدفعنى لتذكر مثل مصرى آخر نادر لصديق اعتبر وجودها فى هذا الزمان نعمة من الله سبحانه

.

تقدمت تلك الإنسانة «الغيرية» بفص من كبدها وهى فى عز الشباب لعلاج طفلة تتوارث عائلتها مرضا فى الكبد يورث الهلاك. طفلة مريضة جمعتها بها مصادفة فكانت موعدا للحياة.

 

القوانين تنظم العلاقات بين البشر دون اعتبار لإنسانيتهم. الاعتبارات الإنسانية هى اختيار الإنسان وحده بعيدا عن القوانين.

التعليقات