أيها السوريون.. سامحونا - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 7:26 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أيها السوريون.. سامحونا

نشر فى : السبت 20 أغسطس 2011 - 8:35 ص | آخر تحديث : السبت 20 أغسطس 2011 - 8:35 ص

يشعر المرء بالخجل وهو يرى حكومته لا تحرك ساكنا وأنهار دماء الشعب السورى تسيل أنهارا على يد نظام بشار الأسد.

يشعر المرء بالقلق وهو يرى حكومته لا تظهر أى اهتمام ملموس بما يجرى فى ليبيا، الذى هو من صميم أمننا القومى.

يشعر المرء بالاستغراب وهو يرى حكومته تنسى بلدا اسمه اليمن، سبق وأن أرسلنا له عشرات الآلاف من جنودنا فى الستينيات لنقف بجانبه وهو ينتقل من عالم التخلف إلى العالم الحديث.

لا أعرف لماذا لم يفكر د.عصام شرف رئيس الوزراء فى الخروج ولو بتصريح روتينى للتعاطف مع الشعب السورى؟.

ألم يهتز شرف أو يشعر بالغيرة وهو يرى قادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وهم يدينون المذابح ضد الشعب السورى ويطالبون بشار الأسد بالتنحى؟!.

الحكومة تحججت بأنها لا يمكنها التدخل فى ليبيا لأنها تخشى طرد المصريين العاملين هناك، ولو افترضنا جدلا أن ذلك صحيح، فما هو الذى يمنعها من إبداء، ولو تعاطف إنسانى مع الشعب السورى؟!.

هل نست الحكومة أن هناك العديد من الوشائح التى تربطنا بالشعب السورى، كنا ذات يوم دولة واحدة لمدة ثلاث سنوات من 22 فبراير 1958 وحتى 28 سبتمبر 1961.

هناك آلاف المصريين والسوريين يرتبطون بعلاقات نسب ومصاهرة، وهناك وحدة دم ولغة ودين.

وقبل كل ذلك وبعده هناك العلاقة فى الإنسانية، إذا كنا نتعاطف مع أى شعب يتعرض للإبادة على يد نظامه، أليس من الأولى أن نتعاطف مع الأشقاء فى سوريا ولو حتى بالكلام والبيانات؟!.

عندما نواصل «الصمت المريب» على ما يحدث فى وطننا الكبير خصوصا سوريا، فنحن نرتكب جريمة الخيانة العظمى بحق أنفسنا وبحق إنسانيتنا.

ولو افترضنا أننا تخلينا عن إنسانيتنا، فهل تخلينا عن مصالحنا وأمننا القومى؟.

كل الحكام العظام الذين حكموا مصر من أحمس إلى جمال عبدالناصر مرورا بمحمد على ــ و يعرفون معنى الاستراتيجية ــ أدركوا أن أمننا القومى يبدأ شمالا من لواء الإسكندرونة المحتل من قبل تركيا، ولذلك فالمفترض ان تكون علاقتنا من سوريا وشعبها طيبة طوال الوقت مثل علاقتنا بالسودان. هان دورنا وصارت تركيا هى اللاعب الرئيس فى سوريا، وصار الغرب يطلب من أنقرة والرياض التدخل لإقناع دمشق بالتغيير.

ألا تخشى الحكومة المصرية والمجلس العسكرى ان تنتهى الثورة فى سوريا إلى تفتيت هذا البلد العظيم، إضافة إلى التفتت الموجود فى العراق.. ألن يؤدى ذلك إلى رياح كارثية تهب على كل المنطقة؟!.

قد يتحجج البعض ويدعى ان لدينا ما يكفينا من مشاكل فى الداخل وبالتالى علينا ان ننسى ما يحدث بجوارنا، وينسى هؤلاء ان كل القضايا متشابكة، ويفترض ان تكون التحركات والحلول متوازية لكل الملفات فى الوقت نفسه ولا يوجد بلد عاقل ينغلق على نفسه بحجة انه مشغول بالداخل.

أيها الشعب السورى العظيم، «بشائر الانتصار» تقترب، رغم كل المجازر. أنتم تستحقون وسام الشجاعة من الطبقة الأولى، لأنكم تحملتم ما لم يتحمله شعب آخر، ورغم ذلك صبرتم وقدمتم حوالى ألفى شهيد. سامحونا على صمتنا المريب الذى قد يقتلكم أكثر من رصاصات جلاديكم. ويا أيها الشعب المصرى، لقد تضامن معنا الشعب السورى. أثناء ثورتنا، وبالتالى علينا أن نرد لهم الجميل، ولو برسالة إلكترونية أو اتصال هاتفى أو حتى بالدعاء أن يعجل الله لهم بالنصر.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي