على الهاتف من القاهرة - محمد موسى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:48 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على الهاتف من القاهرة

نشر فى : الأحد 20 يونيو 2010 - 10:21 ص | آخر تحديث : الأحد 20 يونيو 2010 - 10:21 ص

 اندلعت أزهار البونسيانا فى شوارع القاهرة لتعلن رسميا عن نهاية الربيع، وامتدت على أطرافها الذهبية ألسنة اللهب فى ظهيرة صيف تبدو بلا نهاية.

قبل شهور تحركت الكرة الأرضية فيما يشبه إرهاصات ربيع: عاد رجل مصر العزيز محمد البرادعى من رحلة وظيفية طويلة، ليعلن رغبته فى النضال من أجل التغيير، والتف حوله الكثيرون، منهم من وقف بجواره فى الصورة، أو دعا بدعوته فى أوساط الشباب وفضاء البرية الافتراضى. ومن لم يستطع فقد سانده بقلبه، وذلك هو أسوأ أنواع الإيمان فى عالم السياسة.

ربيع البرادعى المفترض أصبح فكرة فى رحاب الخيال، انتهت بعبارة: لست مرشحا للرئاسة، لكننى داعية تغيير.
وبين الربيع والصيف جاءت انتخابات الشورى «فصلا باردا»، أثبت أن المسرحية الهزلية مستمرة بناء على «صمت المشاهدين» المتواطئ. ولم يهرش الحزب رأسه ليبحث عن إخراج جيد، «فلا أحد هناك»، بتعبير جاك ليمون فى فيلم «المفقود».

انفتح جحيم الصيف على أزمة البوتاجاز وتسريب الأسئلة فى مدارس أولاد الذوات والزواج الثانى للأقباط، ثم كشر ملائكة العدالة عن الأنياب فى معركة طاحنة، خسر فيها الطرفان، المحامون والقضاة، كثيرا من ثقة المجتمع فى أن هناك حصنا بلا مصالح شخصية يسهر على تحقيق العدل فى هذا البلد، فقد تم تطويع القانون والإجراءات وكل شىء من أجل تلقين المنافس الدروس والعبر.

لكن الإسكندرية هى التى أعلنت موت الربيع: وقائع مصرع خالد سعيد، قتيل الإسكندرية، والتغطية على مصرعه بسذاجة، والتعامل الوحشى مع وقفات الاحتجاج التى أثارتها الجريمة، وما سيبتكره المسئولون فى الأيام القادمة ليقذفوا بالملف إلى عالم النسيان.

اتصلت إذاعة «بى.بى.سى» مع أحد كبار المسئولين للتعليق على القضية، فبدأ الضيف، على الهاتف من القاهرة، يقوم بتدريس المهنة للمذيع، زين العابدين توفيق، ويصرخ فيه وفينا: مش تفهم الأول إنت جاى تسألنى عن إيه؟. قتيل إيه وصور إيه؟، دى كلها إثارة.

زين من أفضل من يحاور فى الإعلام العربى، لكنه توقف هذه المرة عن مجاراة الضيف، فالرجل كان يتحدث مع نفسه، والكوميديا الفارس لا تبسط إلا مؤلفيها.

أعلنت أزهار البونسيانا باكتمالها عن موت الربيع وسطوع الصيف على القاهرة، لكن «حاجات أكتر بترفض تموت»، كما قال صلاح جاهين، وفى المقدمة قتيل الإسكندرية.
mmoussa@shorouknews.com

محمد موسى  صحفي مصري