فتنتونا - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:54 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فتنتونا

نشر فى : الخميس 20 يونيو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 20 يونيو 2013 - 8:00 ص

الحمد لله أن الجلباب واللحية البيضاء بل وحتى حفظ القرآن وآلاف الأحاديث النبوية لا تكفى ليصبح الشخص عالم دين صحيح العلم والدين. والحمد لله أن تاريخنا الإسلامى ملىء بشيوخ السلطة المستعدين دائما لبيع دينهم بدنيا الحكام فيندفعون إلى تكفير المعارضين وإهدار دمائهم خدمة للسلطة ومن فيها.

 

فهؤلاء الشيوخ الذين يرتدون الجلباب الأبيض ويطلقون لحاهم البيضاء ويطلون على بسطاء المسلمين كل ليلة يتحدثون فيها عن سماحة الإسلام وحرمة دماء المسلم التى هى أعز عند الله من الكعبة المشرفة ثم تراهم وقد التفوا حول الرئيس ووفروا الغطاء الشرعى لقتل الشباب لم يفعل أكثر من «قول الحق أمام سلطان جائر» من وجهة نظره. فالخارجون على الرئيس مرسى ليس كفارا ولا منافقين كما قال الشيخ محمد عبدالمقصود وإنما مسلمون أو حتى مسيحيون هالهم فشل الرئيس وحكومته فى سياسة أمور البلاد والعباد.

 

كيف لرجل يزعم أنه داعية وعالم دين أن يقول «اللى يرش الرئيس مرسى بالمية هانرشه بالدم» ألا يعلم هذا الرجل أن الأصل فى الإسلام هو «وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ» (صدق الله العظيم) وأن عليه إن كان متشوقا للصدام القول «اللى يرش مرسى بالمية هانرشه بالمية». بل إنه لو كان عالم دين يؤمن بما يعلم ولا يسعى وراء دنيا يريد إصابتها لتذكر قول جدنا الصالح هابيل بن آدم لأخيه الطالح قابيل فى صورة المائدة «لئن بسطت إلى يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك إنى أخاف الله رب العالمين» (صدق الله العظيم) ولو كان الشيخ عبدالمقصود يبتغى وجه الله وليس مناصرة السلطة لتذكر قول الرسول صلى الكريم «ومن دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه». رواه مسلم. ولتذكر قوله «من قذف مؤمنا بكفر فهو كقاتله» (رواه الترمذى). ولتذكر قول الإمام ابن تيمية: «ليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وان أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك».

 

ثم يأتى محمد الكردى، عضو الهيئة العليا لحزب الوطن السلفى ليقول عن معارضى الرئيس «يريدون أن يقتلوا أهل الإسلام ويضعوا أهل الأوثان» فمن هم أهل الأوثان الذين تريد المعارضة عودتهم؟

 

إن الخروج على الرئيس أو حتى على الخليفة لا يخرج من الملة وإلا فهل خرجت السيدة عائشة رضى الله عنها ومعها صحابة الرسول الذين خرجوا على الإمام على بن أبى طالب من الملة؟ وهل خرج الإمام الحسين رضى الله عنه من الملة لأنه خرج على الخليفة يزيد بن معاوية؟ وهل كان عبدالله بن الزبير بنت أى بكر خارج الملة لخروجه على الخليفة الأموى؟

 

إننا أمام مجموعة من «الشيوخ» يعيدون إنتاج التجربة الصليبية عندما ألبس رجال الدين المسيحى فى أوروبا المطامع السياسية والمكاسب الدنيوية لباس الدين ففتنوا الناس فى دينهم وندعو الله أن يحفظ الإسلام من شر هؤلاء الشيوخ الذين يفتنوننا فى كل ساعة.

التعليقات