تجربتى مع مكتبة الإسكندرية.. ثلاث سنوات وثلاثة شهور - هشام جبر - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:33 ص القاهرة القاهرة 24°

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تجربتى مع مكتبة الإسكندرية.. ثلاث سنوات وثلاثة شهور

نشر فى : الأحد 20 أغسطس 2017 - 10:00 م | آخر تحديث : الأحد 20 أغسطس 2017 - 10:00 م

شرفت بالعمل فى مكتبة الإسكندرية مديرا لمركز الفنون لثلاث سنوات وثلاثة أشهر قبل أن أقرر الرحيل عنها راضيا عما أنجزته خلال تلك الفترة، متمنيا كل النجاح والتوفيق لمن يخلفنى فى تحمل تلك المسئولية، ولمكتبتنا العزيزة دوام الازدهار تحت قائدها الجديد الدكتور مصطفى الفقى.
كثر اللغط حول الأسباب التى أدت إلى استقالتى من منصبى كمدير لمركز الفنون بمكتبة الإسكندرية، ذلك الصرح الشامخ الذى شرفت دوما بالانتماء إليه، وأتمنى دوام التعاون الفنى معه، واتصل بى عشرات الصحفيين لمحاولة إقناعى بالحديث عن أسبابها، لكننى أصررت على الاحتفاظ بها لنفسى، وصرحت مرارا أنه لا يوجد أى خلاف بينى وبين القيادة الجديدة للمكتبة، وأشهد على أن الدكتور مصطفى الفقى قد قرأ استقالتى بعناية وردها إلى مرة بلطف شديد، فلما قدمتها للمرة الثانية ولمس إصرارى ورغبتى فى الرحيل، قبلها مشكورا.
ألحح علىّ جميع الصحفيين الذين أرادوا الحديث معى أنه من الأجدى والاقيم أن نتحدث عن تجربتى كمدير لمركز الفنون بمكتبة الإسكندرية ونقدها سلبا و إيجابا وبيان أوجه التميز والقصور بها، لأننى مؤمن بأن النقد الأمين لكل تجربة وتقييمها تقييما موضوعيا هى الوسيلة الوحيدة القادرة على دفع المؤسسات للتقدم واستمرار تفوقها، ومن دون ذلك النقد والتقييم والتقويم المستمر تبقى المؤسسات دون تطوير أو تحديث ويتراجع أداؤها حتما.
ولكن للأسف لم يتم هذا المنظور فى الحديث مع بعض الصحفيين، وعوضا عن ذلك حرَّف بعض الصحفيين كلماتى وفرَّغوا الحوار من محتواه، بل ووضعوا كلمات على لسانى وصلت فى بعض الأحيان إلى معنى يتعارض تماما مع ما قلته.
لا أعرف إذا كان تم هذا فى محاولة لجعل الحوار أكثر «تشويقا» للقارئ أم بدون قصد، لكن على أى حال، أتمنى أن يصل هذا المقال لكل من قرأ بعض الحوارات التى تم عرضها بشكل أحسن مايقال عنه أنه خاطئ.
ــ وضع بعض الصحفيين على لسانى أن «المكتبة ستتحول من مؤسسة ثقافية إلى سياسية فى عهد مصطفى الفقى» و أن «التوجه السياسى للدكتور مصطفى الفقى سينعكس على مكتبة الإسكندرية، مما سيبعدها عن دورها الثقافى» فى حين أن ما قلته نصا: إن المكتبة تتبع رئاسة الجمهورية، ومن الطبيعى أن يأتى مديرها الجديد حاملا توجيهات محددة من الرئاسة، كما قلت إنه من الممكن أن يكون للمكتبة فى المستقبل دور سياسى كونها تابعة بشكل مباشر لمؤسسة الرئاسة، لكن لم أشر من قريب أو بعيد على أن هذا الدور المحتمل سيبعد المكتبة عن رسالتها العلمية والثقافية والفنية الأصيلة.

ــ أتى على لسانى أيضا أننى «قررت الاستقالة من منصبى لأتفرغ لأعمالى الفنية الخاصة» فى حين أننى، وفى نفس الحديث قلت نصا: «إننى أرغب فى البدء فى صفحة جديدة أجمع فيها بين الفن والإدارة محاولا التوازن بينهما».
هذا بالإضافة إلى بعض الأخطاء الفادحة فى أرقام ميزانيات بعض الأنشطة والمهرجانات التى نظمها مركز الفنون بالمكتبة.
أخيرا أود فى بضع جمل موجزة أن أشير إلى ما حققه مركز الفنون من إنجازات يرجع الفضل فيها لفريق العمل المتميز لمركز الفنون، والتعاون المثمر بينه وبين باقى قطاعات المكتبة، فقد تحول مهرجان الصيف الدولى خلال دوراته الأربع الأخيرة التى جاءت بعد توقف لسنوات، إلى أكبر مهرجان فنى فى الشرق الأوسط، حيث وصلت فاعلياته هذا العام إلى أكثر من ٦٠ فاعلية تقام بشكل يومى على مدار ستة أسابيع، هذا بالإضافة إلى إطلاق مهرجان الإسكندرية الدولى للمسرح المعاصر وإطلاق مهرجان حكاوى الجاز الذى أقيم العام الماضى فى القاهرة والإسكندرية بشكل متواز، وسيقام العام القادم فى ثلاث مدن هم القاهرة والإسكندرية وأسوان، بعد النجاح الكبير الذى حققه هذا العام، والإنجاز الأهم فى وجهة نظرى المتواضعة هو جعل لافتة «كامل العدد» أمرا اعتياديا فى حفلات وعروض الفنون التى طالما اتهمت بأنها فن النخبة، مثل الموسيقى الكلاسيكية، والمسرح المعاصر والكلاسيكى.
كان بودى أن أبدأ الكتابة فى جريدة الشروق الموقرة بمقال عن الموسيقى ودورها فى الوجدان الجمعى للشعوب، أو عن أهمية المسرح فى تنمية الوعى عند جماهيره، أو غيرها من الموضوعات الفنية والثقافية التى أجد نفسى دوما مدفوعا للحديث عنها، لكنى وجدت أنه لزاما علىَّ التوضيح، خشية أن تستخدم بعض تلك الحوارات المنشورة فى محاولة للنيل من مكتبتنا العزيزة أو قيادتها الجديدة.

التعليقات