الاتصال بالإنترنت ركيزة التعليم الرقمى - قضايا تعليمية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:01 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الاتصال بالإنترنت ركيزة التعليم الرقمى

نشر فى : الإثنين 20 يونيو 2016 - 10:25 ص | آخر تحديث : الإثنين 20 يونيو 2016 - 10:25 ص
بينما تزداد أهمية نشر التعليم الرقمى إلى الدول النامية، فإنه من المغرى بالنسبة لبعض خبراء التعليم بالتكنولوجيا أن يقترحوا بأن فى الإمكان تفادى مسألة الاتصال بشبكة الإنترنت، من خلال إرسال أقراص مدمجة متعددة الوسائط لأولئك الذين لا تتوافر لديهم إمكانية الاتصال بالإنترنت على سبيل المثال، وتقوم الكاتبة «مها بالى» بالتطرق إلى التعليم الرقمى وأهميته من خلال المحاور التالية:

المحتوى لا يتمتع بالحياد:

تشير الكاتبة «بالى» هنا إلى أن المحتوى المعطى للمتعلم يتم منحه له من قبل شخص ما. وهذا الشخص لديه قيم، ولديه أجندة، وعليه فمن المهم دائما معرفة من يقوم باختيار المحتوى، والغرض من وراء ذلك، وبأية طرق سيعطى هذا المحتوى الامتياز لمجموعة معينة من الناس، والأفكار، والأيديولوجيات على حساب الآخرين. فإن أولئك الذين يقترحون بأن الاتصال بالإنترنت ليس ضروريا بالنسبة للتعلم الرقمى فى الأساس يزعمون بأنه ليس من الضرورى أن يمتلك المتعلمون حق اختيار ماهية وكيفية ما يتعلمونه. ويعتبر هذا انتهاكا كبيرا لوكالتهم على أنفسهم. بطبيعة الحال، بإمكان المرء أن يمتلك الحرية فى العثور على ما يهمه بغياب الإنترنت، فالإنترنت ليس ضروريا بالكامل من أجل التعلم. لكننا وإذا ما أردنا التحدث عن التعليم الرقمى، فإننا بحاجة لأن ندرك بأن التعليم الرقمى الجيد ليس التعليم الذى يخبرك عما تحتاج إلى معرفته. فالتعليم الرقمى الجيد هو التعليم الذى يسمح لك بتحقيق مصالحك الخاصة وفقا للوتيرة الخاصة بك، وأن تتخذ مسارك بنفسك، وتطرح أسئلتك الخاصة بك، وليست الأسئلة التى يعتقد الآخرون بأنك تستحق طرحها أو معرفتها.

وتذكر الكاتبة هنا أنه ليست هنالك مقارنة بين نوع التعليم الذى يمكنك أن تحصل عليه من قرص مدمج والطريقة التى يمكن أن تتعلم بها من خلال الإنترنت إذا ما توفر لك الاتصال بالإنترنت والمعرفة الرقمية للتصفح والبحث بشكل جيد وتقييم مصداقية ما تعثر عليه.

حرية إنتاج المرء للمحتوى بنفسه:

تشير الكاتبة هنا أنه من بين أهم التطورات فى الإنترنت على مدى السنوات الـ15 ماضية قدرة وحرية الأفراد فى إنشاء المحتوى الخاص بهم. وهذه ليست مجرد أشياء تافهة مثل تحديثات الحالة على الفيسبوك وفيديوهات الحيوانات الأليفة. فما عليك إلا أن تقارن بين مدخلات ويكيبيديا عن حرب أكتوب 1973 باللغتين الإنجليزية والعربية. لتجد ذات الحقائق، وذات الأحداث، ولكن من وجهات نظر مختلفة تماما. لأن ويكيبيديا، كما نعلم، ليست محايدة هى الأخرى، ولذلك هيمن الكتاب الموالون لإسرائيل على النسخة الإنجليزية، فيما هيمن العرب (وربما المصريون) على النسخة العربية وهكذا تتولد نسختان من التاريخ. وبهذا سيتم قراءة واحدة منهما من قبل معظم دول العالم، فيما ستتم قراءة الثانية فى الغالب من قبل كتابها أنفسهم. لكن، مع ذلك، لا يزال هذا إنجازا فى أن تتوافر لك فحسب الفرصة لعرض وجهة نظر مختلفة.

حرية التفاعل مع الآخرين:

تذكر الكاتبة هنا أن وسائل التواصل الإجتماعى ــ بالنسبة لها ــ ترتبط فى المقام الأول بالجانب «الاجتماعى» الذى يتيح الاتصال وبناء العلاقات. وهذا لا يعنى قدرة أى شخص يمتلك الاتصال بالإنترنت والمهارات اللازمة على إنتاج المحتوى الخاص به فحسب، بل القدرة على التواصل مع الآخرين أيضا ومن جميع أنحاء العالم. وقد كانت هذه الميزة متوافرة منذ الأيام الأولى للإنترنت، لكنه الآن أقوى بكثير مع وسائل التواصل الاجتماعى والطرق التى يتم من خلالها إخطار المستخدمين بالمستجدات.

تتطرق الكاتبة هنا إلى مؤتمر التعلم الإلكترونى فى أفريقيا الذى حضرته الشهر الماضى، وتقول «فقد علمت من طرق نجحت من خلالها دول عندها تيار كهربائى ووصول إلى الإنترنت محدودان فى إنجاز العمل بغياب الإنترنت، وتوفير وقت توافر الإنترنت للأنشطة التفاعلية، وذلك باستخدام تطبيقات الهواتف المحمولة التى تعمل جيدا فى نطاق تردى منخفض (أى إنترنت بطء) مثل واتس آب».

حرية اختيار ماهية وكيفية التعلم:

تشير الكاتبة هنا إلى أنه بالعودة إلى أمناء المكتبات (على سبيل المثال) نجد فرقا بين إمكانية الوصول إلى مكتبة عامة وإمكانية الوصول إلى الكتب المدرسية فى المدرسة. لأن الكتب المدرسية فى المدرسة كتبت من قبل أحدهم لغرض معين. وهى معبأة، ومنتقاة، ومنظمة لنتيجة محددة. وهى لا تأخذ فى الاعتبار مصالح واحتياجات كل طالب على حدة. فى حين تسمح المكتبة، من الناحية الأخرى، للناس باختيار ما يهمهم فى ذلك الوقت. بالطبع، هنالك شخص أشرف على المحتوى فى تلك المكتبة. لكن يبقى هنالك الكثير من حرية الاختيار مقارنة بما هو متوافر فى الكتب المدرسية. ونظرا لاتساع شبكة الإنترنت، فإن أى محاولة لخلق مكتبة «مخصصة» مستخرجة من الشبكة ولكنها تتجاهل المحتويات الأخرى على الإنترنت، يعتبر محملا لقيم مسبقة ويحد من حرية المتعلمين إلى حد كبير.

وتختتم الكاتبة هنا بقولها إنها إذا ما كانت مستثمرا ستحاول دعم التعليم المستمر مدى الحياة فى العالم النامى، وذلك من خلال ما يلى:

• تحسين البنية التحتية للإنترنت فى أكبر عدد ممكن من المواقع.
• فى المواقع التى يكون فيها تحسين البنية التحتية للإنترنت صعبا للغاية، يجب توفير أماكن عامة يمكن للناس أن يذهبوا إليها للحصول على الإنترنت لبعض الوقت فى اليوم، مثل مقاهى الإنترنت أو الحافلات. وعلى الرغم من أنه لن يكون بإمكان جميع الناس استخدام هذه الوسائل، والتى لا تمثل الخيار الأمثل، فإن ذلك أفضل من انعدام وجود الإنترنت بشكل تام.
• دعم تطوير المهارات والمعرفة الرقمية من أجل تمكين الناس من التعلم ذاتيا باستخدام شبكة الإنترنت وإدراك القوة التى يملكونها بين أيديهم إذا ما كانوا يعرفون كيفية استخدامها بشكل جيد مما يتضمن أيضا المقدرة على خلق المحتوى من منطلق لغتهم ووجهة نظر ثقافتهم.
مها بالي
بالاتفاق مع مجلة الفنار للإعلام
التعليقات